رياضية

لماذا يرحب رونالدو بانضمام محمد صلاح إلى ريـال مدريد؟


يلتقي المنتخب الوطني، الجمعة المقبلة، مع نظيره البرتغالي، في أولى مباريات المنتخب الودية في معسكر سويسرا، استعدادًا لكأس العالم 2018 بروسيا.

ومن المنتظر أن تتوجه الأنظار، خلال تلك المباراة، إلى محمد صلاح، نجم هجوم فريق ليفربول الإنجليزي والمنتخب الوطني، وكريستيانو رونالدو، نجم هجوم ريـال مدريد الإسباني والمنتخب البرتغالي، خاصة مع تألقهما بشكل كبير خلال الموسم الجاري مع فرقهما.

وشارك «صلاح» في 41 مباراة مع ليفربول بجميع المسابقات خلال الموسم الجاري حتى الأن، سجل خلالهم 36 هدف وصنع 12 أخريين لزملاءه، فيما شارك «رونالدو» في 35 مباراة مع ريـال مدريد بجميع المسابقات حتى الأن، سجل 37 هدفًا وصنع 6 أخريين لزملاءه.

وبالإضافة إلى تألقهما الكبير خلال الموسم الجاري، فإن الأنظار سوف تتوجه إلى الثنائي في المباراة لسبب أخر، لا يقل أهمية عن السبب الأول، وهو التقارير التي أشارت إلى اقتراب «صلاح» من مزاملة «رونالدو» في ريـال مدريد، في الصيف المقبل.

وأشارت عدة تقارير إنجليزية وإسبانية إلى أن ريـال مدريد يسعى للحصول على خدمات «صلاح»، لتعويض الرحيل المتوقع للويلزي جاريث بيل، المُبتلي بالإصابات، خاصة وأن النجم المصري أظهر عدة لمحات فنية «يمكن وصفها بالعبقرية» مع «الريدز» خلال الموسم الجاري، كان أخرها الـ«سوبر هاتريك» الشهير الذي سجله في فريق واتفورد، ما جعله يبتعد بصدارة هدافي «البريميرليج»، برصيد 28 هدفًا، وبفارق 4 أهداف كاملة عن وصيفه، الإنجليزي هاري كين، هداف توتنهام.

ورغم المستوى الجيد الذي يقدمه «بيل» نسبيًا مع ريـال مدريد خلال الفترة الأخيرة «شارك في 29 مباراة بجميع المسابقات خلال الموسم الجاري، سجل خلالهم 12 هدفًا وصنع 7 أخريين لزملاءه»، إلا أنه يبدو أن الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني للنادي الملكي، أصبح غير مقتنعًا بتواجده في التشكيل الأساسي لفريقه خلال المواسم المقبلة.

وأكدت صحيفتي «آس» و«ماركا» الإسبانيتين، في وقت سابق، إلى أن «رونالدو» يرحب بشكل كبير بانضمام «صلاح» إليه في ريـال مدريد، لتعويض رحيل «بيل»، بدلًا من التعاقد مع البرازيلي نيمار، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي.

ويقدم «المصري اليوم» تحليلًا عن سر ترحيب «رونالدو» بالتعاقد مع «صلاح»، في الصيف المقبل:

– قدرة صلاح على التأقلم مع نجومية «رونالدو»:

محمد صلاح خلال مباراة ليفربول و واتفورد والتي أحرز خلالها أربعة أهداف

يعتبر هذا السبب من بين أبرز الأسباب التي دعت «رونالدو» للترحيب بمجاورة «صلاح» له في هجوم ريـال مدريد، وفقًا لما أكدته صحيفتي «آس» و«ماركا».

وامتاز «صلاح»، على مدار مسيرته الكروية، وخاصة الاحترافية منها في أوروبا، بقدرته الكبيرة على التأقلم مع كافة الأوضاع والصعوبات التي واجهته، وبالتالي فإن التأقلم مع نجومية «رونالدو» والرضا بلعب دور الرجل الثاني في النادي الملكي، خلف النجم البرتغالي، بشكل مؤقت «خاصة مع كبر سن رونالدو»، لن يكون صعبًا على «الفرعون»، بينما قد يبدو مستحيلًا على نيمار، الذي رحل من برشلونة وانتقل إلى النادي الباريسي أساسًا لرغبته في الخروج من ظل ميسي.

وقد يقتدي «صلاح» في هذا الأمر بالأوروجوياني لويس سواريز، والذي رضا بلعب دور الرجل الثاني في برشلونة، خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعدما كان صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هجوم ليفربول، ما ساعده بالفعل على التألق مع «البلاوجرانا» وحصد العديد من الألقاب الفردية والجماعية، التي ما كان ليحصدها لو استمر مع ليفربول.

إلى جانب ذلك، فرغم التألق الكبير لـ«صلاح» في الملاعب الإنجليزية خلال الموسم الجاري، إلا أن كل زملاءه في ليفربول أشادوا بتواضعه الشديد، وهو ما يبدو أن «رونالدو» قد يأخذه بعين الاعتبار حين يقنع فلورنتينو بيريز بالسعي في التعاقد معه.

– حاجة «رونالدو» لمساند قوي له في الهجوم:

يعاني ريـال مدريد ورونالدو بشكل كبير خلال الموسم الجاري، من تراجع مستوى «بيل» والفرنسي كريم بنزيمة التهديفي، حيث سجل الثنائي 20 هدفًا فقط بجميع المسابقات خلال الموسم الجاري حتى الأن «أقل بـ16 هدفًا كاملًا عن صلاح وحده»، ما تسبب في تراجع نتائج الفريق بشكل كبير، رغم تألق «رونالدو».

ورغم أن مستوى «بنزيمة» تحديدًا انخفض بشكل هائل خلال الموسم الجاري، مقارنة بـ«بيل»، إلا أنه يبدو الأقرب للبقاء في ريـال مدريد عن «بيل»، حيث جدد عقده مؤخرًا مع النادي الملكي حتى صيف 2021، وهناك حالة رضا شبه تامة عنه من جانب «زيدان» و«بيريز» و«رونالدو».

ومع صغر سن «أسينسيو» ومواصلة تطويره لمستواه، ليكون خليفة «رونالدو» في المستقبل، وعدم تمتع لوكاس فاسكيز بالنجومية الكافية، فإن التعاقد مع «صلاح» قد يكون الحل الأمثل لمشكلة ريـال مدريد الهجومية، وحمل بعض العبء من على كتفي النجم البرتغالي.

وأظهر «صلاح»، إلى جانب تألقه وتواضعه، قدرة كبيرة على القيادة، خاصة بعدما قاد المنتخب الوطني للتأهل لمونديال روسيا، وتسديدة لركلة جزاء التأهل الحاسمة في مرمى منتخب الكونغو، في الدقائق الأخيرة من اللقاء، كما أظهر جوع دائم لتسجيل الأهداف مع ليفربول خلال الموسم الجاري، وهو الأمر المطلوب تمامًا في فريق مثل ريـال مدريد.

– قدرة «صلاح» الكبيرة على تغيير مركزه في الملعب خلال المباريات:

من بين أبرز ما يميز «صلاح» خلال الموسم الجاري، هو قدرته على تغيير مركزه من الجناح الأيمن إلى رأس الحربة الوهمي والجناح الأيسر، بل ولعب دور صانع الألعاب الوهمي، مع كل من البرازيلي روبيرتو فيرمينو والسنغالي ساديو ماني والإنجليزي أليكس أوكسليد تشامبرلين وكوتينيو كذلك، قبل انتقاله إلى برشلونة في يناير الماضي.

وأعطى هذا التغيير الكبير بين «صلاح» و«ماني» و«فيرمينو» تنوعًا كبيرًا لهجوم ليفربول في المباريات المختلفة، ما مكنه من تسجيل 73 هدفًا في الموسم الجاري من «البريميرليج»، ليصبح ثاني أقوى هجوم في المسابقة، خلف مانشستر سيتي، صاحب الـ85 هدفًا حتى الأن.

وحال انتقال «صلاح» إلى ريـال مدريد، فإنه قد يساعد «رونالدو» على التواجد في منطقة الجزاء بصورة أكبر، والتبديل معه بين مركزي الجناح ورأس الحربة الوهمي، خاصة مع قدرة «صلاح» على اللعب بكلتا قدميه، والسرعة الكبيرة التي يتمتع بها، وهو العنصر الذي بدأ «رونالدو» يفقده بحكم زيادة عمره.

وبالتالي، فبعد استعراض الأسباب السابقة، هل نرى «صلاح» يجاور «رونالدو»، أفضل لاعب في العالم في خمس مناسبات، في ريـال مدريد، في الصيف المقبل؟

المصري اليوم