الطيب مصطفى

بين الدبَّاب دوشكا والكودة.. سبحان مغيِّر الأحوال!


ويكتب يوسف الكودة مستهزئاً وساخراً من الجهاد ومن (الدبابين) ومعيّراً ومسمِّياً رئيس تحرير صحيفة (الجريدة) أشرف عبد العزيز بعبارة: (المجاهد الدباب دوشكا)، في زمان أغبر انقلب فيه الحق باطلاً والباطل حقاً، وأضحى المجاهدون والدبابون عند الكودة محلاً للسخرية والتهكّم بينما أصبح الرويبضة عرمان أيقونة للطهر والنقاء! اللهم يا مُقلّب القلوب والأبصار ثبِّت قلوبَنا على دينك.

كتب الكودة أن اشرف قاتل (إخوتنا الجنوبيين تحت راية مزيّفة سُميّت بالجهاد في سبيل الله)! ثم قال إن من قاتلوا في الجنوب لم يفعلوا ذلك إلا دفاعاً عن نظام، ولذلك فإنهم ليسوا مجاهدين وأن من قاتلهم (الدباب) أشرف (فيهم عرمان وعقار ومسلمون كثر)! إذن فإن الكودة اطلع على قلوب المقاتلين ونياتهم معتبراً علي عبد الفتاح وصحبه وأفراد قواتنا المسلحة مجرد (فطايس) لأنهم لم يقاتلوا إلا دفاعاً عن النظام الحاكم، أما عرمان وعقار فهم المسلمون حقاً .

الكودة يقول ذلك متجاهلا ما يعلمه يقيناً من أن الجهاد أبواب كثيرة من بينها الحجة والبيان (وجاهدهم به جهاداً كبيراً) وأن من قاتل دون ماله أوعرضه أو أرضه شهيد، ولكن فقه الكودة الجديد المسانِد لقرنق وتلميذه عرمان يرى غير ذلك.

لن أستعجل لأدعو اللهَ تعالى بأن يحشر الكودة مع عرمان وعقار اللذين يدافع عنهما الآن أو بأن يقف خصيماً لمعز عبادي وبقية الدبابين والشهداء يوم يقوم الناس لرب العالمين، ولكني أساله هو: تحت راية مَن ومع من كان يقاتل رفاقه الجدد عرمان وعقار ومن أجل ماذا كانا ولا يزالان يقاتلان؟!

أتحدّى الكودة أن يذكر لي ولو مرة واحدة بدأ فيها عرمان خطاباً له أو مقالاً بالبسملة أو اورد فيه آية قرآنية بل اسأله: ألم يعترض في بداية الفترة الانتقالية عقب اتفاقية نيفاشا على مجرد كتابة البسملة في صدر الدستور الانتقالي لعام (2005)؟!

أكاد أجزم يا كودة أن رأس النفاق في المدينة عبد الله بن أبي سلول لم يُحارب الإسلام كما حاربه رفاقُك الجدُد قرنق وعرمان وعقار ولكن.

كان الدبابون الذين تسخر منهم يا هذا يقاتلون قرنق الداعي إلى سودان أفريقاني علماني يحكمه الجنوب على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا بعد (التحرير) من استعمار البيض، بحجة أن أفارقة السودان أغلبية مستعمَرة (بفتح الميم الثانية) تماثل الأغلبية الأفريقية في جنوب أفريقيا المستعمرة من البيض، وقد احتشد خطابه ودستوره بهذه الهرطقات مما ظللنا نُدندن حوله ونُبيّن وسمّى حركته وجيشه بالحركة والجيش الشعبي (لتحرير السودان)، ولا اظنك تجهل هذه الحقيقة التي تتغافَل عنها اليوم كما ظللتَ تفعل وأنت تخلع ثيابك القديمة وتوقّع على وثيقة الفجر الجديد في كمبالا نصرةً لعرمان وعقار والحلو وبقية القتَلة والسفهاء الذين لا نُحصي ثناءً على الله تعالى أن أحيانا حتى نشهد اندحارهم ومشروعهم البغيض المرة تلو الأخرى.

ابتعثتُ الكودة أيام كنتُ مديراً للتلفزيون لدولة قطر ليُحاور رائد الوسطية في عالمنا الإسلامي العلامة يوسف القرضاوي وليأتِنا بفقهٍ يسند مرجعيّتنا الوسطية حول بعض القضايا، فإذا به يحاور ، بعد القرضاوي، رجلاً ينتمي إلى مدرسته الفقهية المتشددة يًسمى القحطاني ليسأله عن حكم (السبحة)، وعندما رد القحطاني بأنه لا حرج في استخدامها سأله الكودة مُستنكراً: لكن أليس الأفضل الأصابع؟! كان الكودة قبل الانقلاب الفكري الذي زلزل كيانه وحوّله إلى كيان آخر، يرى كشف الوجه مُحرماً ولا يرضى بغير النقاب، ولي موقفٌ معه يطول شرحه حول هذه القضية.

من ذلك الأنموذج المتشدّد ينقلب الكودة بمدرسة فقهية جديدة تكاد تُجيز كل شيء بما في ذلك التطبيع مع العدو الصهيوني المحتل للمسجد الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه سلم، ثم ينحدر الرجل حتى يبلغ درجة التماهي مع عرمان وعقار وقرنق متبنياً طروحاتهم ومصادماً ومتهكماً من الجهاد والمجاهدين والشهداء والدبابين، وشاكياً باكياً عندما أُزيح من منصبه لدى المُلحقية الثقافية السعودية التي أطاحته عندما بدل من ثيابه ومرجعياته، ثم هارباً إلى سويسرا، ثم عائداً ليُشارك في الحوار ثم مواجهاً للحكومة متظاهراً مع قوى اليسار العاملة على إسقاطها ثم داعياً، بعد إطلاق سراحه قبل أيام، إلى إعادة ترشيح البشير، ثم مؤيدًا ومسانداً لعودة صلاح قوش على رأس جهاز الأمن !!!

ورغم ذلك يسأل الكودة القراء: (بالله هل ما استشهد به – الدباب أشرف دوشكا- يصلح أن يكون دليلاً على مجرد تقلُّبات فضلاً عن أن تكون تقلُّبات متضادة)؟!

لنا آراء مضادة لمواقف الحكومة وسياساتها جعلتنا ننشئ حزباً معارضاً، ودفعنا ثمن ذلك تضييقًا وكبتاً، ولكن هناك خطوطاً حمراء لن نتجاوزها لأن ذلك يقوم على مبادئ عقدية تتّكئ على فقه الولاء والبراء، ولنا في عظمائنا الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدّلوا المثل والقدوة.

ولي وِقفة صغيرة في هذه العجالة مع ابننا أشرف، فعندما عيّره الكودة بأنه غيّر مواقفه السياسية بعد أن كان مُجاهداً ودبَّاباً لدرجة أنه لُقِّب بدوشكا رد أشرف بقوله (إنني لا أبصق على تاريخي).

والله يا أشرف لن أتردّد في البصق على كل تقصير والعض على أصابع الندم جراء كل خطأ يبُدر مني، لأن ذلك من شروط التوبة إلى الله تعالى، أما مواقفك السابقة مع الدبابين فأسأل الله أن يثيبك عليها ويثبّتك غير مغيّر ولا مبدّل.

أنّي أدعو الكودة إلى مراجعة نفسه فلا أزال أطمع في أن يعود إلى سيرته الأولى أيام برنامج (روح وريحان) الذي أسهم كثيراً في بث الدعوة إلى الله على بصيرة.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات

  1. نعم الحرب من أجل الحفاظ على كرسي إبن أختك

    ولا زال القتال في دارفوار وجبال النوبة والنيل الازرق من أجل الحفاظ علي كرسي الكيزان

    ابن اختك اعترف بانه قتل آلاف الناس في دارفور لأتفه الاسباب

    اعوذ بالله منكم ومن امثالكم

  2. أي زول ما يربط تكته كويس بيبقى شيوعي موثق بالفيديو ويقول العايزو عرمان.

  3. علينا الا نضيق على الناس في الرأي والهجوم على الناس وشخصنة الأمور ثم اجترار مواقف قديمة لتكوين رأي معين في شخصية ما يقدح في مصداقية التناول إذ من الأفيد أن نحدد القضية أو النقطة المعينة محل الخلاف وبحثها بالطرق العلمية وعرض النتائج