رأي ومقالات

محمد عبدالماجد: غندور يسجل في مرماه (هدف عكسي)


(1) > كان واضحا أن تصريحات البروفيسور إبراهيم غندور في البرلمان السوداني حول أوضاع السفارات السودانية في الخارج , كانت بمثابة (الهدف العكسي) الذي سجله وزير الخارجية السوداني (السابق) في مرماه.

> ومثلما تتسبب (الأهداف العكسية) في الغالب في إقصاء الفرق التي تستقبل تلك الأهداف من البطولات والمنافسات ، أو شطب اللاعب الذي سجل في مرماه واستبعاده من القائمة ، تسبب (الهدف العكسي) الذي سجله غندور في مرماه في خروجه من (تشكيلة) فريقه ـ وقد يتسبب ذلك (الهدف العكسي) في خروج غندور من (كشوفات) فريقه بشكل نهائي ، بعد ان أحدثت تصريحات وزير الخارجية السابق, ضجة وردود فعل كبيرة ، على المستوى الداخلي والمستوى الخارجي.
> عودة الفريق أول صلاح قوش لمنصبه القديم أحدثت (ضجة) لم يكن يتوقع أن يكون لها نظير ، إلّا عندما تمت (الإطاحة) بوزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور ، فكانت الضجة أكبر.

> الحكومة كانت تريد من وزير خارجيتها أن يسعد النطق إن لم يسعد الحال في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي تمر بها البلاد.
> لم تكن الحكومة تمتلك القدرة على قبول مثل هذه التصريحات التي أشارت الى الأوضاع المأساوية للبعثات السودانية في الخارج , وقطعت بأن هناك بعض السفراء لم يتسلموا مستحقاتهم المالية منذ سبعة أشهر.
> لذلك, كان من الطبيعي والمتوقع ايضا إقالة غندور بعد تلك التصريحات الصادمة.

(2)
> جورج برناردشو يقول عن (الدبلوماسية) إنها هي الفن الذي يجعلك تقول لكلب شرس يا لك من كلب لطيف حتى تجد فرصة لالتقاط قطعة من الحجر، وتصريحات غندور كانت تفتقد للدبلوماسية وهو وزير للخارجية ، رغم ما عرف عن غندور من (دبلوماسية) وأصالة ، وقدرات فائقة على تطويع (المفردات) وإخراج (التصريح) بما يتناسب مع الظرف زمانا ومكانا.
> قد يكون غندور قصد هذه (التصريحات) ، وعمد أن تأتي بذلك الوضوح الذي يمكن أن تعتبره السلطة (فظاظة) ، بعد أن رفضت حكومته في يناير الماضي استقالته.
> غندور وهو بعيد عن السلك الدبلوماسي, كان من القيادات التي تعرف بالحس الدبلوماسي العالي ، فهو في كل سنوات عمله السياسي لم يخرج منه تصريح لا يخدم قضية حزبه.
> طبيب الأسنان كان بارعاً في تصريحاته ، كأنه كان يستعمل (مخدرا) ، كما كان يستعمله في عيادة طب الأسنان عند (خلع) الضرس أو (حشوه) او (إماتة) جذوره.
> ولكن زير الخارجية السابق, لم يحسن هذه المرة تشخيص (الحالة) ، فقد كان (ضرس) الأزمة في هذا الوقت يحتاج الى (إماتة جذور) ، وليس (خلع) كما فعل غندور ، حيث كان خلعه هذه المرة بدون (بنج) ، ليخلع غندور من بعد ذلك من منصبه الرفيع.

(3)
> للأمانة, فقد كان غندور من أفضل وزراء الخارجية في حقبة الإنقاذ منذ ان كانت (نطفة) ، إلى أن أوشكت أن (تبلغ الثلاثين).
> حتى التصريحات الأخيرة لغندور يحسبها الكثيرون في ميزان حسنات وزير الخارجية السابق ، الذي اختار (الشفافية) بدلاً من أن (يتجمّل) كذباً.

> سوف يبقى إبراهيم غندور من وزراء الخارجية الذين وضعوا (بصمة) دبلوماسية واضحة في فترته، ويحسب له في عهده رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان ، إلى جانب الوضع (الدبلوماسي) الفعلي للسودان في ظل الأزمة الخليجية الأخيرة بين السعودية وقطر.
> هذه الأمور لا يمكن لها ان تحدث إن لم يكن وزير الخارجية وقتها يحسن عمله ويجيد دبلوماسية دولته.

(4)
> بديل غندور سوف يكون لاعبا يعتمد على (المجهود) ، وليس على (المهارات) كما كان يفعل غندور.
> الحكومة في المرحلة المقبلة في حاجة إلى لاعب (مجهود) ، لذلك كان الاستغناء عن (غندور) صاحب المهارات العالية.

محمد عبدالماجد
الانتباهة