صلاح حبيب

إنها مكة أحب البلاد إلى رسول الله..


إنها مكة تلك البقعة الطاهرة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها تلقى الرسالة السماوية ورغم أنها من أحب البلاد إلى رسول كما قال ولكن كفار قريش أخرجوه منها ومن ثم عاد فاتحاً لها بقوة أرهبت الكفار فدخلوا في دين الله أفواجاً ونحن الآن في تلك البقعة الطاهرة يمر علينا شريط من الذكريات تلك الجبال الشاهقة المحيطة بها وكيف كان رسول الله يذهب للتعبد فيها قبل أن تصله الرسالة السماوية نسترجع بدايات الدعوة فيها عمار بن ياسر وسمية نرى بلال بن رباح وهو يتعذب من أجل هذا الدين القويم ويتمسك به رغم العذاب والحجارة التي تضع في صدره نتذكر سيدنا عمر بن الخطاب وكيف ضرب شقيقته قبل أن يسلم وكيف اسلم نرى سيدنا أبوبكر الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما في الغار يقول للرسول لانحزن إن الله معنا مشاهد الدعوة الإسلامية تترأى لنا وكأنها شريط سينمائي كان الصحابة وهم يقاومون كفار قريش أبو جهل وأبو لهب أرى كما يرى النائم المشهد يطوف أمامي إنها مكة سوق عكاظ بصورته القديمة والمعلقات وكيف كان يتباري الشعراء فيها أن الرسالة التي جاء بها الرسول هى خاتمة الرسالات نتذكر المعارك التي وقعت بين المسلمين وكيف حقق الله لهم النصر في غزوة بدر الكبرى وكل الغزوات التي دخلها المسلمون وحقق لهم الله النصر فيها وإنا في هذه البقعة الطاهرة أقارن بين الماضي والحاضر كيف استطاع المسلمون أن يقطعوا تلك المسافات الطويلة في حر غائظ ويحققون كل تلك الانتصارات اليوم مكة لم تكن تلك البقعة فقد تحولت أجزاء كبيرة منها وكأنما الآية الكريمة التي تقول (وينحتون من الجبال بيوتاً) الآن معظم جبال مكة تحولت إلى بنايات شاهقة وفنادق من عشرات الطوابق بأفخم طراز من البناء المعماري وحتى الحرم المكي الذي كان صغيراً ومحدوداً جرت توسعته ليسع ملايين من المعتمرين والحجاج يكفي أهل المملكة هذا الصنيع للأمة الإسلامية الكعبة المشرفة وأنت تدخلها تحث بالرهبة والعظمة لن تصدق إن تلك الجموع من المعتمرين يسعهم هذا المكان من الملاحظات في البيت الحرام أولئك الذين يعملون ليلاً ونهاراً في تهيئة المكان للزوار آلاف من أنواع الطعام يتصدق بها أناس لا تعرفهم ولا تراهم الكل يتناول إفطاره دون أن يدفع مليماً واحداً هؤلاء يقدمون لك أجود أنواع البلح بأنواعه المختلفة وهؤلاء يقدمون لك القهوة والبعض يحمل الحلويات للمعتمرين وأنت بداخله لاتحس بالجوع أو العطش فماء زمزم في كل مكان تشرب وتغتسل وتتوضأ تطوف بالبيت ومهما أحسست بالتعب ربنا يمنحك طاقة لإكمال الأشواط السبعة وهناك عجوزاً وهنا آخر مدفوع بعجلة متحركة يدفعها شباب يساعدون كبار السن في إكمال مناسكهم لن تستطيع الوصول إلى الصحن الرئيس ما لم تكون من القادمين مبكراً أما الحجر الأسعد فمن الصعوبة بمكان أن تقبله في تلك الأيام ملايين من المعتمرين يرغبون في تقبيله ولكن هيهات هيهات إلا من أعطاه المولى القوة للوصول إليه فعمرة رمضان تعادل حجة ولذلك يحرص المعتمرين عليها في هذا الشهر الكريم ربنا يتقبل من الجميع صالح الأعمال ما لفت نظري في مكة خارج الحرم إن ظاهرة سرقة الأحذية لم تكون في السودان أو بقية الدول الإسلامية الأخرى ففي مكة شاهدت عدداً من المواطنين وهم خارجين من المسجد وقد سرقت أحذيتهم لو كان واحداً لقلنا اخذ بالخطأ ولكن أن يكون سبعة أشخاص دفعة واحدة هذا يعني إن ضعاف النفوس في كل مكان موجودين وفي مكة السيئة بألف ولكن هؤلاء هم أشبه بكفار قريش لا وازع ديني لهم يرتكبون المحرمات في المكان الذي يقطع له البعض آلاف الأميال لمسح ذنوبهم إن مكة بقعة طاهرة يجب على من قصدها أن يكون طاهر القلب واللسان نسأل الله أن يتقبل الأعمال الصالحات منا وان يهدي أولئك .

صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي


تعليق واحد

  1. لاتوجد اي سرقه داخل الحرم لااحزيه او غيرها من اشيا بل يقوم عماله النظافه والمسؤولون من ذلك داخل الحرم بجمع الاحذيه بصوره دوريه واخذها في اكياس قمامه الي وقد شاهدت ذلك باعيني والله علي مااقول شهيد