الصادق الرزيقي

عالم وأعياد وفواجع


يمور عالمنا ويفور بالأحداث والتقلُّبات والتحولات الدراماتيكية من السياسة للاجتماع للثقافة للرياضة التي لم تنفصل عن الساسية ولن ..! عيدنا في الداخل الذي كان مشحوناً بالخلافات السياسية بين شركاء الحوار والحكم، حول قانون الانتخابات وتجدد اللغة الاستعراضية القديمة التي تكاد ترجع الجميع إلى المربع الأول، بينما العالم من حولنا يشهد في جبهتي سوريا واليمن، تراجيديا الحرب في الحديدة ومصير أهلها إلى شمال سوريا وأجزاء منها، والاتفاقيات بين القوى الدولية وصفقاتها وليبيا التي لا ينتعش فصيل بنصر محدود كما كان لحفتر في درنة حتى وقع الهلال النفطي في يد مناوئين له، هذا يخسر وذاك يكسب .. والكل في متاهته يدور ..يمور عالمنا ويفور بالأحداث والتقلُّبات والتحولات الدراماتيكية من السياسة للاجتماع للثقافة للرياضة التي لم تنفصل عن الساسية ولن ..! عيدنا في الداخل الذي كان مشحوناً بالخلافات السياسية بين شركاء الحوار والحكم، حول قانون الانتخابات وتجدد اللغة الاستعراضية القديمة التي تكاد ترجع الجميع إلى المربع الأول، بينما العالم من حولنا يشهد في جبهتي سوريا واليمن، تراجيديا الحرب في الحديدة ومصير أهلها إلى شمال سوريا وأجزاء منها، والاتفاقيات بين القوى الدولية وصفقاتها وليبيا التي لا ينتعش فصيل بنصر محدود كما كان لحفتر في درنة حتى وقع الهلال النفطي في يد مناوئين له، هذا يخسر وذاك يكسب .. والكل في متاهته يدور ..

قانون الانتخابات

إذا صح أن أعضاء المؤتمر الوطني في مجلس الوزراء وفي اللجنة التي تكوَّنت لمراجعة قانون الانتخابات، قد وافقوا على جل ما ورد في القانون واتفقوا مع بقية الأحزاب، خاصة المؤتمر الوطني كل تفاصيله الأساسية، فليس من حق الحزب أن يعارضها أو ينفض يده من التعديلات التي تمت. فالمعروف أن القانون حتى قبل إجازته في مجلس الوزراء وفي المشاورات التي جرت حوله، كان ممثلو المؤتمر الشعبي والأحزاب الأخرى قد اتفقوا مع شريكهم الأكبر على مواد القانون مادة مادة، و حتى النقاط الخلافية حول تكوين المفوضية وكيفية انتخاب ولاة الولايات، واليوم الانتخابي والنسب المؤهلة للأحزاب وعضوية المجلس الوطني، والتناصف بين الدوائر الجغرافية ودوائر التمثيل النسبي، تم الاتفاق عليها وترك بعضها لمزيد من التشاور، ومع إيداع القانون للبرلمان، فهناك مُهلة لا تزال تمتد حتى أكتوبر المقبل، وهي كافية للتوافق حول القانون وحسمه بالاتفاق، و «يا دار ما دخلك شر «. فالمؤتمر الشعبي حزب مؤثر في الساحة السياسية، ولا ينبغي أن يصنع من الحبة قُبة، بل عليه التحاور مع شركائه قبل الخروج إلى حلبة الإعلام والتصريحات والتصريحات المضادة، وهناك دور يلعبه الحزب الآن في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والممانعين ومقاطعي الحوار ..

عودة وشيكة للمهدي

للسيد الصدق المهدي خاصية يُحسد عليها. ففي أحلك وأصعب الأوقات، يفتح قلبه وعقله لتقبل الأفكار الجديدة والتحاور مع الحكومة، فهو لم يُغلق الباب قط. ففي حيرته الحالية ومنفاه الاختياري وضربه أكباد الإبل وراء قوى نداء السودان واجتماعات باريس وبقائه في القاهرة وسط ضجيج الأصوات المعارضة وجلبتها التي لا تنتهي وصرير الأبواب وصخب الأضداد والأتباع الموتورين حوله، لا ينفك يبحث هو بنفسه عن حله يقربه من البلاد وحيويتها وهمومها، في هذه الحيرة لابد له من موقف، إما بالرجوع للداخل وممارسة نشاطه ولملمة بقية حزبه المبعثر، أو البقاء في الخارج في منزلة بين المنزلتين، لا هو بالمعارض الذي يشمِّر سواعده ويتحفز لقتال الحكومة، ولا هو بمحاور يستقبل في وفود المؤتمر الوطني والعدة في عينيه تملأ أشرعتها الرغبة الجامحة .. في العيد وقبله بأيام، كان الرجل في قاهرة المعز، يحاول قياس المسافة ما بين عقله الذي يقول له، عُد إلى دارك وبيتك وحزبك، وما بين عاطفته التي جعلته معلقاً في انتظار المجهول. ولو درى السيد الصادق أن الزمن ليس في صالحه، فالعمر يجري وإذا بقي هناك وأهمل حزبه، فإن انتخابات 2020م سيحضرها لو مد الله في أجله وقد خرط من عمره ما يقارب التسعين حولاً « و من يعش تسعين حولاً لا أبالك يسأمِ « ، كما قال الشاعر العربي الجاهلي القديم، فما بال الرجل في خريف العمر لا يسأم السياسة وطِلاب الحكم ..؟مدن وأعياد عاشت مدينة بورتسودان بلا أعياد .. كانت بلا ماء ولا كهرباء .. تكاثرت عليها أزماتها، رغم المحاولات الحثيثة لعلاج الأعطاب وإرجاع الكهرباء والبحث عن قطرات ماء، لقد شبع أهل بورتسودان من الآمال السراب، ويجب أن يكون هناك حل نهائي وعاجل لأزماتهم المزمنة. أيعقل بعد كل هذه السنوات تتكرر نفس الأخطاء وتحل ذات الكارثة ويتحول فرح العيد إلى هم وغم ..؟!من الضروري مراجعة عاجلة لأولويات الحكم الاتحادي. فمدينة كبورتسودان، يجب أن تترك كل مهرجاناتها السنوية والأعمال القشرية المظهرية لحكوماتها، وتوجه كل الموارد والأفكار والجهود، لحل مشكلة المياه. فمن الماء جُعل كل شيء حي، ستدب الحياة في أوصال المدينة لو رويت وابتلت عروقها بالماء الزلال، لاخضرت بيوتها وشوارعها وروح إنسانها، ولاشتعلت من جديد، لكن التفكير كان كله ساس يسوس، ولعنة الله على السياسة. أما درى الحكام أن الخدمات وتوفيرها هي السياسة بعينها؟ لكن ذاك المعنى الذي لا يُدرك بسهولة، لو استسهلوه بالعمل والترتيب وتحديد الأولويات، لانفتحت المغاليق وتجاوز الجميع الحواجز..هل من فكرة بناء تطلق فيها مبادرة حقيقية لحل أزمة مياه بورتسودان ..؟

كأس العالم السياسي

برغم المتعة الكبرى باللعبة الرياضية الأولى في أرفع منافساتها «كأس العالم «، إلا أن هذه المنافسة المنزهة من السياسة كما يجتهد الفيفا دائماً، تتزيا بزي السياسة المهترئ القبيح. فقبل انطلاقتها، تأثرت بالسياسة عندما غاب عدد كبير من القادة الغربيين ومن يدور في ركابهم عن حضور حفل افتتاحها لسبب سياسي محض، لا علاقة له باللعبة ولا بالرياضة. أما المباريات التي أوقعت القرعة فرقها في المجموعات المختلفة، فلم تبتعد ظلالها ودلالاتها السياسية عن ما كانت عليه السياسة أصلاً، زد على ذلك أن التعليقات والتشجيع، وربما نشهد في الكواليس وما وراء الحجرات صفقات وبيع مباريات لأغراض سياسية .. كل شيء وارد ..لقد أفسدت السياسة على الرياضيين نفوسهم وصفاءهم وما تفعله أرجلهم ..!!!

رحيل

رحل عن هذه الفانية مخلِّفاً حزناً وألماً مقيماً السيد حازم عبد القادر محافظ البنك المركزي، الذي داهمه الموت الفجائي وانتقل إلى جوار ربٍ كريم. والرجل صموت يعمل في هدوء لم يبحث عن الأضواء ولا سعى للتبريرات، وهو ينفذ ويضع حزم من الحلول الصعبة التي ستخرج الاقتصاد حتماً من كبواته، تحمَّل كل شيء في جلد وصبر، وكتم في نفسه كل رد كان يقدر عليه، من أجل الجراحة المؤلمة التي تجريها الدولة في جسد الاقتصاد العليل. فأي رجل قليل الكلام وراءه حكمة وبين جنبيه رأي مدخر؟!!فله رحمة الله الواسعة ملء السموات والأرضين وما بينهما، وليجزيه المولى بأحسن الجزاء. كان ساعياً مجتهداً ودؤوباً مقتصداً …

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة