تحقيقات وتقارير

تستضيف مفاوضاتهم بتوجيه من الإيقاد الخرطوم.. فرقاء الجنوب يعودون…!!


يومان فقط يفصلان بين الموعد المضروب لتجمع فرقاء دولة جنوب السودان بين رئيس الجنوب سلفاكير، وزعيم المعارضة د. رياك مشار بالخرطوم، وهو الخامس والعشرون من يونيو الجاري وفق ما أوصت به قمة الإيغاد الطارئة التي اختتمت أعمالها أمس الأول، فانتقال التفاوض بين فرقاء الجنوب سيتم برعاية رئيس الجمهورية عمر البشير بالعاصمة الخرطوم التي ظلت ومنذ اندلاع الحرب بين الفرقاء الجنوبيين تقدم المبادرات لإيقاف نزيف الدم في الدولة الوليدة التي أعلنت انفصالها في العام 2011.

توجيه الإيقاد

مساء الخميس، اختتمت بأديس أبابا أعمال قمة الإيقاد الطارئة حول الأوضاع بدولة جنوب السودان والتقى خلالها مشار وكير.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير قريب الله الخضر إن الترتيبات تجري لنقل الطاقم الفني للتفاوض التابع للإيقاد للخرطوم، وذلك لتقديم الدعم والمساندة اللازمين للوسطاء السودانيين. كاشفاً عن مساعي السودان لإعادة تأهيل حقول النفط في جنوب السودان في زيارة ميدانية يقوم بها وزيرا النفط في البلدين بشكل متزامن مع انطلاق المحادثات.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي رئيس القمة د. أبي أحمد، إن المحادثات التي ستستضيفها الخرطوم ستنطلق في الخامس والعشرين من يونيو الجاري. ووجهت القمة سكرتارية إيقاد بنقل الطاقم الفني للتفاوض التابع للمنظمة إلى الخرطوم لتقديم الدعم الفني والمساندة اللازمين لإنجاح المفاوضات، وأكدت الإيقاد التزامها باتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان نجاح المفاوضات .

عرض الخرطوم

قبل عطلة عيد الفطرالمبارك، عرض الرئيس عمر البشير استضافة محادثات السلام بين الطرفين المتنازعين في جنوب السودان الرئيس سلفا كير وزعيم التمرد رياك مشار، وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية . ونقل عرض البشير وفد سوداني زار جوبا في وقت سابق، بعد أيام على تبني مجلس الأمن قرارًا يمنح طرفي النزاع شهراً واحداً للتوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة عقوبات. وضم الوفد السوداني وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد، والفريق أول مهندس صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية قريب الله خضر، وقتها إن (الوفد حمل رسالة شفهية من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لأخيه الرئيس سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، تتعلق بمبادرة لدعم جهود تحقيق السلام بين الأطراف المتصارعة في جنوب السودان). وأضاف أن البشير أكد (استعداد الخرطوم لاستضافة اللقاء المقترح بين الرئيس سلفا كير وزعيم المعارضة الجنوب سودانية رياك مشار). وتابع أن (سلفا كير تقدم بالشكر والتقدير للرئيس عمر البشير على المبادرة)، مؤكداً استعداد حكومته للمشاركة فيها وإنجاحها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في جنوب السودان.

ضغط دولي

تسارُع الخطى نحو تحقيق سلام في الدولة المنكوبة يأتي في أعقاب تبني مجلس الأمن في أوائل الشهر الجاري مشروع قرار بطلب من الولايات المتحدة، يحدد للأطراف المتحاربة في دولة جنوب السودان مهلة تنتهي في 30 يونيو الجاري، لإنهاء الاقتتال أو مواجهة عقوبات محتملة. حبث مدد مجلس الأمن الدولي عقوباته على جنوب السودان حتى منتصف يوليو المقبل، للنظر في فرض حظر للسفر وتجميد أرصدة 6 من زعماء الجنوب إذا لم يوقفوا القتال في البلاد بحلول 30 يونيو.

ويعتبر القرار نسخة مخففة من مشروع قرار اقترحته الولايات المتحدة، التي قالت سفيرتها لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم الأربعاء إن الإدارة الأمريكية “نفد صبرها إزاء الوضع الراهن” في جنوب السودان.

وقالت هايلي في تصريحات قبل التصويت: “ما نحتاجه الآن هو إجراء ملموس من قبل المجتمع الدولي بأكمله لمحاسبة هذه الأطراف المتحاربة”. ووصفت القرار بأنه “خطوة متواضعة” لتمديد العقوبات لمدة 45 يوماً، وطالبت بوقف العمليات القتالية. ويقول المنتقدون للقرار إنه يأتي في وقت حساس في محادثات السلام التي تقودها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) وعرض سريعاً على المجلس دون مشاورات كافية مع المنطقة. وفي حالة عدم توقف العمليات القتالية بحلول 30 يونيو الجاري، فإن المجلس سينظر في تجميد أرصدة ستة مسؤولين بينهم وزير الدفاع، كول مانيانج، وقائد الجيش السابق، بول مالونق.

ميزات عديدة

وحول مدى إمكانية تحقيق الخرطوم للاختراق المطلوب وتقريب شقة الخلاف بين الفرقاء الجنوبيين، يرى نائب رئيس منبر السلام العادل العميد م حسن التوم في حديثه لـ(الصيحة) أن السودان لديه ميزات عديدة تمكنه من إحداث الاختراق المطلوب بين الجنوبيين، مؤكدًا بأن السودان يتفوق على إثيوبيا في وساطته بين فرقاء الجنوب بامتلاكه عناصر قوة جغرافية ومعلوماتية، وأن السودان بحكم معرفته الدقيقة بالجنوب وامتلاكه معلومات استخباراتية عن الطرفين بجانب أن الحدود الممتدة بين السودان والجنوب تعتبر المفصل في الصراع بين الطرفين، فإن ذلك يمثل العناصر التي تحدد مدى إمكانية دخول دولة كوسيط في مفاوضات بين فرقاء متنازعين في امتلاكها عناصر قوة محددة، وأضاف التوم أنه وفي حال توصل الطرفين إلى سلام، فإن هذا الأمر سيرفع أسهم السودان، وهذا سيندرج في إطار السلم العالمي. وزاد بقوله: (نتمنى نجاح السودان في حل الخلاف بين الفرقاء الجنوبيين وتحقيق السلام وتوقف تدفقات اللاجئين الجنوبيين وعودة المتواجدين هنا إلى بلادهم، فقد كانوا عبئاً ثقيلاً على السودان خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد .

السودان الأنسب

وفي السياق، يقول القيادي بالمؤتمر الشعبي دكتور محمد الأمين خليفة في حديثه لـ(الصيحة) إن الخرطوم تعتبر المكان الأنسب للمفاوضات بين الفرقاء الجنوبيين، باعتبار أن قيادات الطرفين من مجموعة سلفاكير ومشار كانوا مسؤولين عندما كان السودان دولة واحدة، وبالتالي فإن الأجواء مواتية في الخرطوم والتي تعتبر الأقرب إليهم وجدانياً كما أن السودان مؤهل من شتى الجوانب وللحيادية والتي تعتبر مهمة جداً للطرفين، ولمعرفة السودان بالقضية الجنوبية وأبعادها وتداخلاتها وإعطاء المساعدة الحقيقية سواء كانت سياسية أو اجتماعية وبالتالي أحسب أن خطوة الخرطوم ستكون موفقة بإذن الله، والوصول إلى نتيجة إيجابية إذا ما صلحت النوايا.

خطوة عملية

وفي خطوة عملية من الخرطوم وشروعها في استضافة فرقاء الجنوب، أوفد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، الدكتور الدرديري محمد أحمد وزير الخارجية إلى العاصمة اليوغندية كمبالا، للقاء الرئيس اليوغندي يوري موسيفني لبحث استكمال المشاورات حول سبل إنفاذ مبادرة البشير حول استضافة الخرطوم محادثات السلام بين سلفاكير ميارديت والدكتور رياك مشار، وذلك من أجل ضمان دعم ومساندة كل الدول الفاعلة في الإقليم لمساعي السودان. ووجه البشير وزير الخارجية إنفاذًا لقرار زعماء الإيقاد برعاية المحادثات بين الرئيس سلفاكير والمعارضة الجنوبية، وجه وزير الخارجية بإطلاع ممثلي الترويكا والاتحاد الأوربي على الخطوات التي تنوي الحكومة القيام بها لتفعيل مبادرته للسلام والاستقرار في دولة جنوب السودان. ووجه رئيس الجمهورية، الدرديري بالاجتماع بسكرتارية إيقاد للترتيب للدعم الفني اللازم لإنجاح المفاوضات، ومن ضمن ذلك قيام المنظمة بإرسال عدد من منسوبيها للخرطوم .

رؤية مغايرة

فيما يرى معارضون جنوبيون بأن الإيغاد فشلت في حل الأزمة بجنوب السودان بسبب أن بعض دول المنظمة متورطة في الصراع الدائر ووقوفها بجانب أحد الأطراف المتصارعة، وهذا ما يجعلهم يعتبرون الإيغاد وسيطاً غير محايد، كما أن التدخلات الإقليمية والدولية في الأزمة من شأنها تعقيد الأمور أكثر وأن تحقيق السلام في دولة الجنوب مرهون بمشاركة كل الأحزاب والحركات في المفاوضات.

الصيحة.