تحقيقات وتقارير

تعرّض لمحاولة اغتيال فاشلة.. أبي أحمد.. من الذي يُريد قطف (الزهرة الجديدة) ؟!


لم تمضْ أكثر من (80) يوماً على تنصيب أبي أحمد رئيساً لوزراء دولة أثيوبيا، حتى وجد الرجل نفسه في مواجهة مع الموت، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال أمس (السبت) وسط أنصاره في الزهرة الجديدة (أديس أبابا) على يد شخص ألقى قنبلة على منصة كان يتواجد فيها، ما أسفر عن قتلى وجرحى، وما عجل بإجلائه من مكان الحدث على وجه السرعة.

جولات خارجية

في أعقاب تنصيبه رئيساً للوزراء خلفاً للمستقيل هايلي ميريام ديسالين، نفّذ أبي أحمد عدة جولات خارجية شملت السودان وجيبوتي ومصر، بينما استقبل في دياره محمد بن زايد حاكم إمارة أبوظبي وهي الزيارة التي وجدت أصداء واسعة في الداخل الإثيوبي وفي المحطات الخارجية.

مصالحة إرتريا

خلال فترة الـ (80) يوماً، أحدثت تحركات أبي أحمد ردود فعل واسعة بالداخل والخارج خاصه زيارته إلى مصر التي أقسم خلالها على عدم المساس بأمن مصر المائي.

في ذات السياق، أحدثت زيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لأديس أبابا ردود أفعال فوق العادة خاصة وأن بن زايد يعتبر حليفاً استراتيجياً لمصر وتأتي زيارته لأديس أبابا بعد فترة وجيزة من زيارة أبي أحمد للقاهرة.

بيد أن ردات الفعل الكبرى لتحركات أبي كانت بشأن أحاديثه عن الجارة اللدودة إريتريا، وأعلن استعداده للتصالح معها، ثم تبعه أسياس أفورقي بتصريحات مهادنة في حق الجارة أثيويبا، وهي تصريحات تخرج من أفورقي لأول مرة منذ حكمه لإريتريا.

الرسائل الودية المتبادلة بين أبي وأفورقي وجدت سخطاً كبيراً من قبل بعض القوميات الإثيوبية خاصة التقراي التي ظلت في خصومة أزلية مع النظام الإريتري، لذا خرجت الاحتجاجات الشعبية من مناطق التقراي ضد أبي أحمد في فترة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز ثلاثة أشهر.

إعفاءات

قبل أكثر من أسبوعيين قام أبي أحمد بإعفاء الجنرال سامورا رئيس هيئة أركان الجيش، وهو من كبار القادة العسكرين بأثيوبيا الذين خلدوا لفترة طويلة بمواقعهم، بعدها أعلن تعيين الجنرال سعري مكونن رئيساً لهيئة أركان الجيش، ثم أصدر قراراً آخر قضى بإعفاء مدير المخابرات الوطنية قيتاجو أسفا وتعيين الجنرال آدم محمد، وتشير الأنباء الواردة من إثيوبيا أن التغييرات التي قام بها أبي أحمد داخل مؤسسات الجيش لم تكن مرضية للكثيرين.

لحظة الانفجار

في أحد الميادين الكبرى بالعاصمة أديس أبابا كان الرئيس أبي أحمد يخاطب حشداً شبابياً خرج تأييداً للإصلاحات التي يقوم بها. ولم تمر دقائق حتى حاول شخص إلقاء قنبلة يدوية على المنصة التي كان يجلس عليها أبي أحمد بجوار سعري مكونن، ما استدعى تحرك طاقم الحراسة الخاص على وجه السرعة تحرك به بغرض إجلائه من الساحة التي شهدت حالة هرج ومرج في ظل سقوط قتلى وجرحى، بعدها أطل أبي أحمد عبر شاشة التلفزيون الأثيوبي.

بعد الانفجار

قال أبي أحمد في كلمته التي تلت الأحداث، إن مجموعة لم يسمّها قامت بتدبير الحادثة بغرض إفشال المسيرة المؤيدة للإصلاح والتغيير، ووصف المجموعة بالفاشلة، وأعرب عن تعازيه لأسر الضحايا والمصابين، ومشيراً إلى أن التجمع الذي كان يخاطبه يؤكد على أن اثيوبيا ستظل شامخة بالحب والتغلب على مشاعر الكراهية والعنصرية.

أيادٍ داخلية

في الصدد، استبعد المحلل السياسي والمختص في الشأن الأثيوبي الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة وجود أيادٍ خارجية ضالعة في محاولة اغتيال أبي أحمد، وقال إن الرجل يتمتع بعلاقات إيجابية مع معظم دول الجوار مثل مصر والسودان وجيبوتي وإرتريا، عطفاً على علاقاته المميزة مع الإمارات وبقية دول الخليج، بالإضافة لرضا الولايات المتحدة عنه، لذا استبعد أن تكون هنالك جهة خارجية تقف وراء المحاولة.

وقال لـ (الصيحة) إنه ربما تكون هنالك أيادٍ داخل إثيوبيا وراء محاولة اغتيال أبي أحمد، مضيفاً أنه لا يعتقد بتورط التقراي في المحاولة أو الحرس القديم ولم يستبعد تورط عناصر متطرفة داخل قبيلة الأرومو، وختم بالقول إن المحاولة قصد بها خلق فتنة بين المكونات الإثيوبية.

بدوره يقول المختص في الشان الإثيوبي عبده إدريس إلى أن محاولة الاغتيال تضع رئيس الوزراء أمام خيارين، الأول تزيد من شعبيته، والثاني تؤدي إلى تصفيته خاصة من قدامى المناضلين (الوياني). وختم في حديثه لـ (الصيحة) بأن الأمر يبدو أقل من محاولة اغتيال.

بدء الحساب

وبعد مرور ساعات من الحادثة، تمت إقالة نائب محافظ شرطة أديس أبابا، وبحسب مراقبين فإن قائمة المحاسبة ربما تشمل العديد من النافذين في الحكومة الإثيوبية عطفاً على الجهات الشرطية والأمنية المنوط بها تأمين مقار الاحتفال.

الوطني على الخط

أصدر حزب المؤتمر الوطني بياناً عبر قطاع العلاقات الخارجية، أعلن خلاله شجبه وإدانته لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الإثيوبي أبي أحمد، ودعا البيان الذي تحصلت عليه (الصيحة) الشعب الإثيوبي للتمسك بمسيرة السلام والديمقراطية لتعزيز التجربة الديمقراطية، وأكد المؤتمر الوطني دعمه للأثيوبيين من أجل السلام والرفاهية والتنمية.

اهتمام إعلامي

وجدت محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد اهتماماً إعلامياً غير مسبوق، حيث تسارعت القنوات العالمية لنقل الحدث مثل “بي بي سي” و”الجزيرة” و”العربية” و”اسكاي نيوز”، ثم أفردت مساحات واسعة لتحليل الحدث وخلفياته، بالمقابل ضجت السوشيال ميديا مبكراً بالحدث ونقل صور ومقاطع مشاهدة لمحاولة الاغتيال.

فلاش باك

هذه هي المرة الثانية التي تشهد فيها أديس أبابا محاولة اغتيال لأحد الرؤساء، ففي العام 1995م، تعرض الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة واتهم السودان يومذاك بتدبير المحاولة، بالمقابل نجا أبي أحمد من من ذات المصير.

صحيفة الصيحة.