تحقيقات وتقارير

الجنوبيون في الخرطوم.. ليست لأماني السلام حدود


الارهاق كان السمة الواضحة على الساسة الجنوبيين والمعارضين على حد سواء، في ترتيب وصولهم للخرطوم لبدء محاولة جديدة للوصول لتسوية للازمة الدامية التي يدور رحاها في بلادهم.

ومثلما استقبلت الخرطوم زيارات متكررة للحكومة الجنوب سودانية في اوقات مختلفة وزيارات لزعيم المعارضة الجنوبية المسلحة, استقبلت امس وفدين رئيسين لبدء مشاورات مهمة حول احياء اتفاقية السلام وحل القضايا الخلافية التي تعتريها وبداية امانٍ جديدة للسلام في دولة جنوب السودان.

وقبل نحو عامين وصل زعيم المعارضة الجنوبية للخرطوم لتلقي العلاج بعد احداث القصر الرئاسي في جوبا في عام 2016م، وهو ما أجبره على الفرار من هناك سيراً على الاقدام في احدى عمليات الفرار النادرة حتى وصل الى جمهورية الكنغو، لتتدهور حالته الصحية وتتدخل الخرطوم لدواعٍ انسانية وتستقبل الزعيم المطارد بآلاف الجنود الجنوبيين، ليتلقى العلاج ويغادر بعدها الى جنوب افريقيا.

ومع مستجدات تطرأ في الاقليم وحراك كبير يحوم حول مبادرة البشير لجمع الفرقاء الجنوبيين، تبدأ الخرطوم منذ اليوم في استضافة مفاوضات مباشرة بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه الأول السابق د. رياك مشار، واخرى فنية برعاية سكرتارية (ايقاد) حددت لها الاكاديمية العليا للدراسات الامنية، بينما تجرى لقاءات سلفا كير ومشار بالقصر الرئاسي وبيت الضيافة بمشاركة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني الذي يصل الخرطوم اليوم بدعوة من البشير، كما انفردت (الإنتباهة)، للمشاركة في العملية, ومن ناحية اخرى تشهد الخرطوم اسبوعين مهمين في طريق القضية الجنوبية، فربما كللت بالنجاح او عادت الموضوعات لسابق عهدها وانتقلت هذه المرة الى نيروبي لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه.

قبل ساعات من وصول وفد حكومة جوبا وزعيم المعارضة الجنوبية المسلحة د. رياك مشار للخرطوم، ظهر وزير الخارجية الدرديري محمد في مؤتمر صحفي لأول مرة بعد تقلده المنصب، ليعلن وصول الوفدين, بينما استقبل الصحافيون خبراً من إعلام القصر الرئاسي بوصول الوفود ومواعيد الطائرات.

وقال الدرديري في المؤتمر الصحفي ان (ايقاد) فوضت البشير برعاية مفاوضات الجنوبيين بالخرطوم التي تهدف الى حل القضايا العالقة بين الطرفين حول قضايا الحكم والترتيبات الامنية، والبند الثاني مناقشة الاجراءات المطلوبة لاعادة تأهيل الاقتصاد في جنوب السودان بالدخول في ترتيبات ثنائية بين الخرطوم وجوبا. ونبه الدرديري الى أن التفويض جاء استناداً إلى المبادرة التي اطلقها البشير وابلغ بها سلفا كير في الخامس من يونيو الجاري، وتم ابلاغ رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد والرئيسين الكيني واليوغندي. واضاف ان سلفا كير رحب بالمبادرة، مؤكداً دعمه ومساندته لها، سواء كانت بشقيها السياسي او التعاون الاقتصادي. موضحاً انه تم اطلاع شركاء (ايقاد) خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، وتم الحصول على دعمهم وترتيبهم لها.

وقال الدرديري ان الجولة الاولى ستستمر لاسبوعين على مستوى قيادي بين سلفا كير ومشار برعاية واشراف البشير في القصر الجمهوري وبيت الضيافة، حيث سيكون البشير هو الوسيط المباشر بين الجانبين، فيما تكون هناك مفاوضات بين اعضاء الطرفين باكاديمية الأمن في ضاحية سوبا.وأوضح الدرديري ان مشار سيكون خلال فترة المفاوضات الأولى بالخرطوم، فيما يغادر سلفا كير الى جوبا بين الفينة والاخرى بحسب ارتباطاته باعتباره رئيس دولة لديه التزامات ليعود من وقت لآخر خلال الأسبوع ، مشيراً الى ان مشار سيكون بالخرطوم حتى الوصول الى حل شامل للقضايا، وزاد قائلاً: (هذا هو قرار القمة الاستثنائية لايقاد). وأضاف أنه بعد انقضاء أو خلال الاسبوعين سيسافر وزير الخارجية الى نيروبي لتنوير الرئيس الكيني بمسار المفاوضات، وبحث امكانية استمرار المفاوضات في الخرطوم أول نقلها الى نيروبي.

صحيفة الانتباهه.