تحقيقات وتقارير

عن ارتباط (العطر) بالشخصية نحكي … دعني أشتم رائحة عطرك لأخبرك (مَن أنت)؟!


احدى المسلمات التي يتّفق عليها الجميع (عطرك دليل شخصيتك) لكن التساؤل: هل كل عطر دليل.؟ والفيصل هنا هو الاختيار.. (والله الريحة الشاميها دي ما أي زول بتريّح بيها.. وأنا شَامي ريحة الزول دا أكيد كان هنا)، عبارات، كثيراً ما يتم ترديدها بمُختلف التّجمُّعات، فهناك شخصيات تثبت وجودها بعطرها ولا يُمكن إخفاء أثرها.. (كوكتيل) نقّبت للتّوصُّل الى حقيقة هذا القول ومدى ثبوته مُجتمعياً، فماذا وجدت..؟!

(1)
(مما لا شك فيه أن العطر يُحدِّد شخصية الفرد ومزاجه وذوقه).. هكذا بدأت المُوظّفة سماح حسن حديثها لـ(كوكتيل)، شارحةً أن لكل فرداً اختيارات تختلف عن اختيارات وميول الآخرين وهذه تميُّزه عنهم، ومسألة اختيار العطر تتأثّر بالذوق الفردي وكذلك الحاجة له، فمثلاً عطر المُناسبات يختلف عن عطر العمل وكذلك (إنت لمن تشتري عطراً هدية لي زول مرات بتختار على ذوقك ومرات على ذوقو)، وتابعت: العطور الهادئة دائماً تشير إلى غموض صاحبها وعادةً تكون غير صارخة كالألوان.. أما العطر الشاذ الفوّاح التي تعم المكان بأكمله فهي عطور ينجذب نحوها أصحاب المزاجات والمشاعر المُتأجِّجة.

(2)
الشاب عاصم، أحد المُولعين باستخدام العطور والإلمام بأسرارها، ذكر في حديثه قائلاً: من ضمن أحد اهتماماتي هي شخصية العطر، وهناك كثيرٌ من الكتب التي تحدثت عن ذلك، وكما هو الحال بالنسبة للملابس ونوعية المُوسيقى في تحديد الشخصية كذلك للعطر دورٌ كبيرٌ في هذا الجانب باختلاف نوعياتها، فقد ورد على صفحات الكتب عدد من الشخصيات العطرية منها: العُطُور التي يستخدمها الرياضيون دائماً ومحبو المنافسة هي (هابي فور مين ونيرولي وتورفيتو).. أيضاً هناك عطور العود يستخدمها أصحاب الثقة الزائدة (توم فورد، عود بوسي موتلتد وماسك عود).. أما العُطُور الخشبية فتشير إلى الشخصيّة الاجتماعيّة كـ (غونشي بور اوم وعطر تيري دي هيرمس) وغيرها، وختم: (كل عطر يُعبِّر عن شخصية بعينها).

(3)
أمّا المهندس عواض محمد، فقد كان له رأي آخر حول الموضوع قال فيه: ليس هناك أيِّ خلافٍ حول حقيقة تحديد العطر لنوع الشخصية، لكن هذا الأمر بعيد عن المجتمع في السودان، فلا يُوجد اهتمامٌ بنوع العطر إلا من القلة النادرة (النّاس أغلبها إما بتتريح لكون الرائحة نفّاذة والشمس ما تشيلها.. لذا أغلبية الناس تميل للعطور المُركّبة بالذات الطلبة)، وزاد: إنّ العطور المُستخدمة مُعظمها نفّاذة وصاخبة لا تُعبِّر عن شخصيات، الغرض منها (الناس تَشمِّها)، وبالنظر للأساتذة نجد عطورهم دائماً هادئة وباردة وهي الفئة التي لها اهتمامٌ بالعطور أكثر من غيرها بالسودان، وهناك فئة قليلة من الذين لهم اهتمامٌ بالعطر وَتركيبته وهَويته وهي الشّخصيات النّرجسية التي تنتمي إلى الطبقات المَخملية والتي لا يفرق معها ثمن العطر.

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني