رأي ومقالات

بنت “كلسة” إن شقت عليها الايام استلت نفسها من بين الدمع لتقول ضاحكة (من الكيزان الى الكيزان)


اعرفها من الخرطوم ؛ ناشطة وحقوقية ذات صلات بالإعلام ؛ تقابلنا في ورش بالداخل والخارج ؛ ثرثار ما رسم لها عني (بورتريه) بشع وفظ التضاريس ! ولكن توالي الإشتراكات والتواصل في العمل العام الزمها بقدر من الإقتراب لتكتشف ان عيوني عسلية ؛ واغشى الاعراس و(اخت) في كشوفات الموتى والمواليد واقرأ دلائل الخيرات واعرف (معالم الطريق) كما اني مسست (المراجعات) احد ادق منشورات (الشيعة) كما شممت (ربيع براغ) واعرف (بوشكين) وبرجوازية صلاح احمد إبراهيم الكبار والصغار ! وقد اطبق نعلي من حوزة تفسير توحيدي لالحق بحافلة (السر العارض) التي تقل مشجعي المريخ لإستاد (الابيض) كما اني لا افوت ندوة لاروى الربيع ولا اتغيب عن حفل لعركي وإن غاب (علوب دهب) ! مثلما انغمس في ذاكرة الموتى كنارليت (اميقو).

وفي الوقت عينه اترقب ظهور د.اشرف بين الكلاكلة والشجرة انتظر قوس ساعة (السحر) وترنم عبد القادر على (قم يا جريح غاضبا) ثم قد اعود مجلس صديقي (ادم الحاج) بلحيته الشعثاء وجلبابه القصير واستفساره الذي كنت اعده حذلقة منه حينما يستفسر الحاضرين ومن معه (دابة) اي دراجة نارية ! كان الرجل يشقه الغيظ مني فلا يترك لي شرف اختتام الاجتماعات بسورة (العصر) لاني كنت ولا ازال استشعر سورة (طه) فاختار منها فكان يمنع عني الإختام الذي فشت فيه تلاوات الرفاق اما انا لا ! .

وسردت لها كل هذا ومنحتها بعض سوانح الاقتراب من ذاك العالم الذي كانت تسميه (الظلامي ) واما (هي) بالمقابل فوصفها نسخة مهجنة ؛ خليط من حيوية يسارية وعجنة من تدين ساكن وتحرز باناقة لبقة ومحتشمة مع اثر (سلفي) لم يضر شخصية ثورية تؤمن بسودان ديمقراطي موصول بالتجارب الإنسانية وهي فوق ذلك كانت على ولع بعون النساء خاصة اللائي يقعن في اسر العقوبات والسجون وبفضلها صرت ملم بعوالم قاع تلك الظلامات وعرفت مساجين ومسجونات وسجانون !.

فاكلت (الجراية) وتذوقت لسع سخونة الشاي على حواف الاكواب المصنعة من علب الصلصلة ؛ هكذا صرنا صديق وصديقة ؛ اخ واخت ؛ دون ان نجرح خواطر العرفان باي خيالات من تلك التي تحضر مثل فلق الصباح ؛ ادين لهذه السيدة بفضل تصحيح البصر وترسيخ قناعتي بان الضد منك فكر او موقف قد يكمل عنك ضائع نص وقد تفعل انت ذات ما هو اكمل لديك فتكمل عنده ؛

كان صباح دامع الوجنات ذاك الذي وقفت فيه بين اسرتها نودعها لمهجر بعيد وقد دعيت بالحاح من منهم وحرص اذ عرفتهم فرادي ومجتمعين ؛ تراجعت قليلا لاهب امها بعض شحيح دمع وكثير حسرة ولامنح والدها نجوى وصايا يهبها الاباء في كل الفصول ؛ اتت نحوي بكت حتى اهتزت ؛ والحيرة تتملكني هل اربت على كتفها ام هذا حرام ؟!.

كنت اقف واجما مثل عمود تحت حلق مدخل صالة المغادرة فلزمت السكوت الا من بعض تنبيهات مني بان تراجع في مهجرها (فلان) إن شقت عليها الايام استلت نفسها من بين الدمع لتقول ضاحكة (من الكيزان الى الكيزان) و(مالو) قلت ! من قدر الله الى قدر الله . تصدقوا يا جماعة البت دي (كلسة) واشتاق لها لقدر تمنيت ان اكون لها (كنفاني) وان لم يكن اسمها (غادة) .

بقلم
محمد حامد جمعة


‫6 تعليقات

  1. محمد جمعه .. اعمل حسابك من المدام الا اذا نشرت بعد المشورة والاجازة منها….هههه

  2. دائما تبحر بنا في خيالك الواسع وكلماتك المنسابة وشفافيتك التي تظهر من ثنايا مقالاتك ، شكرا لك

  3. شكرا يا استاذ محمد حامد على ثناءك و مدحك للزميلة باسلوب سلس و مفردات رائعة تتعدد دلالاتها و تتوسع معانيها فتزيد من الام و اواجاع وطننا الذى صار ينزف باستمرار هجرة ابناءه و احباءه تاركين خضرة النيلين و اهلهم فى هجرة للمجهول مكانا وزمانا و ثقافة ربنا يحفظهم فى غربتهم و يردهم سالمين و يرد غربة سوداننا العزيز … شكر كثير استاذ محمد حامد

  4. طبق طبقنا طبق طبقكم يقدر طبفكم يطبق طبقنا…..خخخخخخخ

    دا شنو يا ناس