تحقيقات وتقارير

أصحاب المركبات يجأرون بالشكوى منها الحفر والتصدعات بطرق العاصمة.. الوقوع في المصيدة


دخلت العاصمة المثلثة سباقاً متواصلاً في التنمية والتوسع العمراني، وتحديداً مع إنشاء المشروعات الخدمية كالطرق وصيانة القديم منها، وعلى الرغم من ذلك إلاّ أن هناك خللاً واضحاً في إجراءات تنفيذ الشوارع والطرق الرئيسة، حيث لا تزال معاناة مستخدمي الطريق مستمرة مع المطبات الصناعية العشوائية والحفر، فما إن يتم صيانة طريق أو الانتهاء من شارع، إلاّ وتبدأ الحفر في التكاثر على أطرافه؛ مما تسبب في تعطل حركة السير، ووقوع عدد من الحوادث وتلف المركبات، إلى جانب تشويه أعمال التطوير لتلك الشوارع .

خطورة بالغة

لا يختلف اثنان أنه من حفرة صغيرة قد يقع منها حادث جسيم، ومن حفرة كبيرة قد تقع كارثة مرورية أكبر، ومع وجود حفرة ثالثة ورابعة وخامسة تصبح شوارعنا وكأنها معبأة بالألغام، لا يعرف السائق معها أين المفر، فإنّ نجا من واحدة اصطادته الأخرى، وفي المحصلة النهائية يخسر مستخدم الطريق والدولة ملايين الدولارات سنوياً لاستيراد إسبيرات لإصلاح السيارات، بسبب حفر كان بالإمكان توفير كل تلك المبالغ لو بذل مزيد من الجهد والاهتمام في إصلاحها ومراقبة الشركات المشرفة على مشروعات الطرق، ومتابعة صيانتها دورياً.

ظاهرة مزعجة

واعتبر «المهندس فائز محمد حسن نوح» – أن الحفر المنتشرة في شوارع العاصمة ظاهرة مزعجة، يعود سببها لجملة من الأسباب المعقدة، منها ما له علاقة بأسلوب إدارة الطرق، حيث تحل أي مشكلة مباشرة قبل أن تزداد المشاكل عبر إصلاحها، أو وضع علامات تحذيرية لها، مبيّناً أنّ ظاهرة الحفر خارجة عن السيطرة لتدني مستوى الصيانة الدورية، كما أن عدم تنفيذ مشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول أتلف الكثير من طرقاتنا ، وتسبب في وجود خنادق وليس حفراً تهدد سلامة إطارات السيارات؛ مما يزيد من نسبة الحوادث المرورية، وأضاف أن تأثير الحفر على نواحي السلامة لا ينكره أحد، حيث تدفع الحفر السائق إلى عدم القيادة المستقرة في الطريق العام، وهذا يشكل إزعاجاً كبيراً للسائق قد لا يصل إلى المكان الذي يريده إلاّ وهو متوتر نفسياً، كما لا ننسى الآثار على السلامة المرورية، إذ يحاول السائق تحاشي الوقوع في حفرة فيميل بسيارته على أخرى، أو ربما يميل بالخطأ على أحد المشاة، فتحدث الكارثة المرورية.

قطع الغيار

وكشف «معتز عصام الدين» صاحب محل بيع قطع غيار السيارات أن أكثر مبيعاتهم عبارة عن ركب وضراعات السيارة، معتبراً أن ذلك مؤشر واضح على كثرة الحفر في الطرقات، مما قصّر من عمر الركب، والضراعات، كما أنّها قد تكون العامل الرئيس لوقوع حادث في حال محاولة السائق تفادى الحفرة، أو حتى عدم قدرته السيطرة على السيارة بسبب الحفرة، إلى جانب أنّه في حالات بعض الحفر العميقة تتسبب في اختلال توازن السيارة؛ مما يؤدي إلى انقلابها أو الاصطدام بسيارة أخرى.

سلامة السائق

واشتكى «إبراهيم الزين» صاحب حافلة ركاب من أن الحفر كبدته خسائر كبيرة جداً، فسبق وأن أصلح سيارته وركبها، مبيّناً أن إحدى السيارات تسببت في تعطيل تام لحركة السير بأحد الطرق الرئيسية وسط العاصمة بعد انكسار الركبة بسبب سقوطها فى حفرة عميقة وسط الطريق، متمنياً أنّ تشكل إدارة خاصة في المحليات لإصلاح الحفر الصغيرة قبل الكبيرة، حيث إن البعض يستهين بالحفر الصغيرة التي سرعان ما تكبر في الخريف، معتبراً أن إصلاح الحفر يعني في النهاية الحفاظ على سلامة السائق والمواطنين .

عمر السيارة

وأوضح «كمال سعيد» – ميكانيكي وصاحب ورشة – أن نسبة كبيرة من السيارات تدخل ورش الصيانة لإصلاح تلف الأجزاء السفلية من السيارة بسبب الحفر والمطبات، مقابل أن القليل من السيارات تأتي لإصلاح الأعطال الأخرى، منوهاً بأن الحفر تقصر من عمر السيارة، فالمطبات العشوائية والحفر لا تعرف هل السيارة جديدة أم قديمة، ويخسر بذلك المواطن أموالاً طائلة على إصلاح سيارته الجديدة، معتبراً أن مشاكل الحفر تؤرق السائقين، خصوصاً أصحاب السيارات الجديدة، حيث أن بعضهم يتفاجأ بحفرة تكلفه مبلغاً للصيانة، وهو لم يهنأ بعد بسيارته، متمنياً إصلاح الحفر أولاً، قبل مطالبة السائقين بتوخي الحذر والتقيد بأنظمة المرور، حيث إنّ الشوارع السيئة تخلق أسلوباً سيئاً للقيادة.

إعداد : محمد نور محكر
صحيفة الصيحة