محمود الدنعو

تطوران بغرب أفريقيا


[JUSTIFY]
تطوران بغرب أفريقيا

تطوران مهمان حدثا في منطقة الغرب الأفريقي التي تعاني من حالات عدم الاستقرار الأمني والاضطراب السياسي، والتطور الأول والأبرز هو اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتنازعة في أفريقيا الوسطى، وهو الاتفاق الذي سيفتح الباب واسعا أمام التسوية السياسية الشاملة للأزمة رغم أن الاتفاق الذي وصف بالحد الأدنى لم يصل بعد إلى مستوى الطموح الكبير الذي رافق مفاوضات منتدى المصالحة والحوار السياسي في أفريقيا الوسطى، الذي استضافته العاصمة الكنغولية في برازافيل خلال الأيام الماضية، ولكن قمية الاتفاق في أنه في حال تم الالتزام به سيحقن الدماء في أفريقيا الوسطى التي تعيش النسخة الأسوأ للقتال الطائفي بين المليشيات الإسلامية والمسيحية لاسيما والاتفاق يسري على كامل التراب الآفرو أوسطي.
ويبقى على الأطراف المتحاربة والقوى الإقليمية التي توسطت ورعت هذه المفاوضات، يبقى عليها الكثير من العمل الجاد بغية التوصل إلى تسوية شاملة، حيث لا يزال في أجندة الحوار موضوعات لم تحسم مثل تحديد إطار نزع الأسلحة وتسريح المقاتلين من مختلف الميليشيات، ورسم خارطة طريق لعملية تطبيع سياسي جديدة، وتبدو عملية رسم خارطة الطريق هي الأصعب في هذه المرحلة في ظل تباين كبير حول شكل وطبيعة النظام السياسي المرتقب، حيث لا تزال جماعة سيليكا التي تتشكل في الغالب من المسلمين تتمسك بمبدأ التقسيم للبلاد كحل للأزمة.
التطور المهم الثاني هو تدشين التحالف الإقليمي للتصدي لجماعة بوكو حرام النيجرية حيث تعهدت نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون بتشكيل وحدة مشتركة تتصدى للخطر الإقليمي المتنامي الذي تمثله جماعة (بوكو حرام) الناشطة أساسا في نيجيريا والممتد أثرها وخطرها إلى دول الجوار خصوصا الكاميرون المتاخمة لمناطق نفوذ الجماعة في شمال نيجيريا، وتعرضت الكاميرون لهجمات من متسللين إلى حدودها، وقامت بنشر ألف عنصر من الجيش في محاولة لمنع تسلل عناصر بوكو حرام، والخطوة التي تجد استحسانا كبيرا كونها تجسد العمل المشترك المنشود في الكثير من البلدان الأفريقية تبدو كذلك خطوة أكثر فاعلية من الناحية العملية، حيث تشارك كل دولة بقوة تصل 700 عنصر مدرب ومجهز للرد الإقليمي السريع والرادع لأي عملية تنفذها الجماعة فضلا عن تتبادل معلومات المخابرات وتنسييق ضبط أمن الحدود بين الدول الأربع التي تتشارك الحدود في منطقة بحيرة تشاد.
وهذا التحالف الإقليمي للتصدي للجماعة الأكثر دموية في غرب أفريقيا كأول إنفاذ عملي لتوصيات المؤتمر الدولي الذي عقد قبل أشهر في العاصمة الفرنسية، باريس، حول أنشطة الجماعات المتشددة بما فيها جماعة (بوكو حرام)، والذي أكد أهمية التعاون بين دول غرب أفريقيا ووسطها لمنع تسلل المسلحين.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي