جمال علي حسن

توضيحات البشير وأزمة الإعلام الخارجي


[JUSTIFY]
توضيحات البشير وأزمة الإعلام الخارجي

نقول إن البشير في زيارته للسعودية قام بدور كان من الممكن أن تنجزه وزارة الإعلام الرسمية عبر الخارجية وأن ينجزه الإعلام الخارجي تحديداً لأنه دور توضيحي لا أكثر.. تصوروا وتخيلوا أن يكون فتور علاقات السودان مع دولة بأهمية السعودية بحسب تصريحات الرئيس بسبب مواقف مبنية على معلومات مغلوطة، وأن الرئيس البشير لم يقم بأكثر من عملية التصحيح والتوضيح فقط لا أكثر ولا أقل.. ولم يضطر لإجراء تعهدات أو اتفاقيات أو تنازلات جديدة حول تلك الملفات حتى يزيل هذا الفتور.

حتى حوار (الشرق الأوسط) نفسه لم يقدم فيه الصحفي الذي حاور الرئيس إلا مجموعة من الاتهامات والشكوك التي قام الرئيس بنفيها بشكل تام عبر إجابات بدهية مدعمة بالمنطق.

البشير قام بدور كان من الممكن أن تقوم به وزارة الإعلام عبر الإعلام الخارجي السوداني قبل تراكم الشكوك وقبل تولُّد الاتهامات التي قام البشير بنفيها جملة وتفصيلا.

الإعلام الخارجي كان من المفترض أن يقوم بإبلاغ الرسالة المطلوبة للرأي العام حول قضية السفن الحربية الإيرانية التي لم تكلف الرئيس البشير أكثر من سطر واحد لتوضيح أمرها وأسباب استقبال السودان لها في المرة الثانية والمعلومة التي ذكرها حول مجيء هذه السفن في المرة الأولى وعدم السماح لها بالدخول إلى ميناء بورتسودان.. لأن المعلومة الشائعة هي أن تلك السفن كررت المجيء إلى بوتسودان لأسباب مجهولة وبترحيب كامل من جانب السودان ولم تكن هناك أية معلومة حول تحفظات السلطات السودانية على استقبالها في المرة الأولى.

نحتاج لإعلام رسمي يقطع دابر الشك، إعلام يقظ يعرف كيف ومتى يطلق المعلومات الضرورية لوأد الشكوك وقتل الشائعات، نحتاج لإعلام رسمي له القدرة والخيال الكافي والحرفية اللازمة للعمل والإلمام بطبيعة القضايا الخارجية وموقع السودان منها وما يجب أن يقال ومتى..

التقصير في عمل الإعلام الخارجي يرتبط بمسؤولية وزارة الإعلام الرسمية في السودان وبالتقديرات غير السليمة حول توقيتات وأهمية المعلومة التي يجب تمليكها للرأي العام، والتنوير بها بشكل واسع وتزويد الملحقيات الإعلامية بالمعلومات اللازمة لمكافحة كل الشائعات وإزالة الشكوك في مرحلة مبكرة وليس الإنتظار بها حتى يقوم الرئيس بنفسه بعملية التنوير..

ليبيا والعلاقة معها ودعم المليشيات وما أدراك والتفاصيل المهمة التي قدمها البشير في حواره مع (الشرق الأوسط) كان من الممكن أن تقوم وزارة الإعلام بالتنوير بها بالتفصيل والتكثيف المطلوب في وقت سابق..

إذا كانت علاقات السودان بالسعودية تنتظر فقط لقاءً توضيحياً من جانب السودان فإن على الحكومة مراجعة جهازها الإعلامي الرسمي اليوم قبل الغد لمعرفة أسباب التقصير.. فالكثير من الملفات الخارجية الأخرى لا تزال تتكوم أمام حدود السودان وتنتظر المعالجة وأخشى أن تكون جميعها في انتظار توضيحات فقط لا أكثر..!!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي