جمال علي حسن

جيل “الخرشة”.. هل هناك جسرٌ أمني


[JUSTIFY]
جيل “الخرشة”.. هل هناك جسرٌ أمني

هل هي صفقة غير معلنة وغبر مكتوبة بين السلطة والمجتمع تقضي بغض الطرف عن الكثير من الظواهر بل الكوارث الأخلاقية في المجتمع السوداني.. مقابل الانصراف عن السياسة؟.

هل أرخت السلطات الحبل للشباب والشابات بدرجة ما ولم تعد تتشدد في ملاحقة ومكافحة الكثير من الظواهر الخطيرة؟!

المخدرات داخل الجامعات لم يعد تداولها غريباً أو مدهشاً لأحد.. الخرشة والحشيش لم تعد جلسات الشباب في أطراف الأزقة وشوراع الأحياء على شرف المزاج العالي حدثاً نادراً.

المواقع الإباحية لم يعد الوصول إليها أمراً صعباً على حاملي الأجهزة المزودة بالإنترنت..

البلد بصراحة صارت (فاكة كتير).. ولست من دعاة التطرف وجلد الفتيات اللاتي يرتدين بنطالا مثلا، لأن ذلك قد يوصف بأنه نوع من التشدد غير المقبول والتدخل المستفز في شأن شخصي والتعريض بخيارات الأسر في تربية أبنائها في مظاهر تقديرية لا يمكن إدانتها، لكن تصدي السلطات وبقوة لمنع انتشار المخدرات في الجامعات هو واجب ودور لا يمكن أن يقبل التراخي فيه أو التخلي عنه.

ولو حدث التراخي، فسنفهم أن الحكومة تتعمد إرخاء الحبل حتى (يتلهي) هؤلاء عنها وهذا ما لا نريد أن نتخيله!! أو نفهم أن الحكومة لا تشعر بخطورة هذه الظواهر الطافحة على السطح وغيرها من الظواهر الخفية الأخرى والأخطر منها ربما.

سنفهم أن الحكومة لم تعد تعنيها كثيراً هذه المخاطر ولم يعد يعنيها واقع جيل من الشباب والشابات الكثير منهم لم يترك شيئاً ممنوعاً إلا مارسه ولم يترك سلوكاً أو مسلكاً مائلا إلا سلكه.

الإنقاذ التي كانت قد ضيقت على الناس وتشددت أيما تشدد في التدخل في سلوكياتهم والتدخل في مهام تربوية خاصة بتربية الأسرة.. في أول عهدها والإنقاذ التي كانت قد (كرَّهت) الناس – بفتح الكاف وتشديد الراء – في بداياتها، انقلبت مائة وثمانين درجة عن حالها القديم ولم يعد أمن المجتمع يعنيها كثيراً..

(بلاوي) وظواهر خطيرة بدأت تشوه واجهة المجتمع وتلطخ صفحة الزمان..

كل شيء في الخرطوم الآن متاح لصاحب الرغبة فيه حتى ولو لم يكن – شكلياً – مباحاً بالقانون.

حذار سادتي من نوع التفكير المساوماتي مع المجتمع.. فالتاريخ يدون كل صغيرة وكبيرة والتاريخ يمتلك أجهزة تشخيص لا تخطئ هدفها في تحديد العلة وأسبابها.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي