اقتصاد وأعمال

د. الجاز يؤكد اكتفاء البلاد قريبا من سلعتي السكر والأسمنت


ربما هو منهج سار عليه د. عوض أحمد الجاز أو (الجاد)، كما أجرى عليه التعديل الأستاذ إدريس حسن, فقد دعا الوزير رؤساء تحرير الصحف ومديري الأجهزة الإعلامية إلى لقاء أطلق عليه “تفاكري”, قدم خلاله الوزير عوض الجاز ملامح عن خطة وزارته لتطوير الصناعة بالبلاد.. الرجل وبقدر ما أبدى أسفه أكثر من مرة تعليقا على راهن بعض الصناعات الآن أبدى في مواقع أخرى عزيمة للنهوض بأخرى..

وكلما هاجم الصحفيون موقف الدولة بفرض رسوم عديدة على مكونات مدخلات المنتج الواحد عاد الجاز ليذكر الجميع بأن الدولة هي الجميع, ولقرابة الساعتين أسمع وزير الصناعة واستمع لوجهات نظر القيادات الإعلامية حول واقع الصناعة وما ينبغي أن تمضي فيه مستقبلا…

10 سلع رئيسية على المحك

كشف د. عوض أحمد الجاز وزير الصناعة عن ملامح خطة وزارته للستة أشهر القادمة، والتي تستهدف عشر سلع رئيسية أهمها السكر والأسمنت والنسيج والزيوت, وصناعة الألبان, وصناعة الأدوية وتطوير صناعة الصمغ العربي، بجانب صناعات الحرفيين وقطع الغيار, وأوضح الجاز في اللقاء الذي جمعه برؤساء تحرير الصحف والأجهزة الإعلامية ظهر أمس بمقر الصناعة أن وزارته بصدد مراجعه ميدانية لأوضاع المناطق الصناعية، وقال إن المراجعة تهدف لإحكام الباب بتنظيم المناطق الصناعية، وأضاف (سنعيد النظر في التصاديق الممنوحة بتلك المناطق بإدخال نشاط أصحابها عمليا في دائرة الإنتاج الصناعي أو سحبها لتمنح لمن لهم رغبة في العمل بشكل منتج)، وأكد مضيفا (سنمر على كل المناطق الصناعية فإما تنفيذ الترخيص أو إحالته لآخرين).

واوضح وزير الصناعة أن الخطة تهدف لجعل القطاع الصناعي قائدا للنمو الاقتصادي بالبلاد، وإيجاد مساحة مقدرة للمنتجات في الأسواق كافة، بجانب توفير فرص العمالة للخريجين الجدد والعمال المهرة, مضيفا بأن مرتكزات الخطة قامت على خلفية حوار متصل مع كافة الجهات الحكومية ذات الصلة لضمان نتائج إيجابية عبر تنسيق متكامل وإنشاء عدد من المجالس المتخصصة، وأضاف (خطة الصناعة هذه تقوم أيضا على ذراع شراكة حقيقية مع القطاع الخاص بشقيه الوطني والوافد)، وأعرب وزير الصناعة عن أمله في أن تنجح خطة وزارته لنصف العام في تحقيق تنافس شريف، وإصلاح للبيئة الاستثمارية لدعم شراكة تحقق قوة دافعة لتعزيز الايجابيات، والوصول لمعايير قياس فيما يخص الإنتاج متضمنة عوامل جودة المنتج وزمن إنتاجه وما إلى ذلك من شروط الإنتاج الاقتصادي الناجح.

أزمة السكر.. و(المباصرة)

قال د. عوض الجاز إن خطة وزارة الصناعة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل صرف العملة الحرة على الاستيراد، وأضاف (لا يوجد سبب واحد مقنع لبقائنا في مربع الدول المتخلفة صناعيا، نسبة لتوفر الموارد والإرادة، وعلينا رفع الهمة لرفع الإنتاجية), وقال إن الوزارة بدأت خطتها بقطاع السكر، وأضاف (صحيح كان هناك نقص في الإنتاج وزيادة في الاستهلاك في الفترة الماضية، ولكن عبرنا الأزمة بـ”مباصرة” وحافظنا على توفر سلعة السكر بأسعار معقولة). وأكد الوزير أن سد النقص في الإنتاج سيكتمل بدخول مصنع سكر النيل الأبيض لدائرة الإنتاج العام المقبل، وأشار إلى أن خطة الصناعة تستهدف بعث الروح في قطاع صناعة النسيج.

وأكد الوزير أن البلاد ستكتفي ذاتيا في احتياجاتها من الأسمنت هذا العام كخطوة أولى نحو تصدير الإنتاج للخارج. كما أكد أن خطة الستة أشهر ستنفذ بمتابعة لصيقة وميدانية وعدم الاكتفاء بالتقارير، داعيا إلى عدم تحميل الدولة كامل مسؤولية تراجع قطاع الصناعة، وأضاف (جميعنا زراع وصناع نمثل الدولة، لذا يجب أن تتضافر الجهود لتجاوز المشكلات الراهنة نحو استنهاض القطاع الصناعي، والوزارة ستتصدى لواجباتها مما يُلزم الشركاء الآخرين برفع الإنتاجية لضمان المنافسة في الأسواق).

إفادات بناء على تساؤلات

أبدى الوزير أسفا كبيرا وهو يعلق على استيراد السودان لمدخلات صناعة الزيوت..

قال الجاز إن الخريطة الاستثمارية يجب أن تراعي المتغيرات المناخية والحراك السكاني وخطوط نقل المنتجات منعا لقعود الصناعة في محطات تاريخية تجاوزها الزمن.
ومن بين ما قاله وزير الصناعة في معرض إجابته عن تساؤلات ومداخلات المشاركين من الإعلاميين في اللقاء التفاكري..

الدولة لا تريد أن تصبح تاجرا أو صانعا ولا زالت تتمسك بأن يتقدم المجتمع بمكوناته في هذه المساحات لتتولى الدولة إدارة الموارد لصالح توفير الخدمات للمواطنين.
نحن كثيري التقليد، قليلي الإبداع وهذه واحدة من أزماتنا الإنتاجية.
القانون الاستثماري بالسودان من أفضل القوانين بالمنطقة، لكن المشكلة في أن المستثمرين يسعدون بإعفاءات الدولة لسنواتها المحددة وعندما تنتهي وتبدأ مرحلة الإيفاء تبدأ الشكوى..
هناك قطاع خاص نعم، ولكن تشوبه بعض المنغّصات التاريخية، ونرى ضرورة دخول قيم المراجعة والمحاسبة في القطاع الخاص.
أخيرا…

وزير الصناعة د. عوض أحمد الجاز لخص التحديات التي تواجه وزارته بقوله (لا توجد حياة بدون مشكلات أو تعقيدات، وعلينا كجهاز تنفيذي والجهات الحكومية الأخرى دور، ولكن على الزراع والصناع دور مهم أيضا في تجاوز تلك العقبات بالمزيد من الإنتاج، وكل الأماني إن لم تجد مجهودات حقيقية مضيا نحو تحقيقها فلن تتحقق، وبالتالي إن لم تُبذل جهود مشتركة وفعالة في قضية تطوير واستنهاض الصناعة سنظل في خانة الدولة المتخلفة صناعيا.

صحيفة الاخبار


تعليق واحد