زهير السراج

خذلان وهروب واعتذار


[ALIGN=CENTER]خذلان وهروب واعتذار !! [/ALIGN] * أخطأ مصمم (السودانى) باستدعاء عنوان قديم لأحد مقالاتي المخزنة في جهاز الكمبيوتر وهو (حدث في جامعة الخرطوم) ليضعه محل العنوان الصحيح وهو (أطفال جعفر ابنعوف) لمقال الأمس عن انقطاع التيار الكهربائى بمستشفى جعفر ابنعوف للأطفال بالخرطوم، مما يستوجب الاعتذار للقارئ الكريم ولجامعة الخرطوم !!
* وعلى ذكر أخطاء التكنولوجيا – وهى في حقيقة الأمر أخطاء بشرية في المقام الأول ولكننا نحملها للآلة على سبيل الهروب أو الخجل .. إلخ، أذكر أن أحد أساتذتى في الجامعة وهو البروفيسور الهندي (سى في كانان) أحد عباقرة علم التشريح البيطري والذي إليه يرجع الفضل في إنشاء متحف التشريح الفريد بكلية الطب البيطري بجامعة الخرطوم، نبهنا ذات مرة الى عدم الاعتماد على التكنولوجيا بشكل مطلق، وترك مساحة صغيرة في دائرة اهتمامنا للطرق التقليدية التي سنحتاج اليها بالتأكيد إذا خذلتنا التكنولوجيا أو بالأحرى خذلناها وأسأنا استخدامها فرفضت الاستجابة لنا !!
* كانت المناسبة هي انقطاع التيار الكهربائي عن مباني كلية البيطرة أثناء درس عملي في مادة (الأنسجة الدقيقة) باستخدام المجهر الكهربائي، وبينما كنا نستعد لمغادرة المعمل ظهر بروفيسور كانان، الذي كان رئيسا لقسم التشريح ولم يكن استاذا لمادة الانسجة الدقيقة، ليلقي على مسامعنا محاضرة قصيرة جدا عن اهمية الاستعداد للحظات الخذلان التكنولوجى، ثم فاجأنا العمال باستبدال المجاهر الكهربائية بمجاهر قديمة توجد بها مرايات لعكس الضوء الطبيعي، فأصابنا في لحظتها الاحباط الشديد لضياع فرصة (الركلسة) في الكافتيريا، ولكن كان للدرس الهندى القصير أثر عميق في نفوسنا وحياتنا في المستقبل !!
* تعلمت أن أحتفظ في منزلى دائما بمصباح يعمل بحجارة البطارية وكمية من الشموع، وأن أحتفظ بالدروس التى أعطيها لطلابي، في الكمبيوتر الشخصي باستخدام برنامج (الباور بوينت)، وفي شرائح وأوراق شفافة من التي تستخدم مع جهاز البروجكتور، وفي بوسترات عادية وفي كراسة التحضير وفي ذاكرتي، فإذا خذلتني التكنولوجيا لجأت الى الوسائل التقليدية التي انقذتني في كثير من المواقف الصعبة !!
* وإن أنس لا أنسى ذلك الموقف الحرج الذى دخل فيه أحد كبار الأساتذة في مؤتمر علمي عالمي بالخرطوم عندما رفض جهاز كمبيوتره العمل ولم يكن لديه بديل لتقديم ورقته وكانت حكاية، ولا شك أن لكل منكم حكايات لا تنسى في هذا المجال !!
* التكنولوجيا مهمة جدا ومطلوب جدا ان نهتم بها ولكن لا بد.. (أن نكون دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة الخذلان التكنولوجي)، كما علمنا أستاذنا الهندى الجليل البروفيسور (سى في كانان)، أسال الله له الرحمة والمغفرة، وأكرر اعتذارى للقارئ الكريم !!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

29 يناير 2010


تعليق واحد

  1. شكرا دكتور زهير علي هذا الاعتذار الشفيف وقد اعتدنا منك هذا الاسلوب الرقيق في الاعتراف بالخطأ وهو يدل علي صدقك واحترامك للقاريء .. كما نشكرك علي تقديم الاعتذار في قالب دسم هو بمثابة روشتة غاية في الاهمية لاولئك الذين اعتمدوا التكنلوجيا أسلوبا لحياتهم ومتي ماخذلتهم ضيعوا وقتا طويلآ في انتظار رحمتها . انتبه مصمموا التكنلوجيا أنفسهم أخيرا للمقالب المحتملة عند تمردها عليهم .ففي جميع الصرافات الالية التابعة للبنوك الان مولدات اتوماتيك تعمل بصورة تلقائية عند انقطاع التيار الكهربائي كما أن هنالك بطاريات شحن تشحن بصورة تلقائية لتعمل بصورة تلقائية أيضا مع أجهزة الجمهور وهي موصلة فقط مع هذه الاجهزة . ليت جميع من يتعامل من المواطن يستخدم بدائل التكننلوجيا حتي لانعتذر ب ( عفوا التيار منقطع أو عفوا الشبكة طشت ) ..
    بقي أن نقول أن ذلك العالم الجليل قد تعلم درسا قاسيا لن ينساه مدي الحياة .أما مصمم السوداني فلآعذر له فهو خطأه ولاشك بعدم التركيز ودقة المراجعة ..
    شكرنا وتقديرنا لك مرة أخري أيها الكاتب المحترم ..

  2. شكرآ ، شكرآ ، شكرآ ، يا دكتور على الإســـــــــــــــــــــــــــــــــلوب الراقى والذى ينم عن خصال صاحبه فلك منى الف تحية ود وإحترام ويا ليت اخواننا الجبهجية يفهمون ويعون ما تكتب لمصلحة الغلابة.