نور الدين مدني

الحركة الإسلامية والحراك السياسي


[ALIGN=JUSTIFY]* بعيداً عن الصراع المؤسف داخل جماعة الحركة الإسلامية الكيان الديني المعبر عن الحزب الغالب في الحكومة منذ الثلاثين من يونيو 1989 تظل هذه الجماعة قوة مؤثرة وفاعلة في الساحة السياسية.
* حسناً فعل الأمين العام للحركة الإسلامية الأستاذ علي عثمان محمد طه بعد إعادة انتخابه في المؤتمر العام السابع للحركة عندما قال أنهم مثلهم مثل الكيانات الدينية الأخرى المساندة لأحزابها وان من حق الآخرين ان يعتبروا نفسهم حركات إسلامية وان يُترك التمييز بعد ذلك للآخرين.
* ان مثل هذا التوجه يطمئننا لأنه يميز أولاً بين الحركة الإسلامية كتيار ديني قائم بذاته وبين المؤتمر الوطني الحزب السياسي الذي أصبح يضم في عضويته أعضاء ليس بالضرورة منتمين للحركة الإسلامية, كما أنه يترك مساحة للآخرين ليعبروا عن توجههم الديني دون ان يغيروا جلودهم السياسية.
* ان الاختلاف في الساحة السياسية وارد والاجتهاد في التوجه الديني الإسلامي متاح دون حجر أو وصاية فكرية, فللختمية حقهم في الانتماء للحزب الاتحادي الديمقراطي, وللأنصار حقهم في الانتماء لحزب الأمة القومي ومن حق الذين مازالوا يرون أنهم يمثلون حركة إسلامية ان ينتموا لحزب المؤتمر الشعبي أو أي كيان سياسي آخر.
* ان ما يهمنا في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي تواجه فيها البلاد تحديات ومهددات, هو دفع الحراك السياسي وعدم التراجع عنه أو العودة المستحيلة إلى المربع الأول للإنقاذ، بل دفع التراضي الوطني والإسراع باستكمال العملية السلمية خاصة في دارفور عبر اتفاق قومي جامع والانتقال بخطوات أسرع نحو الحل السلمي القومي الديمقراطي المتراضى عليه دون عزل لحزب أو كيان أو حركة ما دامت ارتضت الحل السياسي السلمي.
* ان الحركة الإسلامية التي اختتمت مؤتمرها وأصدرت بيانها الختامي وإعادت تشكيل هياكلها ومؤسساتها الداخلية لا ينبغي جرها في صراعات سياسية تؤجج الفتن وتعرقل مسيرة السلام والوحدة والتنمية والعدالة والديمقراطية.

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 985 – 2008-08-11 [/ALIGN]