قير تور

باقلام القراء (5)


[ALIGN=CENTER]باقلام القراء (5) [/ALIGN] كان هناك صياد سمك.. جاد في عمله، يصيد في اليوم سمكة.. فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى حتى إذا انتهت.. ذهب إلى الشاطيء ليصطاد سمكة أخرى. في ذات يوم وبينما كانت زوجته تقطع ما اصطاده إذا بها ترى أمراً عجباً.. رأت في بطن تلك السمكة لؤلؤة.
تعجبت: لؤلؤة.. في بطن سمكة..؟؟. سبحان الله.. زوجي.. زوجي.. أنظر ماذا وجدت؟. “ماذا؟”. إنها لؤلؤة.. لؤلؤة!! لؤلؤة في بطن سمكة يا لك من زوجة رائعة.. أحضريها.. لعلنا نقتات بها يومنا هذا.. ونأكل شيئا غير السمك.
أخذ الصياد اللؤلؤة وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور نظر إليها جاره التاجر “لكنني لا أستطيع شراءها يااااااااه.. إنها لا تقدر بثمن.. لو بعت دكاني وبيتي ما أحضرت لك ثمنها، لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة، لعله يستطيع شراءها منك”.
أخذ صاحبنا لؤلؤته إلى الشيخ في المدينة المجاورة وعرضها عليه.فقال “الله.. والله يا أخي.. إن ما تملكه لا يقدر بثمن، لكني وجدت لك حلا.. اذهب إلى والي المدينة فهو القادر على شراء اللؤلؤة”.
عند باب قصر الوالي وقف صاحبنا ومعه الكنز وبعد السماح له بالدخول، قال الوالي “الله.. إن مثل هذه اللآليء هو ما أبحث عنه.. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها، لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة.. ستبقى فيها ست ساعات.. خذ منها ما تشاء.. وهذا هو ثمن اللؤلؤة”.
سيدي.. لعلك تجعلها ساعتين.. فست ساعات كثيرة على صياد مثلي.. لا.. بل ست ساعات كاملة لتأخذ من الخزنة ما تشاء.. دخل صاحبنا خزنة الوالي.. وإذا به يرى منظراً مهولاً..
غرفة كبيرة جداً.. مقسمة إلى ثلاثة: قسم مليء بالجواهر والذهب واللآليء وقسم به فراش وثير.. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب..
الصياد محدثاً نفسه: “ست ساعات؟؟”…
إنها كثيرة جداً على صياد بسيط الحال مثلي؟؟، ماذا سأفعل في ست ساعات؟. حسناً.. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث سآكل حتى املأ بطني، حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث وقضى ساعتين من الوقت.. يأكل ويأكل.. حتى إذا انتهى.. ذهب إلى القسم الأول.. وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير.. فحدث نفسه: الآن أكلت حتى شبعت فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن، هي فرصة لن تتكرر.. فأي غباء يجعلني أضيعها. ذهب الصياد إلى الفراش.. استلقى.. وغط في نوم عميق وبعد برهة من الزمن.. قم.. قم أيها الصياد الأحمق.. لقد انتهت المهلة.. هاه..ماذا؟؟. نعم.. هيا إلى الخارج.. أرجوكم.. ما أخذت الفرصة الكافية.. هاه.. هاه..
ست ساعات وأنت في هذه الخزنة.. والآن أفقت من غفلتك.. تريد الإستزادة من الجواهر..؟؟. أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر، حتى تخرج إلى الخارج.. فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها، لكنك أحمق غافل.. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه.. خذوه إلى الخارج.

لويل كودو – السوداني
25مايو 2010م
grtrong@hotmail.com


تعليق واحد