تحقيقات وتقارير

قالوا انه موسم بالنسبة لهم .. الشحادين يصرخون : ياحليلك يارمضان..!!


في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف منتصف النهار وبالقرب من إستاد الخرطوم كان سلمان أحمد إبراهيم يفترش الأرض ويلتحف أشعة الشمس الحارقة ووجهه يتصبب عرقاً وبالقرب منه تقبع (كورية) بها الكثير من قطع النقود المعدنية وينادي بصوت متعب : (كرامة لله) … إقتربنا منه بخطى مترددة ولكنه فاجأنا بإبتسامة هادئة مما شجعنا على ان نسأله عن كيفية تحملهم-كمتسولين- لتلك المشاق في شهر رمضان، ليرد على وبسرعة: (لالا…الامور كلها تمام شديد…والناس في رمضان بتدفع لي من فئه الخمسين جنيه، وبصراحة يابتي رمضان بالنسبة لينا موسم بنشيل فيهو الفواكه والخضروات وافطر من السوق ونفطر مع ناس البيت.
فرحة صغار:
وأثناء سيري بالمحطة الوسطي بحري إذ بطفلين صغيرين (أحمد وبرعي) يمسك أحدهما بحقيبتي والأخر (بالبلوزة) ويقول : (عليك الله ساعدينا الله يساعدك ويديك ود الحلال اليسعدك)..ويقاطعه أخوه الأكبر: (بركة رمضان الله يخلي ليك أمك وأبوك اللة ينجحك ساعدينا)… فسألتهم: رمضان كيف؟ فعبروا عن فرحتهم الكبيره برمضان بعبارة :(انه شهر جميل، فيه نجمع الكثير من المال ونتلقى الكثير من الهدايا والحلوي والملابس.
عمل ليلي:
الحاجة (س) صادفناها تتجول ليلاً بالسوق العربي فأستوقفتها وسالناها عن العمل في رمضان فقالت: (العمل في نهار رمصان متعب لأنني كبيرة في السن لذلك الجأ إلي العمل ليلاً).. وأضافت : في رمضان رغم أن العمل شاق لكننا نتحصل علي نقود أكثر.
شهر كريم:
وبالقرب من جامعة السودان وجدنا فاطمة محمد علي تجلس علي الرصيف متلثمة بثوبها الرمادي وتحمل رضيعها الذي كانت تغطيه بثوبها من أشعة الشمس، القينا عليها التحية وسألناها عن العمل في شهر رمضان فقالت:( شهر رمضان شهر رحمة والنقود التي نتحصل عليها خلال شهر رمضان تعادل النقود التي نتحصل عليها خلال السنة)… وزادت : (نتلقي الكثير من المساعدات من المحسنين ويعطوننا الزكاة ويجلبون لنا الفطور بواسطة العربات ويقدمون لنا ملابس وهدايا للأطفال لدرجة أننا نذهب ببعض النقود والسكر والبلح إلي أهلنا بـ(الخلاء) لأن ليس لديهم وسيلة مواصلات.
صحيفة السوداني
تقرير: عفاف عبد الفتاح