الفاتح جبرا

حليل الدولة


حليل الدولة
قال مسئول رفيع قبل أيام بأن تطلعات السودان لقيادة العالم تتوقف على مقدرتنا في تحريك طاقاتنا الإقتصادية والإستغناء عن الآخرين والإعتماد على الطاقات الإنتاجية ، إنتهي حديث المسئول ولم تنته دهشتى من حكاية (قيادة العالم) دى ، كدى خلونا نشوف حكاية الخريف والبرك والناموس والموية البقت (أكل وشراب دى) !

– وأنا أسير بأحد شوارع (الشهداء- بأم درمان) إستوقفتنى لافتة (عيادة) كبيرة الحجم أمام عمارة أنيقة مكتوب عليها أسماء عدد من الدكاترة أصابتنى الدهشة إذ أن كل واحد فيهم (إسمو الشيخ) قلت في داخلي (بس معقولة كووولهم ) ولكن زال إستغرابي وتعجبى عندما إقتربت قليلا من اللافتة لأرى :

– الشيخ الدكتور فلان الفلانى – دكتوراة فى العلاج والوقاية بالقرآن الكريم والسنة

– الشيخ الدكتور فلان الفلانى أخصائي العلاج بالطب النبوى

– الشيخ (فلان الفلانى) ماجستير علوم شرعية معالج بالقرآن الكريم

– الشيخ فلان الفلان علوم شرعية – أخصائى (حجامة)

العبد لله شخصياً ما شايف أى مشكلة عادي جدأ فى البلد دى شيخ يعمل عيادة وطبيب يعمل (زاوية) وترزي يعمل (مهندس) لكن المشكلة لو (بتاع الحجامة) ده قطع فيك (عرق) إلا تمشى تشتكيهو فى (الذكر والذاكرين) !

– كلما شاهدت وإستمعت إلى مدير المشروع الزراعي الذى لم ينتج ليمونة واحدة طيلة أكثر من عشرين عاماً يحدثنا بصوته الرخيم ويسرد علي مسامعنا مآثر الصحابة والتابعين حتي تفيض أعيننا بالدمع وكلما استمع إلى من إشتروا( فى سندس) بالدولار (فى أيام عزو) وقد وعدهم الرجل حينها بفلل وحدائق ومشاريع كالريف الإنجليزى رافعاً شعار (العودة إلى الطبيعة) أتذكر القصة التالية :

قدم أحدهم لزيارة صديق له فى أحد أيام الجمع فطلبوا منه أن يؤمهم في الصلاة وبالفعل قام ذلك الصديق وأم الحضور وتلا عليهم ما تيسر من القرآن الكريم بصوت خاشع رخيم أبكى المصلين ، عاد الضيف وصديقة و(الشلة) إلى البيت لممارسة هوايتهم في لعب (الكونكان) فإذا بالضيف (يجر البيليه) علامة مشاركتهم اللعب وسط دهشة الجميع ، وما أن بدأ اللعب حتى أظهر الضيف مهارات عالية في (الجلا) ولما ظهر التبرم على وجوه اللاعبين (خت صاحبنا) الورق على التربيزه وقال يخاطب اللاعبين :
– هناك أبكيكم وهنا أبكيكم !
– عندما كنا في مرحلة (الشباب) كان لدينا صديق أعطاه الله بسطة في الجسم وضخامة في العضلات كان صديقنا ذاك ما أن تختلف معه حتي يبادرك مستغلاً سطوته وقوته قائلاً :
– يا زول إنتا شنو؟ والله أنا أمسكك من إضيناتك ديل وأوديك السوق أبيعك وتااااانى أمشى أشتريك … وتاااانى أمشى أبيعك !!

ذكرتنى مقولة صديقنا ذاك بامنا (الحكومة) وناقلنا الوطني (المسكين) سودانير فقد قامت الحكومة ببيعه ثم شرائه .. والمصيبة تبيعو تاااانى

– ونحن بعد ما طلعنا من قصة (شركات الحكومة الرايحة) حتى دخلنا قصة خط (الخرطوم هيثرو) الرايح والذى نفت (عارف) بيعه ولم يؤكد السيد وزير المالية (عدم بيعه) ، يبدو أن الشعب السودانى الفضل مجبور علي التعاقد مع (التومة الوداعية) لمعرفة حاجات الحكومة (الرايحة) !!

كسرة :

– عندما قرأت فى الأخبار ان صحفياَ ذهب إلى النيابة يبحث عن بعض حقوقه المالية فوجد أن مدير الشركة التي تصدر الصحيفة هو (وزير دولة) … قلت في نفسى (يا حليل الدولة) !!

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. [COLOR=#FF0000][SIZE=5][FONT=Times New Roman]الاستاذ الفاتح يديك الف والف عافية
    والله بالفعل اصبح الامر محيرا فكل الذين تخرجوا من جامعات او كليات دينية لم يجدوا افضل من ان يفتحوا عيادات والمصيبة الواحد يقولوا ليه (آآدكتور ويقول ايوا ؟؟..
    في البلاد الاخرى يحظر ويمنع تركيب لوحة مالم يكون لك ترخيص بمزاولة المهنة إن بقال ولا جزار الا اننا يا شيخ الفاتح عايزين نقود العالم تخطينا هذا من زمان واصبح الان ركب واشتغل وان جاك زول مشى حالك ويضيع عبد النبي وجار الله بين الرسمية وبين ( والله الجماعة ديل بيؤدي خدمة للمجتمع) ولو بتاع الحجامة حرق جلدك ماعليك الا تغطي بصابون غسيل وظهرة ولا كمان تمشي تشتكي لامام الذاكرين كما قلت ..
    هذا الرجل الذي يزعجنا كثيرا بطريقة كلامه البكائية والمؤثرة في نفوسنا في حين ذكر اهل الصوفية نعتقد انه به من الورع لو انه اذا تولى امر السودان قادنا جميعا مسلمين وغير مسلمين الى الجنان .. وهناك عزيزي الفاتح امر هل تعرف ان هذا الرجل لديه اقامة سارية المفعول من قبل سندس والى الان بالمملكة ياتي كل 6 اشهر يجددها ويرجع بالغنائم والهدايا ..
    ام قصة سندس فهناك الكثير من القصص والاقاويل .. وعلى سبيل الطرف قال احدهم انا مما شفت الراجل دا داخل بالماسورة ومرق بغادي عرفت ان الشغل شغل مواسير وعرفت انه اكلنا هواء ومازالوا يأكلون [/FONT][/SIZE][/COLOR]