زهير السراج

هل نحن حوش نفايات مصر ؟!


هل نحن حوش نفايات مصر ؟!
* لماذا كل شئ سئ تفعله مصر، نفعله نحن .. لنأخذ بعض الأمثلة:
* اخوان مسلمون فى مصر، وأخوان مسلمون فى السودان ؛ انقلاب عسكرى فى مصر، وانقلابات عسكرية فى السودان؛ دفاع شعبى فى مصر ( أثناء حرب 1956) وظل قائما حتى هذه اللحظة وتوجد قيادته فى مبنى صغير بمدينة مصر الجديدة، ودفاع شعبى فى السودان يتمدد فى قصور منيفة؛ وكذلك لجان شعبية فى المحروسة ومثلها فى المتعوسة ؛ سلطة دكتاتورية فاسدة فى مصر وأخرى أكثر تسلطا و فسادا فى السودان؛ رجال اعمال مستجدون ولصوص فى مصر ليس لهم تاريخ ولا اصل ( أحمد عز نموذجا )، ونكرات فى السودان صاروا اصحاب مليارات فى فترة زمنية وجيزة جدا لا يعرف احد مصدرها ، ولو كانوا تجار مخدرات وأسلحة لما صاروا بهذا الثراء الفاحش ( متروك لكم اختيار الاشخاص )؛ حزب وطنى هناك ومؤتمر وطنى هنا .. وما أبعد الاسم عن المسمى به؛ تسلط امنى فى مصر واسوأ فى السودان؛ سلفيون بذقون كثيفة فى مصر يمالئون السلطة الفاسدة التى كانت تحكم مصر، وسلفيون بذقون أكثر كثافة يمالئون السلطة الفاسدة فى السودان، وعندما تنجح الثورة التى قاطعوها يصبحون اسيادها ثم يأخذون فى مهاجمة الفن وكل شئ جميل ويتهمون الفنانين بالكفر، ويأبى سلفيو السودان إلا أن يشاركوهم الافراح .. ودعونا نتوقف قليلا هنا:

* إمام وخطيب مسجد سلفى باطراف الخرطوم أفتى بحرمة التمثيل حتى وإن كان يجسد الشخصيات الدينية وهاجم الفن وتوعد الفنان الجميل محمد ميرغني (الذى طالما أثرى وجداننا بالعديد من الروائع) بعقاب عظيم بسبب إنتقاده للعلماء .. ولا يهمك يا استاذ يا عظيم ( دى الانقاذ واجرك على الله) .

* نفس الإمام السلفى أفتى بحرمة غناء المرأة وشن هجوماً على المغنيات اللائي يظهرن في شاشات الفضائيات في رمضان.

* امام مسجد سلفى آخر وصف الفنانين بانهم ( ..) وأفتى بأن شهادتهم لا تجوز فى المحاكم لأنهم منبوذون فى نظر الناس ..!!

* صور الفنانات على لوحات الاعلانات فى شوارع الخرطوم غطيت بالطلاء تحت بصر ونظر الدولة .. ولا يعرف أحد متى حدث ذلك ومن فعل ذلك، علما بان ارتفاع اللوحات عن الشارع يزيد عن سبعة امتار .. تماما مثلما يفعل سلفيو مصر العظام الذين يطيحون بكل شئ جميل، وغدا سيظهر مشروع ( مليون لحية فى السودان قبل رمضان ) تأسيا بأسوأ ما فى مصر .. ( ويا بخت خيول الإنجليز).

* الغريب أننا بينما نقتدى بمصر فى السوء، لا نقتدى بها فى الحُسن، فليس لنا صناعة مثل صناعة مصر، ولا فن مثل فن مصر، ولا رياضة مثل رياضة مصر، ولا حب للسودان كحب أهل مصر لها، ولا ثورة مثل ثورة مصر التى أطاحت بالفساد بينما بقى الفساد جاثما فوق صدورنا، فهل كتب علينا ان نحاكى مصر فى السوء فقط ونكون حوش نفاياتها الخلفى ــ حتى تكتمل الصورة بوقوعنا جغرافيا خلفها ، أم ماذا؟!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email] صحيفة الأخبار – 2011/6/11