عبد اللطيف البوني

يانيل ,, يا أزرق !!!


يانيل ,, يا أزرق !!!
لم تكن أيام العيد مجردة من النشاط السياسي الخشن فرغم إعلان وقف إطلاق النار في جنوب كردفان من جانب الجيش الوطني إلا أن الأمور لم تكن هناك على مايرام فبعض المناطق شهدت زخات رصاص ودانات والذي منه مع حلاوة العيد وكعكه, بقية أجزاء جمهورية السودان الثانية نعمت بالعيد والوسائط الإعلامية من تلفزيونات وإذاعات لم تقصر في عيديتها على الجمهور فقد قدمت من البرامج الترفيهية ما جعل المتلقين يصاقرونها من صباح الرحمن الى قرب صباح اليوم التالي؛ لاسيما وأن الخيارات أصبحت متعددة.
* لقد كنت من المشفقين على هذه الوسائط الإعلامية كيف يمكنها أن تخرج من بهجة العيد الى برامجها العادية الرتيبة؟ كيف يمكنها أن ترجع الى دنيا السياسة بعد أن جذبت روادها بدنيا البهجة؟ في الأعياد الماضية كانت تتغلب على هذا الهبوط الاضطراري بإعادة تقديم برامج العيد في الأيام التي تليه, بالطبع لن يكون استقبال المتلقين لها بتلك الحفاوة التي كانت في أيام العيد. ببساطة لأن الأيام ليست إجازة عيد ومع ذلك نجد أن ذلك أحسن الخيارات للمتلقي وللوسيط الإعلامي على طريقة (أكان مالقينا لحم نشرب شوربة) أو كما يقول الأصوليون مالا يدرك كله لا يترك جله. فإذا لم نجد بهجة العيد فلنجد برامج العيد ثم شوية شوية ترجع ريمة الى عادتها القديمة.
* وكما يقول أهلنا في شمال الوادي الحلو ما يكملش وجدنا أنفسنا دون أن نكون مهيأين في اتون نيران النيل الأزرق وهكذا استدرنا بنسبة 180 درجة من النيل الأزرق القناة وأخواتها حيث المتعة والبهجة والطرب والذي منه الى النيل الأزرق الولاية وأخواتها في جنوب كردفان وجنوب الجنوب والذي منه. نعم الحرب في النيل الأزرق الولاية كانت متوقعة. إرهاصاتها ظهرت منذ الخامس من حزيران يوم أن اندلع تمرد الحلو في الجبال. ماصدر من مالك وعقار وماصدر من الخرطوم كان يشي بأن المسألة مسألة وقت ولكن المفاجأة كانت في إعلان ساعة الصفر حيث كنا نظن أن العيد نزع الغل من النفوس او على الأقل أبطأ من تصاعد درجات الغليان, كنا نظن أن وقف إطلاق النار المعلن وإشادة الولايات المتحدة به ودعوتها لكافة الأطراف للتفاوض قد تفتح كوة للأمل في السلام ولكن إرادة المولى الغلابة جعلتنا (نطرش) كعك العيد ونشاهد صور النزوح والجرحى بعد أن كنا (الحاجات والشنو والشنو) وأنا ما بفسر وانت ماتقصر.
هكذا خرجنا من الجزيرة المشروع وطقسه الجميل هذه الأيام حيث الرياح الجنوبية المنعشة لأنها مشبعة بالرطوبة نتيجة الأمطار الهاطلة في النيل الأزرق الولاية وماجاورها الى الجزيرة القناة التي أكملت مربعها بإضافة السودان الى سوريا وليبيا واليمن فإن كان هناك ثمة أمل فإن السودان يقف اليوم على الرقم أربعة في بورصة الأخبار. ولكن كل الاحتمالات واردة فقد يصعد الى أعلى وقد يتراجع الى أن يخرج من الشاشات فاللهم احفظ السودان وأهل السودان اللهم ارجعنا من النيل الأزرق الولاية الى النيل الأزرق القناة ومن الجزيرة القناة الى الجزيرة المشروع اللهم نقِّ لنا رياح النيل الأزرق الرطبة من الدخان والبمبان والدوشمان

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]