الفاتح جبرا

قفة صابر


[JUSTIFY]
قفة صابر
خرج (عم صابر) من منزله وهو يفكر فى كيفية الحصول على حق المواصلات الذى يمكنه للذهاب إلى المعاشات لصرف معاشه الشهري ، لم يكن بإستطاعته الإستدانه من (آدم ( سيد الدكان ففى ذمته له أكثر من (تسعين ألف) كما لم يكن بإستطاعته ايضاً الإستدانه من فوزى (الجزار) أو عوض (بتاع الخضار) أو محمد (سيد القالة) فكل هؤلاء قد إستلف منهم ولم يستطع التسديد لهم منذ وقت طويل .
تحسس عم صابر جيب جلابيته وجد جسماً معدنياً صغيراً يقبع هنالك .. أخرجه فكانت خمسمية جنيه .. أتجه مباشرة قاطعاً الظلط للجهة الأخرى نحو عوضية ست الشاى .. جلس على أحد البنابر وخاطبها قائلاً :
– بالله يا عوضية كبي ليا كباية شاى !
– ساده وللا بي لبن يا حاج
– ساده يا بتى .. اللبن ده كان زمااان
مع كل رشفة شاى كان عم صابر يعمل تفكيره محاولا حل المعضلة التى تواجهه وهى إيجاد ثمن المواصلات حتى يستطيع الذهاب إلى المعاشات لإستلام معاشه الشهري .
– عوضية أنا ماشى أجيب معاشى وعاوز ليا دين الله والرسول أركب بيهو المواصلات
– عاوز كم يعنى يا حاج !
– يعنى قولى خمسة ألف !
أمسك عم صابر بالخمسة ألف التى أعطتها له عوضية بعد أن أعطاها خمسمية الشاى وقام من البنبر يا الله يا الله متجها نحو الحافلة التى كان سائقها ينادى :
– السوق .. السوق
توقفت الحافلة فى سوق أم درمان أمام الجامع الكبير وكان على (عم صابر) وهو يتجه إلى حافلات الخرطوم أن يمر بأكشاك الكتب المتناثرة أمام الجامع ، وهو يسير بين الأكشاك ناظرا لعناوين الكتب التى كان بعضها مفترشاً على الأرض إستوقفه عنوان كتاب صغير مهترئ ( تحضير الجان المسلم ميمون) !
أمسك عم صابر بالكتيب الصغير ، نفض عنه الغبار ثم قال مخاطباً صاحب المكتبة :
– الكتاب ده بي كم ؟
– خمسة الف يا حاج !
– طيب عشان (ميمون) ده مسلم وكده ممكن تخفضوا لينا شوية ؟
– خلاص جيب ألفين يا حاج !
كان النهار قد إنتصف وبدأت حرارة الشمس فى الإزدياد لذا آثر (عم صابر) العودة للمنزل وترك قصة المعاشات دى ليوم تانى خاصة أن ما تبقى لديه من (قروش عوضية) ألفين ونص لا تمكنه من العودة إلى منزله فى حالة إنو (لقى المعاش ما نزل) ، لذا قرر ركوب الحافلة عائداً إلى المنزل ..
ما أن جلس عم صابر على كرسى الحافلة حتى قام بفتح الكتاب الذى جاء فيه بأنه من خلال هذا الكتاب يمكنه تحضير الجان (ميمون) والإستعانة به فى توفير معايش الحياة بعد أن فشل جميع (البشر) الذين تقع علي عاتقهم هذه المسئولية.
ما أن وصل (عم صابر) إلى صالون المنزل الذى يستخدمه كغرفة خاصة به حتى استلقى على السرير وأخرج نظارته الطبية رافعاص الكتاب فى إتجاه ضوء النافذة حيث بدأ في قراءة محتوياته فى شغف كانت صفحات الكتاب المهترئة تحكى عن كيف يمكن للجان ميمون أن يساعد كل من يقوم بتحضيره وينفذ له كل طلباته من مأكل ومشرب وقروش (كاش) كمان .
– أهو ده الأنا عاوزو ذاتو .. عشان نتفكا من المعاش الما جايب مشوارو ده
هنا دخلت إلى الصالون حاجة (سعدية) زوجة (عم صابر) تساله :
– أحضر ليك حاجه تاكلها ؟
– لا أنا عاوز أحضر (ميمون)
– قلت أحضر ليك شنو؟ مواصلة- عندنا عدس وفى كمان رشوشة
– متضايقا حضرى أى حاجه والسلام .. خلاس فرجت !
بعد أن تناول (عم صابر) الغداء عاد من جديد لمتابعة القراءة حتى إذا ما وصل إلى صفحة 16 هب قائماً فى تركيز فقد كان عنوان الصحة (خطوات تحضير الجان ميمون) :
1- أبدأ بالدخول إلى مكان مظلم لا تدخله الشمس
دى بسيطة
2- قم بالصوم عن أكل اللحوم بأنواعها والبيض وكل ما هو حى لمده سبعة أيام وأفطر على الخبز وزيت النبات
– دى برضو بسيطة هو أنحنا قادرين ناكل لحوم مع الكيلو الحصل أربعين ألف ده !!
3- أشعل خمسة من أعواد الند ووقية من بخور اللبان والمستكه فى مجمرة ثم أتلو الأسماء السيريالية التاليه 4444 !!
– ما مشكلة إن شاء الله نقراها (مليون ألف مرة) يعنى شنو؟ مش أخير من العذاب اليوماتي ده؟
4- ثم بعد قراءة الأسماء كل مأئة مرة اطلب من ملك الجان (ميمون) أن ينزل بقولك :
يا ميمون ملك الجان أنزل وبان عليك الأمان !
– نقول ومالو !
5- بعد نزول ميمون ملك الجان أطلب منه ما تريد !
– هو في غيرها .. قفة الملاح الجننتنا دى !!
بدأ عم صابر فى الإعتكاف في صالون منزله بعد أن قام بإطلاق البخور وقراءة الإسماء المطلوبه مستعينا (بمسبحة) وورقة وقلم (لزوم حفظ العدد) .
فى اليوم المحدد لنزول الجان ميمون بدأ على عم صابر الإضطراب كان الوقت ليلاً والهدوء يلف المكان ، بدأت أرجاء الغرفة تهتز .. وإعصار من الدخان يتشكل .. ويتشكل ليصبح ماردا ضخما :
– شبيك لبيك .. عبدك ميمون بين يديك !
– (وهو يرتجف) : اس اس اس السلام عليكم أيها الجان ميمون
– وعليكم السلام .. طلباتك !
– هو في غيرها يا ميمون ؟ قفة الملاح يا ميمون .. . ما عاوزين حاجه بس كل يوم تجيب لينا قفة ملاح
إختفي الجان ميمون .. وجد (عم صابر) أمامه حسب طلبو (قفة ملاح) جديده (لنج) .. نظر داخلها وأخذ يصيح :
– اللحمة وين ؟ الطماطم وين ؟ الخضار وين !
هرع عم صابر يقرا فى الكتاب من جديد (عشان يصلح غلطتو) وجد مكتوباً علي الصفحة الأخيرة (لا يمكن تحضير الجان ميمون إلأ مرة واحدة فقط) !
كسرة :
إذا وجدت شخصا أشعثاً أغبراً جالساً القرفصاء فى المحطة الوسطى (يومياً) واضعاً أمامه قفه ملاح (جديده لنج) وهو يقول :
– اللحمة وين؟ الطماطم وين؟ الخضار وين؟
لا تعتقد بأنه (ثورة مضادة) يسعي لإثارة المواطنين أنه (عم صابر) ![/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. [COLOR=#D306E7][SIZE=5]يا حليليلك ي عم صابر
    فالشعب السوداني كللله
    هو عم صابر هذا

    الله يهونا علينا
    كمان بعد الاسعار المووولعة دي
    جابت ليها قمر صناعي داير يقع
    وما لقى محل بقع فيهو
    غير السودان

    الله يعينا و يحمينا و يقوينا

    قولو آمييييييييين[/SIZE][/COLOR]