جعفر عباس

اقرأ وتعلم


اقرأ وتعلم
دخل رجل مبهدل الهيئة والمظهر والملامح أحد البنوك، وصاح في الموظف بغلظة: يا حمار.. أريد فتح حساب زفت جاري في بنك زفت هذا!! رد الموظف عليه بتهذيب: عفوا، ماذا قلت؟ فارتفع صوت الرجل أكثر: قلت لك يا ثور يا طرطور انني أريد فتح زفت في هذا الزفت!! فما كان من الموظف إلا ان احتج لأن تلك اللغة غير لائقة في البنك، ثم توجه إلى المدير ليبلغه بما كان من ذلك العميل الجلف الصفيق، فجاء مدير البنك إلى العميل: ما هي المشكلة بالضبط يا سيد؟ ولماذا تتكلم مع موظفنا بلغة غير مهذبة؟ إذا لم يكن بنكنا يعجبك فالباب يفوت جمل!! فرد الرجل على المدير بعصبية: اسمعني يا كبير الحمير.. أنا فزت بعشرة ملايين زفت في اللوتري واريد فتح حساب زفت في هذا البنك المزفت، فما كان من مدير البنك إلا ان التفت إلى موظفه: هذا الحمار الذي رفض تلبية طلبك على الفور مفصول من الخدمة الآن.. وخاطب الموظف: قوم فز.. روح تعلم أصول التعامل مع العملاء ثم شوف بنك زفت زيك يوظفك، وما ينبغي عليك تعلمه ايها القارئ من هذه الحكاية هو انه يجوز للغني ما لا يجوز لك انت يا كحيان!!!
والآن نتابع حكاية مدير آخر استدعى موظفا صغيرا، وطلب منه وهو يقف امام ماكينة تقطيع الأوراق (شريدر): لقد غادرت سكرتيرتي المكتب، وأريد تصوير هذا المستند المهم، ولكنني لا اعرف كيفية تشغيل هذا الجهاز، فما كان من الموظف إلا ان ادخل الورقة في حافة الجهاز وبحث عن زر التشغيل ثم قام بالضغط عليه، وعندما سحب الجهاز الورقة إلى الداخل صاح المدير: ممتاز..عظيم!! وإذا كان مخك ايها القارئ، مثل مخ ذلك المدير، فلابد ان اوضح لك ان تلك الورقة خرجت من الطرف الثاني للجهاز في شرائح طويلة تشبه الشعيرية، وما ينبغي عليك تعلمه من هذه الحكاية هو ان المنصب الكبير لا يعني ان شاغله صاحب مخ كبير أو حتى يفهم أبجديات العمل وطرق استخدام أدوات العمل المكتبي.
والحكاية الثالثة من كتاب ألف ليلة وليلة (طبعة العولمة) وهي عن امريكي وفرنسي وروسي والماني، عثروا على مصباح علاء الدين السحري بعد ان ضيعه العرب كما ضيعوا تاريخهم كله، ومستقبلهم القريب، وكما هو متوقع فقد جاء الجني وأبلغهم أن لكل واحد منهم امنية ولكن تتعلق بحوض سباحة كانوا يقفون على مقربة منه، على ان يحدد طلبه بكلمة واحدة، ولم يتردد الفرنسي وصاح على الفور «نبيذ»، ولأن الروسي كان من طراز بوريس يلتسين الذي نسي من فرط السكر انه كان رئيس بلد كان يوما ما قوة عظمى، وتحول خلال زيارة لألمانيا إلى قائد فرقة موسيقية عسكرية كانت في استقباله في المطار، فقد صاح «فودكا»، اما الألماني الذي لا يعرف المسخرة، ويدرك ان بلاده ارتكبت خطأ كبيرا بإلغاء المارك واختارت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) الذي كاد ان يلحق بالدولار الصومالي، فقد صاح «ذهب» فكان لكل منهم ما أراد، حوض سباحة مليء بالذهب.. وجاء الدور على الأمريكي، وكما هو معلوم فان الأمريكان ألسنتهم متبرئة منهم، والامريكي اذا اراد اظهار المودة لجاره ناداه «ابن السفاح»، وهكذا توجه الامريكي نحو حوض السباحة وهو يفكر ماذا يطلب ولكن قدمه زلت وهوى إلى الحوض وهو يصيح شِت، (خلينا نترجمها «زفت»!!!!!!!!).

جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. تعظيم سلام لأبو الجعافر ،،اليوم واليوم فقط مقالك طازج ، وصريح وحقيقي ،وصادق ،يا أبو الجعافر (الأمريكي)
    هذا لأنك كل يوم مسطح بينا !

  2. أستاذي القدير جعفر عباس أو كما يحلوا لكم في النوبية (جافر أباس) لك التحية والتقدير .. أريد أن أعلق على قصة الشخص الذي دخل أحد البنوك ليفتح حسابا” وقد عامله الموظف بكل لطف .. لكن المدير خشي أن يذهب صاحب الملايين دون أن يودعها لديهم ممًا ولد له التصرف في طرد الموظف حتى لا يغضب صاحب الملايين ويذهب إلى بنك آخر!! .. إن البنوك تتعامل مع العملاء على طبقتين بشكل عام فعملاء لهم ثقلهم في البنك مثل أصحاب الملايين وهؤلاء لهم تعاملهم الخاص بلا أدنى شك .. وعملاء كادحين وأرصدتهم (كحيانة) ولا تسأل عن فظاظة الموظفين تجاههم !! فهؤلاء لا يشكلون خطرا” إن خرجوا من البنك بل البنك سيستفيد إن خرج أحد (الكحيانين) وأتى مكانه شخص من أصحاب الملايين ليرفع من عوائد البنك .. دام قلمك نابضا” أستاذي العزيز .