جعفر عباس

أبوالجعافر مع الناس اللي فوق


أبوالجعافر مع الناس اللي فوق
مصائب قوم عند قوم فوائد، فبانقسام العالم الى مطارد (بكسر الراء) وطريدة، في سياق حرب امريكا ضد خصميها العنيدين طالبان وتنظيم القاعدة، واتتني الفرصة للقفز الى أعلى السلم الاجتماعي،..كيف؟ انا أقول لكم كيف: الأمريكان كرماء، وكل شيء عندهم بثوابه، وقد عرضوا مكافآت تصل الى 25 مليون دولار لمن يدلهم على من يعتبرونهم إرهابيين، ومخططي هو الإبلاغ عن إرهابيين من ذوي الوزن الخفيف، للحصول على بضع مئات الآلاف من الدولارات، وليس عزوفي عن الملايين من باب التعفف، او نتاج موقف مبدئي!! فأنا من جيل تعلم عمليا ان رضا امريكا أهم من رضا الوالدين، وبالتالي فإنني لا أتجاسر على رفض طلب لها، وكل ما في الأمر هو انه لو منحتني أي جهة مليون من العملة الصومالية، التي يطبعها كل طرف على كيفه، فانني سأسقط صريعا بعد ان يعجز الأوكسجين عن الوصول الى دماغي الناشف.
والإرهابيون ذوو الوزن الخفيف الذين اعتزم تسليمهم للحبيب جورج دبليو بشبوش هم «الزوجات»، وقد اكتشفت ان معظم النساء إرهابيات، مثلا: زوجتي يصل بها التعسف أحيانا الى حرماني من مصروف الجيب، إذا ضبطتني أشاهد برنامجا لرزان مغربي!! فهي من النساء اللواتي يجمعن بين وزارتي الداخلية والمالية، أي أنها مسؤولة عن الأمن العائلي، والأمن الغذائي، مما يخولها الاستيلاء على راتبي (ربنا على المفتري)! وتسابق أصدقائي لمواساتي وحكوا لي أشياء تشيب لها الغربان عن زوجاتهم، فمنهم من تجبره زوجته على متابعة القنوات الفضائية العربية يوما كاملا اذا أثار حفيظتها، ومن المعروف ان ميثاق الأمم المتحدة يعتبر إرغام أي شخص على متابعة فضائية عربية من أقسى ألوان التعذيب، بعد ان ثبت أنها، أي القنوات، تسبب العجز الجنسي للرجال والعقم للنساء، ومعظم برامجها من النوع الذي ينقض الوضوء، ومقدمات البرامج يعمدن الى التحرش الجنسي بالمشاهدين الرجال على وجه الخصوص، وهكذا عمت موضة البوسات الفضائية التي كانت رائدتها ليليان اندراوس عبر قنوات أيه آر تي، وكانت تزود جمهورها ببوسة ثلاثية تشمل الخد والعين والفم، على عينك يا تاجر!! ثم تفشى البوس واصبح وبائيا، والأدهى من ذلك ان مقدمات البرامج يلجأن الى استفزازنا نحن المتزوجين المزمنين باستعراض إمكاناتهن الفسيولوجية البديعة من صدور وأفخاذ صقيلة، فنضطر في حضور عيالنا وزوجاتنا الى تصنلاع اللامبالاة، اما الزوجات فانهن يقارنّ أنفسهن بخضراوات الدمن في الفضائيات فيصبن بالإحباط، ومن هنا منشأ «الحقد»!! ولحسن حظي فان زوجتي تمنعني من مشاهدة التلفزيون في غيابها، وإمعانا في إذلالي فإنها تختار لي فضائيات عربية رسمية تسبب التهاب الأنف والأذن والحنجرة!! والشاهد هنا هو ان لدي دليلا دامغا على ان الزوجات إرهابيات، وعلى كل حال فإن الولايات المتحدة على أعتاب انتخابات رئاسية، ولن يدقق أوباما كثيرا في أمر القائمة التي اعتزم تسليمها له، فهو بحاجة إلى أي شيء يثبت به أنه جاد في مكافحة الإرهاب.. وتخيل عزيزي القارئ زوجتك على شاشة سي ان ان وقد وضعوا على صدرها لوحة عليها رقم طويل.. يا للسعادة.
ولا تأخذك بها يا عزيزي الزوج شفقة ولا رحمة، وتذكر ان لغتنا هي التي كشفت عيوب النساء، فأنت عندما تأتي برأي سديد تكون مصيبا، اما المرأة فإنها تكون «مصيبة»، والرجل يركض ويصبح جاريا بينما المرأة التي تجري للتخلص من الشحوم والكولسترول تصبح «جارية»، وتذكر ان الكويتية سلوى المطيري تقترح إعادة العمل بنظام الجواري! والرجل يدخل البرلمان فيصبح نائبا أما المراة فتصبح «نائبة» من نائبات الزمان، والرجل يدرس القانون ليصبح قاضيا أما زميلته المرأة فتصبح «قاضية» من طراز مايك تايسون، الذي عض خصمه هوليفيلد فقطع أذنه، والمرأة التي تتبع المذهب الحنفي «حنفية»، ربما لأنها لا تكف عن الكلام، والانسان الذي ينبض قلبه «حي»، اذا كان رجلا، و«حية» اذا كان امرأة، والرجل الذي يهبط من علٍ يكون نازلا، والمراة التي تحذو حذوه تكون نازلة:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا
وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ولكن اياك عزيزي الرجل ان ترضى بان يأتيك الفرج عن طريق الخلع لأنك في هذه الحالة ستوصف بـ«الخليع».
على كل حال، كذا مائة ألف دولار من النوع الاصلي وأقفز الى أعالي السلم الاجتماعي واشتري سيارة قادرة على السير بدون دفع رباعي يقوم به أربعة من الجيران، واشتري تلفزيونا لا يلتقط القنوات العربساتية، وأحقق أحلامي بتركيب طاقم أسنان واجهته ذهبية، كي «أكيد» ابتسم على الدوام، وأتبرع للجامعة العربية بربع مليون جنيه سوداني (250,000)×!! وحتى ترضى عني امريكا تماما فإنني سأتخلص من ملابسي التي اشترتها لي بعلتي وحلم حياتي من «الحراج»، وأتوجه الى لندن لشراء ملابس صالحة للاستخدام الآدمي من المتجر اليهودي الشهير ماركس آند سبنسر، ثم أسافر الى اورلاندو في ولاية فلوريدا الامريكية للاستمتاع بمدينة ديزني للألعاب..فقد عانيت من الحرمان في طفولتي ولم تكن عندي لعبة الكترونية، وكلما قلت لأبي إنني أريد كمبيوتر، تعلل بان الكمبيوتر يعمل بشيء اسمه الكهرباء، ومن وقتها وانا اكره الكهرباء المتعجرفة التي رفضت دخول قريتنا زاعمة أنها لم تخلق لمثل بيوتنا!!
على كل حال فقد كان التصنيف الماركسي الذي وضعني في خانة البرجوازية الصغيرة معظم سنوات عمري يضايقني كثيرا، وقد حان الوقت للحصول على ترقية الى مصاف البرجوازية الكبيرة فشكرا جورج بوش مخترع جوانتنامو!

جعفر عباس
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. كل هذا الإنفعال ، وكيل الشتائم لأننا قلنا أنك أمريكي ، وتجبرنا على قراءة مقالات (ريسايكل) قديمة وبايتة !
    بل ومأخوذة عن قصاصات ملوثة ؟ إذن فقد نجحنا في أن تثأر لنفسك فتكتب مقالا طازجا طويلا يليق بمقام قرائك .
    ولكن قل ما تحب أن تقول عن المرأة إلا أنك لن تستطيع أن تصل لما حباها الله من مقومات لم ولن تتمتع بها أنت أيها الرجل .
    بالدارجي كدا ( المابتلحقو جدعوا) وبالخليجي ( اللي ما يذوق العنب حامض عنه يقول )

  2. أستاذي العزيز جعفر عباس .. ألا توافقني الرأي أن أمريكا هي من تصنع الإرهابيين وتحتج بهم كي تكون ذريعة لأفعالها وغزواتها مثل غزوها لأفغانستان والعراق إلخ .. ؟ أما عن مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن فلماذا لم يأتي نبأ قتله إلا قبيل حملة (أوباما) الإنتخابية ؟ إنها السياسة يا عزيزي فهو لم يعمل شيء خلال مدة رئاسته سوى (الهرطقة) و (الشخشخة) وغير ذلك من الأمور أضف إلى ذلك أنه شوه سمعة حزبه الديمقراطي بإرتجالاته الغير متزنة والعاطفية أحيانا” .. دام قلمك نابضا” أستاذي العزيز .