هنادي محمد عبد المجيد

ذات البهجة (1)‏


ذات البهجة (1)‏
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق ، كنيتها ( أم عبد الله) أمها ( أم رومان) امرأة من أشراف بيوت قريش ، أبوها هو الصديق أبوبكر أقرب الناس إلى قلب رسول الله وأولهم تصديقا لخبر الرسالة ،، ولدت لأبوين من أشرف بيوتات قريش قاطبة في بيت يملؤه الإيمان والحب لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ،، لها ثلاثة أخوة هم 🙁 عبد الله ،عبد الرحمن ، محمد) ولها أختان هما ( أسماء وأم كلثوم ) كانت السيدة عائشة رضي الله عنها نحيلة الجسم في شبابها ، طويلة القامة بيضاء البشرة ،وكان النبي يناديها ( يا حميراء – أي يا بيضاء) لها كثير من الصفات المعنوية الأخرى ما زادها جمالا ،فقد كانت حادة الذكاء ورائعة البيان حتى قيل عنها فصيحة الكلام صحيحة المنطق ، كانت حادة المزاج ،سهلة الإثارة شديدة الغضب ، وكان رسول الله كثيرا ما يأخذ عليها هذا إلا أنها كانت أحب نساءه إليه فقال في ذلك :{ اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلومني فيما تملك ولا أملك} ،، وُلدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في بيت مليء إيماناً وعلماً وحكمةً وكرماً وشرفاً ونبلاً ، فنشأت مع إخوتها بين أبوين كريمين فتربت على الأدب والخلق الرفيع وتعلمت من أبيها أشعار العرب وأيامهم وهي لم تتجاوز العقد الثاني من عمرها ،حتى استوعبت جميع ثقافة مجتمعها وتفوقت على غيرها في شتى العلوم الموجودة في ذلك العصر رضوان الله عليها
تزوجها رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وزواجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ورد على لسانها في صحيحي البخاري ومسلم أنها كانت في التاسعة من عمرها حين بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هذا ورد على لسانها فقط حين كبرت في السن ، ولم يرد على لسان الرسول الكريم ذلك ، وكان هذا موضع جدل لدى العلماء إذ قال بعضهم أن زواجها تم وهي أكبر من ذلك خاصة أن تواريخ الميلاد لم تكن تدون آن ذاك ، وأن سنَّها الحقيقي حين تزوجها النبي كان أربعة عشر عاما تبعا لقياس عمرها بعمر أختها الكبرى أسماء بنت أبي بكر – أخت السيدة عائشة الكبرى – التي ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين عاما ، ومعنى ذلك أن السيدة عائشة كانت تبلغ سبعة عشر عاما تقريبا حين تزوج بها النبي ، لأن السيدة أسماء تكبر السيدة عائشة بعشر سنوات ، كما أن ابن قتيبة نص على أن السيدة عائشة توفيت سنة ثمان وخمسين ،وقد قاربت السبعين ، وهذا يعني أنها كانت حين تزوجها النبي في الثالثة عشر من عمرها ، ولم يكن قد بنى بها بعد ، ثم بنى بها النبي – أي دخل عليها – بعد أربع سنوات من زواجه بها وذلك حين الهجرة النبوية الشريفة ،، ومن المؤسف أن البعض من المُغرضين الذين يبغون تشويه دين الله والتشكيك فيه ، يزعمون أن النبي – تنزه مقامه – كان قد تزوج السيدة عائشة وهي في السادسة أو السابعة ثم دخل بها وهي في التاسعة ،، وفي هذا الزعم الكثير من اللبس والتلبيس والتشويه للحقائق التاريخية وفيه تشويها للدين الإسلامي الذي لا يسمح بالزواج من القاصرات أو غير البالغات ،وهذا أيضا يتنافى مع روح الشريعة السمحة التي نادت بكل ماهو حضاري ويتماشى مع مصلحة الفرد والمجتمع على السواء ، وفي قصة السيدة عائشة رضي الله عنها عظة وعبرة لنا فهل نعتبر ؟

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]