تحقيقات وتقارير

نهج الإسلام في تربية الأبناء..!!


[JUSTIFY]الإسلام الملهم في دياجير الأخطاء، أخبر قبيلة الآباء بالكيفية التى ينبغي أن ينتهجوها في تربية الأبناء، حتى يحجزوا فلذات أكبادهم عن النار، ويقيموهم على سبيل الأخيار، فلقن الآباء أن يعززوا الدين في دواخل أولادهم، ويؤصلوه في تركيب فطرتهم، حتى ييأس الشيطان من زواله وانتزاعه، وأوضح لهم أن من يتفانى في تربية أبنائه، ويتصدى لمعالجة العيوب والمآخذ التي تعتري سلوك عياله، ويسخر لهم الحياة الهانئة الوادعة وينوء بهم عن قبح القالة، وسوء الجهالة، كانوا له ستراً وحجاباً من النار خاصة «من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن صحبتهن كن له ستراً من النار» كما قال أفضل من وطئت أقدامه الثرى صلوات الله وسلامه عليه، فالبنت بالطبع تحتاج إلي الكثير من الرعاية والعناية أكثر مما يحتاجه الذكر، ونجد أن تربية الأبناء تربية سديدة تضاهي التصدق والإنفاق في سبيل الله، فالنبي عليه الصلاة والسلام جعل تأديب الابن في مرتبة أعلى من الصدقة، فقد قال خير من تفوه بكلام: «لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع». ولعل تربية وتأديب الصغار تحتاج إلى شيء من الضرب الطفيف الذى لا مناص منه لقصور إدراك الصغير، وتعنته في الكثير الغالب وعدم طاعته لوالديه، الأمر الذى يستوجب ضربه حتى يعي إعوجاجه، وهو أمر رخص الإسلام فيه، فقد حثَّ خير من صاغه الله من عدم ولاة الأمور على تعويد أطفالهم الذين لم يشارفوا الاحتلام المداومة على الصلوات والحفاظ عليها، فقال: «مروا صبيانكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع». و«هذا التأديب المشروع في حق الصبي لتموينه على الصلاة كي يألفها ويعتادها ولا يتركها عند البلوغ». ولعل الحقيقة التى لا يماري فيها أحد، أن تهذيب الآباء لأبنائهم والذى يعد واجباً عليهم لينشأوا نشأة صالحة يقتضي الضرب الذي لا يؤدي إلى تلف أو إعاقة، ولا يسع الأب أن يترك صغيره يفعل ما يحلو له دون تقويمه وتهذيبه، لأنه مكلف بذلك شرعاً، بل تعد تنشئته على مكارم الأخلاق والتزام حوزة الدين من صميم واجباته نحوه، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

ولكن الشيء الذى يجب أن نوضحه ونجليه ثم نؤكد عليه، أن ضرب الأبناء وعقابهم ينبغي ألا يتنكب حدود الضرب المشروع من وجهين «من حيث قدره، ومن حيث الغرض منه، فأما عن قدره فلا يجوز أن يتجاوز الثلاث، وألا يكون بغير اليد كالسوط والعصا، وأن تتقى به المواضع المخوفة من الجسم كالرأس والوجه، وألا يكون فاحشاً والفاحش من الضرب هو الذى يكسر العظام، أو يمزق الجلد، وأما عن الغرض من الضرب فيجب أن يكون مقصوداً به التأديب أو التعليم وإلا كان غير مشروع».[/JUSTIFY]

الطيب النقر
صحيفة الإنتباهة