نور الدين مدني

التعافي الاجتماعي والاعتراف بالآخر


[ALIGN=JUSTIFY]* نحن مع التعافي الاجتماعي الذي دعا له نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه لدى مخاطبته المؤتمر التنشيطي للمرأة بالمؤتمر الوطني لأننا من حيث المبدأ ضد العنف والعنف المضاد ولذلك أيضاً ظللنا نبشر بالحل السلمي لقضية دارفور منذ ان كانت في مرحلة التشكل الأولى.
* كما للتراضي الوطني الذي باركنا خطوته الأولى بين حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني شروطه واستحقاقاته فإن للتعافي الاجتماعي شروطه واستحقاقاته خاصة في ظل التعقيدات التي خلفتها النزاعات وتداعياتها المؤسفة.
* فمن المعروف ان التعافي الاجتماعي كما التراضي الوطني لا يعني إلغاء الآخر أو الهيمنة عليه أو فرض توجه فكري أو سياسي عليه بالقوة، لذلك ظللنا نبشر ونحرض على الاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعدلية.
* لذلك أيضاً ظللنا نبشر وندعو للملتقى الجامع سواء لأهل دارفور الذين يدهم في النار، لا أُؤلئك الناطقون باسمهم في الخارج لكي يصلوا إلى كلمة سواء بينهم تحفظ لهم حقوقهم المشروعة في العودة إلى الحياة الطبيعية في بلدهم، أم الجامع لأهل السودان بلا عزل أو اقصاء أو هيمنة أو قهر.
* لذلك ايضاً نحمد لنائب رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني الأستاذ علي عثمان محمد طه اقتناعه بأن قضية دارفور لا يمكن حلها عبر الترتيبات العسكرية ونضيف أيضاً أن مشكلة البلاد كافة لا يمكن حلها عبر الترتيبات العسكرية وحدها.
* ان تجربة أبيي تقف شاهداً على أهمية الاتفاق السياسي ليس فقط بين الشريكين الرئيسين في الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وانما لا بد من اتفاق سياسي شامل يضمن لأهل المنطقة شروط التعافي الاجتماعي والتعايش السلمي بعيداً عن الاستغلال والكيد السياسي واشعال نيران الفتن القبلية.
* ان التعافي الاجتماعي كما التراضي الوطني يتطلب إرادة سياسية تتبلور عبر اتفاق قومي حول القضايا المصيرية والهموم الوطنية الكبرى دون ان يعني ذلك تذويب الآخرين أو الحاقهم بالتنظيم الجامع أو الجبهة العريضة أياً كانت المسميات، وانما لا بد من تعزيز ثقافة الاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه في وطن يسع الجميع.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:919 – 2008-06-4
noradin@msn.com