فدوى موسى

قضايا مراهقة


[JUSTIFY]
قضايا مراهقة

الشباب وعنفوانه.. الانفتاح على الدنيا ومحاولة سبر أغوارها.. الاندفاع الشقي الدافر.. لا يعرف الحدود والاقفال والصد والأغلال.. تبدأ ملامحه بفورة أيام المراهقة، اعتاب الدخول الى فتوة الحياة.. حيث الفرح والاعتقاد في رحابة الأيام.. الناظر لسن المراهقة يجد أنها تصادف عند الكثيرين من الأبناء والبنات نهايات الفصول لمرحلة الأساس، وبدايات مرحلة الثانوي، وتبدأ معها بعض التصرفات الممزوجة ما بين ما هو طفولي وما هو عبثي أحياناً، وتتبدى الرغبة الجامحة للبعض في الظهور بمظهر الأشخاص الكبار، فالمراهقة من الفعل راهق وهو الاقتراب من النضج الجسدي والعقلي والرشد.. وفي هذه الفترة من عمر أبنائنا تظهر بعض المشكلات التي ترتبط بتقدم وتغييرات مرحلتهم العمرية، فيعمدون للثورة على القيود التي تذكرهم بانهم مازالوا صغاراً يحتاجون للرعاية، فتجدهم يتعاملون بحساسية عالية مع والديهم أو من يقوم بمهامهما في عملية التربية، لذا يشاع أن مرحلة المراهقة تحتاج لتعامل متفهم، خاصة أن بعضهم يتوارى خجلاً من التغييرات الجسدية والنفسية في هذه المرحلة، خاصة الذين لهم قابلية نفسية للانزواء وممارسة العزلة تحت تأثير اي ضغوط تزيد من توتراتهم الداخلية.. رغم أن المرحلة مرتبطة بحس زائد للتحرر من فروضات الأسرة.. فالأمر في دواخلهم مرتبط بتحقيق بعض الذاتية، والاستقلال عن آراء الآباء والأمهات فتجدهم يتذمرون من الوصاية التي تحيط بهم، واختياراتهم للأزياء والأصدقاء، ونوع وطبيعة الدراسة باعتبار أنهم لا يريدون أن يركنوا الى آراء الجيل السابق.. لذا يحبذ أن يتعامل معهم من منظور الصداقة والأخوة لا الأبوة والأمومة.. وفي السودان مثل ينطبق بصورة فعالة مفاده «إن كبر ولدك خاويه» وجيل اليوم عند هذه المرحلة تحيطه كثير من المؤثرات أتاحتها الوسائل التقنية المتطورة في الاتصال.. خاصة وأن معظم هؤلاء الشباب القادم صار لازماً على أسرته أن توفر له الجوال واللاب توب أو الكمبيوتر، وصارت برامج التواصل المتاحة على الشبكة العنكبوتية تتيح لهم أن يتبادلوا المعلومة والحالات النفسية المرتبطة بها، مع الثقافات والمستويات المعرفية المختلفة.. الأمر الذي يجعلهم أقرب للفضاءات المتاحة لهم أكثر من الجو المحيط في الأسر والعائلات.. وتعد الرغبة في اكتشاف الجنس الآخر نقطة مهمة في هذه المرحلة.. فترى المراهقات والمراهقين يبدون بعض التصرفات التي لا تخلو من سذاجة التسرع في فرضية أن الميل والحب، فيطرقون للروايات والقصص، وتطبيق بعض فصولها مع أقرب ما يتاح لهم من تقارب للنوع الآخر، ولا يخلو الأمر من مخاطر.

آخر الكلام

القضية ليست مراهقة الشباب، ولكنها مراهقة الكبار التي نرى افرازاتها الخطيرة لهذا التردي الاجتماعي الذي يظهر لكبار متصابين وكبيرات متصابيات، ودونكم المراهقة السياسية ولنا عودة.
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]