عبد اللطيف البوني

كاريكا :– الا رسول الله


[JUSTIFY]
كاريكا :– الا رسول الله

(1 )
اعترف بانني قد بذلت جهدا خارقا لكي اعثر على الفيلم الذي اساء لرسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم ذلك الفيلم الذي اقام الدنيا ولم يقعدها بحثت في كثير محركات البحث فلم اجد الا دعاية له او كلام عنه ولعل افضل تلك المواقع طلب بريدي على الايميل وقال لي سوف نبعثه اليك ومازلت واقف منتظر , اما انني اود مشاهدة ذلك الفيلم لا لكي اتاكد بنفسي من الاساءة التي وجهت لرسولنا المعظم فما قاله الناس واعتذار الدول الغربية عنه يؤكد ذلك ولكنني كنت اود التوقف على الكيفية التي تمت بها الاساءة حتى وان كتبت عنه تكون شهادتي من الدرجة الاولى لان من رأى ليس كمن سمع والحال هكذا نجد انفسنا مضطرين للكتابة عن تداعيات ردة الفعل التي احدثها الفيلم وكما يقول المجنون السوداني (اكان مالقينا لحم نشرب شوربة)
(2 )
لم يتوقف الامر على عدم رؤية الفيلم موضوع الساعة بل ومع كثرة المادة التي قرأتها في اليومين الماضيين عن الفيلم لم اعثر كل مادة تلخص وقائع الفيلم حتى يمكن تصوره هل هو مثل رواية سلمان رشدي آيات شيطانية او مثل الرسوم الكرتونية الدنماركية ام انتهج طريقا جديدا ومع ذلك استوقفني ماقاله الاستاذ عبد البارئ عطون عن الفيلم والذي وصفه بانه مقزز يثير الاشمئزاز والتقيؤ وانه لو شاهده بقية المسلمين لكانت ردة فعلهم اكبر مما هي عليه الان ومع ذلك لم يذكر عبد البارئ اي مشهد من مشاهد الفيلم لاثبات صحة دعواه مع ان ناقل الكفر ليس بكافر . احد الاساتذة كتب قائلا ان وقائع الفيلم كلها مأخوذة من كتب التراث الاسلامي ولعل هذا مايعرف بالاسرائيليات ولكنه هو الاخر لم يورد شاهدا لما ذكر
(3 )
الذين قاموا بذلك العمل وراءهم عقلية خططت لردة الفعل الجارية الان ولعل اولها اشاعة افكار الفيلم وبجعل اكبر عدد من الناس يشاهدونه في الغرب والشرق ولعل هذا ما حدث بدليل ان عرض الفيلم قد فشل استقطاب المشاهدين في سينما مغمورة في لوس انجلوس وبعد (الجوطة) عاد وكسر الدنيا ثانيا صنع ازمة بين الغرب والشرق وقطع حبل الوصل الذي بدأ يتبلور بعد الربيع العربي ففي ليبيا بالتحديد السفير الامريكي الذي اغتيل كان له اسهام مقدر في انهاء حكم القذافي
(4 )
ردة فعل الشارع الاسلامي كانت متوقعة لان مثل هذا الفيلم سوف يعملق في الاذهان الهيمنة الغربية التي دوما تنتهي في العقلية المسلمة الى دعم الغرب لاسرائيل وان كنا نتمنى ان كانت قد جاءت هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة فالتهجم على السفارات امر مرفوض وكذا اغتيال الابرياء فالشعوب الغربية وكذا الحكومات الغربية ليس لها يد فيما حدث فمثل هذه التصرفات سوف تمنع اقامة علاقات انسانية متوازنة كنا نتمنى ان تلفت مثل هذه الاعمال الناس لاهمية الدراما اذ يمكن انتاج عمل اسلامي سليم قويم يغزو كل الغرب .
(5 )
في نفس اليوم الذي احرقت فيه السفارة الالمانية في الخرطوم ومات فيه سودانيون امام السفارة الامريكية بسوبا كانت مباراة الهلال وفريق الانتر كلوب فقام لاعب الهلال المبدع مدثر كاريكا بعد ان احرز هدف فريقه الثاني بالاتجاه نحو الكاميرا وكشف عن فانيلة مكتوب عليها (الا رسول الله) فشاهده ملايين الناس لا بل شرقت الأعين بالدمع فبمثل هذا الابداع يكون الرد الذي يخاطب الوجدان
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]