فدوى موسى

في شروني!


في شروني!
[JUSTIFY] الحيرة بادية على الوجوه الكل يسأل عن الخط المناسب.. حبيبات العرق تعكس بعض من رهق ملازم.. الولاية تمارس السادية مع المواطنين ولا تسمع إلا صوت نفسها وما تريد سماعه ممن تملي عليهم قوله ضمنياً.. السواقين يضحكون على حالهم .. أحدهم يهامز الآخر «الوالي قال حيدينا جائزة».. وكاتب يمارس نوعاً من الاستخفاف غير المهضوم قائلاً «مالو.. ما يمشي المواطنين كداري.. في أروبا الناس بتمشي أكثر من كده» ولا أظنه قد تذوق عرق مشاهدة العجزة والمساكين وأصحاب الألم والأوجاع لهذا الكداري.. معللاً ذلك بأنه يزور أهله كداري بعد أن يركن عربته جانباً.. يا هؤلاء انتم لستم في أوربا أنتم في بلادكم الساخنة التي يعاني فيها الكثيرون ما يعانوا من نقص مريع في معدلات الحياة المعروفة.. من أين لهم أو قل لبعضهم بالسعرات والطاقات التي يقطعون بها هذه المسافات التي يزعم البعض أنه «يركن العربة ويذهب اليها».. فمعظم هؤلاء الراجلين ذاهبون إلى الدوام اليومي حيث لا يتوافر الترحيل لأعداد كبيرة منهم على خلفية تغذية ضعيفة على أقل معدلاتها من« سخينة.. وموية.. فول.. اذن لا تضحكوا على أنفسكم وتطالبوا هؤلاء البؤساء بالمشي كداري عندما يتاح لكم خيار أن تمارسوا هذا المشي أو تقودون عرباتكم.. ثم هب أنك هضمت فكرة «الكاتب بتاع العربة المركونة» وتعاملت مع الكداري بروح الرياضة في الأجواء الساخنة فأين لك بإحتمال رائحة «العرق» الذي سوف تطبع على مساحات المؤسسات وأماكن العمل.. فهل بموجب ذلك تطالب بتوفير فرص للإستحمام بمواقع العمل حتى يستعيد من يريد العمل إمكانية القبول.. اللهم لا إعتراض على حكم الولاية.. إن همت بحلحلة الموضوع بموضوعية أو حتى لو طنشت الموضوع مفترضة أن المواطنين هؤلاء لا فرار أمامهم إلا بلع الموضوع باعتبار وجوب الالزام.. فليعلم «الوالي» أن المواطنين بسطاء.. كل ما يطلبونه مجرد الممكن والمحتمل لا أكثر من ذلك.. ولا أحد ضد التنظيم أو الترتيب إن كان محتملاً.. وما زال الرهق والسؤال قائماً «الخط بيوين»؟

٭ الصيوان مدقوق!

هذه الأيام الأحزان تتجدد.. وأعياد الإستشهاد تعيد نفس الإيقاعات الحزائنية وبعض الأسر تفقد خيرة شبابها وعوائلها.. ولا يقولون إلا ما يؤكد إن الإنسان السوداني انسان الإيمان بالأقدار وتقبلها.. أما الطقوس التي تزف في ثناياها الأحزان فإنها تحكي احساسات الناس ببعضهم البعض.. الشيء يقلل بعض من وقع الصدمات الأولى والتي هي محل الإبتلاء والفاجعة التي تستلزم الصبر.. فيا أهل الشهداء… لكم دعوات التصبر والتجلد.. كان الله معكم.

٭ آخر الكلام:-

ما بين الفداء ودفع الدم رخيصاً.. وبذل العرق في متاهات مشاوير الحياة تتجلى تفاصيل حياة بلادنا ووجوهها المتعددة.. قدريون بمعنى الكلمة لكنا لا نرضى الإستخفاف أو الهوان والذلة.. والله أكبر..و يا ويل من ظلم هذا البلد يا ناس..!

[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]