الطاهر ساتي

تساؤلات على هامش الحادث ..!!

[ALIGN=JUSTIFY]** عليهم رحمة الله ، ثلاثين كانوا أو أكثر ، حتى رصد واحصاء ضحايا طائرة ركاب أصبح يتطلب في بلادنا أياماً ليكتمل ، ونأمل الا يتطلب عملا كهذا وزارة ذات وزيرين أو هيئة ذات هيكل وظيفي وراتب ومزايا .. فأقرأ صحف اليوم والأمس ثم استمع للاذاعة وشاهد التلفاز ثم حدق في أفواه المتحدثين عن الحادثة ، ليست أرقام الضحايا والناجين وحدها هي التي فيها يختلفون ، بل أسباب الكارثة أيضا، والمتأمل يكتشف بلا عناء بأن كل جهة ذات صلة بالطائرة والمهبط تحدثت في الدقائق الاولى من احتراق الطائرة حديثا يوحى للمستمع غير الجيد بأن سيادتها لا صلة لها بالكارثة ، وتجتهد في حديثها على تبرئة ذاتها من المسؤولية ، وهذا شئ طبيعي في بلادنا، والغريب في هذي الديار هو أن تتحمل الجهة المسؤولة – عن أية كارثة – مسؤوليتها وتعلن عنها ثم تحاسب ذاتها بشجاعة قبل أن يحاسبها الآخرون « إن وجدوا ».. والطائرة التى احترقت بركابها ليلة الثلاثاء الفائتة ليست هى الأولى في هذه الشركة ، قبلها تحطمت ثم احترقت طائرة بركابها في بورتسودان ، و- كالعادة – تم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الفاجعة ، ولكن وكأنها احترقت أيضا مع الطائرة لم تخرج لجنة التحقيق للرأي العام بالأسباب ، وعلى تلك اللجنة السابقة ضف لجنة اليوم ونتائجها ثم تذكر كل اللجان الأخرى التي تم تشكيلها في مثل هذه الحوادث – منذ يوم الناصر والي يوم الخرطوم هذا – لمعرفة أسبابها ، ستجد لكل حادثة لجنة ولن تجد لأية لجنة حديثاً يكشف الأسباب ، فالأسباب أيضا تنتهي بانتهاء مراسم ..« دفن الضحايا »..!!
** فلتبحث لجنة التحقيق عن أسباب هذه الفاجعة – ثم تدفنها كما فعلت سابقاتها – فهي المسؤولة عن معرفة الأسباب الفنية التي لا تقبل التكهن والتحليل .. وبعيدا عن تلك الأسباب أعيد الي ذاكرة الرأي العام ماحدث في مطار الخرطوم في مثل هذا الموسم قبل عام .. كان الفصل خريفا ، فهطلت الأمطار وحولت المدرج الي بحيرة استعصت على هيئة الطيران المدني مهام تفريغها ، فاستاءت ادارة الاعلام بشركة الخطوط الجوية السودانية من المشهد فتجولت بكاميرتها في المطار فنقلت البحيرة بكل تفاصيلها الي الرأي العام عبر اعلانات بعض الصحف ، والتفاصيل الموثقة في ارشيف تلك الصحف تكشف لك بأن هيئة الطيران المدني – بكل مواردها – غير قادرة حتى على تصريف مياه الأمطار عن مهابطها .. وهيئة تنتظر الشمس لتجفف لها مياه أرض مطارها لن تكون بعيدة عما حدث للطائرة المشؤومة وركابها ، خاصة حين يعترف بعضهم بأن الحريق اشتعل جزئيا ثم بمرور الوقت اشتعل كليا في كامل جسم الطائرة ، أو كما قال مدير مطار الخرطوم ..بدأ حريقا جزئيا ثم بمرور الوقت اشتعل كليا ، والسلامة الجوية – بكل عدتها وعتادها – هى المسؤولة عن السيطرة على حرائق الطائرات « الجزئية » قبل مرور الوقت الذي بمروره تتحول الحرائق الي « كلية » كما حدث لتلك المنكوبة .. وحسنا قال مدير المطار بأن مرور الوقت ساهم في اشعال النار في كامل جسم الطائرة ، وعلى لجان التحقيق ان تسأله عن الوقت الذي مر دون أن تحظى الطائرة وركابها بعدة السلامة الجوية وعتاد الدفاع المدني .. هذا الوقت الذي مر بين الحريق الجزئي والحريق الكلي مسؤولية الطيران المدني .. ثم السؤال المؤلم : كم من الزمن استغرقت مهمة اطفاء الحريق كليا ..؟.. الساعة لم تعد زمنا قياسيا في مهام السيطرة على حريق طائرة ، فما بالك حين يتجاوز الزمن تلك الساعة بمطار عاصمة البلد ..؟..وان كان ذاك حال تأهب السلامة الجوية بمطار عاصمة البلد ، فما مدى تأهبها بمطارات الولايات ..؟
** تلك تساؤلات على هامش الحادث .. لحين التعمق- يوم السبت باذن الله – في تفاصيل « طائرة عارف اير » ..!!
** عليهم رحمة الله ، ثلاثين كانوا أو أكثر ، حتى رصد واحصاء ضحايا طائرة ركاب أصبح يتطلب في بلادنا أياماً ليكتمل ، ونأمل الا يتطلب عملا كهذا وزارة ذات وزيرين أو هيئة ذات هيكل وظيفي وراتب ومزايا .. فأقرأ صحف اليوم والأمس ثم استمع للاذاعة وشاهد التلفاز ثم حدق في أفواه المتحدثين عن الحادثة ، ليست أرقام الضحايا والناجين وحدها هي التي فيها يختلفون ، بل أسباب الكارثة أيضا، والمتأمل يكتشف بلا عناء بأن كل جهة ذات صلة بالطائرة والمهبط تحدثت في الدقائق الاولى من احتراق الطائرة حديثا يوحى للمستمع غير الجيد بأن سيادتها لا صلة لها بالكارثة ، وتجتهد في حديثها على تبرئة ذاتها من المسؤولية ، وهذا شئ طبيعي في بلادنا، والغريب في هذي الديار هو أن تتحمل الجهة المسؤولة – عن أية كارثة – مسؤوليتها وتعلن عنها ثم تحاسب ذاتها بشجاعة قبل أن يحاسبها الآخرون « إن وجدوا ».. والطائرة التى احترقت بركابها ليلة الثلاثاء الفائتة ليست هى الأولى في هذه الشركة ، قبلها تحطمت ثم احترقت طائرة بركابها في بورتسودان ، و- كالعادة – تم تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الفاجعة ، ولكن وكأنها احترقت أيضا مع الطائرة لم تخرج لجنة التحقيق للرأي العام بالأسباب ، وعلى تلك اللجنة السابقة ضف لجنة اليوم ونتائجها ثم تذكر كل اللجان الأخرى التي تم تشكيلها في مثل هذه الحوادث – منذ يوم الناصر والي يوم الخرطوم هذا – لمعرفة أسبابها ، ستجد لكل حادثة لجنة ولن تجد لأية لجنة حديثاً يكشف الأسباب ، فالأسباب أيضا تنتهي بانتهاء مراسم ..« دفن الضحايا »..!!
** فلتبحث لجنة التحقيق عن أسباب هذه الفاجعة – ثم تدفنها كما فعلت سابقاتها – فهي المسؤولة عن معرفة الأسباب الفنية التي لا تقبل التكهن والتحليل .. وبعيدا عن تلك الأسباب أعيد الي ذاكرة الرأي العام ماحدث في مطار الخرطوم في مثل هذا الموسم قبل عام .. كان الفصل خريفا ، فهطلت الأمطار وحولت المدرج الي بحيرة استعصت على هيئة الطيران المدني مهام تفريغها ، فاستاءت ادارة الاعلام بشركة الخطوط الجوية السودانية من المشهد فتجولت بكاميرتها في المطار فنقلت البحيرة بكل تفاصيلها الي الرأي العام عبر اعلانات بعض الصحف ، والتفاصيل الموثقة في ارشيف تلك الصحف تكشف لك بأن هيئة الطيران المدني – بكل مواردها – غير قادرة حتى على تصريف مياه الأمطار عن مهابطها .. وهيئة تنتظر الشمس لتجفف لها مياه أرض مطارها لن تكون بعيدة عما حدث للطائرة المشؤومة وركابها ، خاصة حين يعترف بعضهم بأن الحريق اشتعل جزئيا ثم بمرور الوقت اشتعل كليا في كامل جسم الطائرة ، أو كما قال مدير مطار الخرطوم ..بدأ حريقا جزئيا ثم بمرور الوقت اشتعل كليا ، والسلامة الجوية – بكل عدتها وعتادها – هى المسؤولة عن السيطرة على حرائق الطائرات « الجزئية » قبل مرور الوقت الذي بمروره تتحول الحرائق الي « كلية » كما حدث لتلك المنكوبة .. وحسنا قال مدير المطار بأن مرور الوقت ساهم في اشعال النار في كامل جسم الطائرة ، وعلى لجان التحقيق ان تسأله عن الوقت الذي مر دون أن تحظى الطائرة وركابها بعدة السلامة الجوية وعتاد الدفاع المدني .. هذا الوقت الذي مر بين الحريق الجزئي والحريق الكلي مسؤولية الطيران المدني .. ثم السؤال المؤلم : كم من الزمن استغرقت مهمة اطفاء الحريق كليا ..؟.. الساعة لم تعد زمنا قياسيا في مهام السيطرة على حريق طائرة ، فما بالك حين يتجاوز الزمن تلك الساعة بمطار عاصمة البلد ..؟..وان كان ذاك حال تأهب السلامة الجوية بمطار عاصمة البلد ، فما مدى تأهبها بمطارات الولايات ..؟
** تلك تساؤلات على هامش الحادث .. لحين التعمق- يوم السبت باذن الله – في تفاصيل « طائرة عارف اير » ..!!
إليكم – الصحافة -الخميس 12 /6/ 2008م،العدد 5381
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]