تحقيقات وتقارير

لاجيء ومتسلل و.. عاجل “اليوم التالي” تتقصّى مأساة “105” من السودانيين العالقين في السلّوم على الحدود المصرية الليبية والسفارة ترد

[JUSTIFY]الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا بعد مقتل القذافي وسقوط نظامه، حدت بالبعض للهروب من هناك نظرا للأحوال الأمنية السيئة. إبان الثورة الليبية خرجت أعداد كبيرة من السودانيين كانت موجودة بليبيا، وعبرت الحدود لتصل إلى الحدود المصرية ثم منطقة السلوم، والتي أنشئ بها معسكر كبير لاستقبال اللاجئين، وتم ترحيل عدد كبير منهم ورجوعه إلى السودان، وتبقى جزء أراد اللجوء إلى بلاد المهجر (أمريكا، أستراليا، كندا)، على أمل أن تنهي مفوضية اللاجئين بالقاهرة إجراءاتهم سريعا، ومعظمهم منتمون لحركة العدل والمساواة، ورفضوا الرجوع للخرطوم بعد اتهامهم بمساعدة القذافي في قتل الثوار الليبيين وقتها، إلا أن بعضهم مازال حتى الآن في معسكر السلوم.

حسناً، السلطات المصرية تريد تفريغ معسكر السلوم هذه الأيام، ومع وجود شكاوى بأن السفارة السودانية لا تساعد ولا تتعاون في رجوع هؤلاء السودانيين إلى أرض الوطن، أوضح مصدر مسؤول بالسفارة السودانية للقاهرة أن كل السودانيين الموجودين في معسكر السلوم هم لاجئون، وأن التعامل معهم يكون وفق مكتب مفوضية اللاجئين التابع للأمم المتحدة، وقال المصدر لـ(اليوم التالي) إن السفارة ليست لها أي علاقة باللاجئ، إلا إذا غير موقفه وخاطب المفوضية بأنه لم يعد يرغب في اللجوء ويريد الرجوع إلى السودان، وبإجراءات معينة تقوم المفوضية بغلق ملف اللاجئ الذي يطلب الرجوع لبلاده، بعدها تخاطب المفوضية من جانبها السفارة السودانية بهذا الأمر، لتقوم السفارة بعدها باستخراج أوراق سفر اضطرارية لعودة هذا الشخص، وأضاف المصدر أن هناك أيضا متسللين، وهؤلاء موضوعهم مختلف، وتابع: “لو تم القبض على المتسلل تقوم السلطات المصرية بمخاطبة السفارة، وهنا يكون الإجراء مختلفا، لأن المتسلل مواطن سوداني، على عكس اللاجئ الذي تخلى عن هويته طلبا للجوء، وتقوم السفارة بعدها بترحيل المتسلل على الفور لأرض الوطن، ولفت المصدر إلى أن هناك تشويشا في هذا الأمر، وأن هناك من يريد أن يظهر أن السفارة لا تتعاون مع رعاياها، وأنها تهملهم وهذا الحديث غير صحيح. فقد أنهت السفارة تماما إجراءات من كل من أراد الرجوع إلى السودان بعد الثورة الليبية، وقامت بالتكفل بإجراءات ترحيلهم بالتعاون مع الخرطوم”.

وكانت (اليوم التالي) قد تلقت اتصالا تلفونيا من سوداني، ودار فحوى حديثه عن كونه عائد من ليبيا، وإنه عالق على الحدود المصرية الليبية، مضيفاً بأن العالقين هناك عددهم 105 سوداني، ويريدون الرجوع إلى السودان، ولا يطلبون من السفارة إلا تسهيل إجراءات عودتهم مع السلطات المصرية، مردفاً بالقول: “لدينا مصاريف ترحيلنا، ولا نريد إلا الانتهاء من الإجراء الرسمي”، وناشد العالق السوداني السفارة بالقاهرة عبر (اليوم التالي) سرعة التحركة نظرا لأوضاعم الإنسانية السيئة على الحدود..

وبالاتصال بالسفارة قال خالد الشيخ قنصل السودان العام في مصر لـ(اليوم التالي) إن هذه المجموعة خرجت من ليبيا في هذه الظروف الأمنية السيئة، وهم الآن على الحدود المصرية الليبية، مضيفا: “لدينا ثلاثة أيام حتى يسمح لهم بالعبور، وخاطبنا السلطات المصرية والأجهزة المختلفة في الخارجية وغيرها، ونحن الآن بصدد أخذ التصريح”، موضحا أن هناك غرفة عمليات بالقنصلية تعمل منذ أسبوع في هذا الموضوع، بتنسيق عال مع قنصلية السودان في بني غازي، وكذلك قنصليتي السودان في أسوان والإسكندرية، وأيضا بالاتصال مع الخرطوم على مدار الساعة للانتهاء من ترحيلهم، وقال إن هناك وفدا من السفارة تحرك أمس (السبت) لتخليص إجراءاتهم على الحدود مع السلطات المصرية. ليتلخص بذلك أمر السودانيين الموجودين في مدينة السلوم المصرية منطقة الحدود مع ليبيا، بتقسيمهم إلى (لاجئين ومتسللين وعالقين)، ويظل التعامل مع السفارة السودانية بالقاهرة مع المتسلل والعالق باعتبارهم مواطنين سودانيين، أما اللاجئ فلم يعد مواطنا وفق رغبته- بأنه لم يعد يرغب في جنسيته وهويته السودانية، وتتحمل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالقاهرة التعامل معه.

ويبقى ملف اللاجئين السودانيين في القاهرة أحد الملفات الشائكة والصعبة، ويحوي كثيرا من التعقيدات التي ستواصل (اليوم التالي) البحث عنها وفتحها في مقبل الأيام.

صحيفة اليوم التالي
أ.ع[/JUSTIFY]