الطاهر ساتي

يلسعون

[JUSTIFY]
يلسعون

** ومن شفافية الأهل بوادي حلفا، زارهم نائب رئيس الجمهورية الزبير محمد صالح ذات عام، وجمع أعيانهم في ساحة مدينتهم، وخاطبهم بالآمال والآلام، ثم فتح باب النقاش الحر موجهاً إياهم بعرض قضاياهم، فنهض أكبر الأعيان سناً ومسك المايك مخاطباً الزبير : ( والله يا السيد النائب ما عندنا مشكلة غير الناموس بالليل و المعتمد بالنهار).. وهكذا تقريباً حال سكان العاصمة هذه الأيام، إذ تلسعهم أنثى الأنوفيلس المقيمة في البرك الآسنة طوال ساعات الليل، ثم تدمي قلوبهم تصريحات المسؤولين و سياساتهم طوال ساعات النهار ..!!

** محمد حسن العمدة، معتمد محلية كرري، نموذجاً.. يعلن عن خصم خمس جنيهات من كل عداد كهرباء لصالح ما يسميه بتوفير المياه للمتأثرين بمدن الفتح..هذا الخصم غير مشروع ما لم يوافق عليه المواطن عبر أجهزة كسولة مسماة – مجازاً – بالتشريعية..لم يعرض المعتمد مقترح الخصم للمجلس التشريعي بالولاية، وكذلك لم يعرض هذا الخصم لمجلس نواب محليته، ولم يناقش فيه البؤس المسمى باللجان الشعبية، بل يفرضه على المواطن فرضاً عبر (عداد الكهرباء).. وهكذا هم، كما لايحترمون شعبهم لا يحترمون قوانينهم أيضاً..!!

** على وزارة الكهرباء اليقظة بحيث لا يحول مثل هذا المسؤول وغيره حاجة الناس إلى الكهرباء إلى ( مآربهم الجبائية).. دمج فاتورة المياه مع فاتورة الكهرباء لم يكن مشروعاً حسب القوانين واللوائح، ومع ذلك وافق المواطن مكرهاً وآملاً في تحسين خدمات المياه، فليس من العدل أن يدمج هذا المسؤول وغيره الجبايات والآتاوات مع فاتورة الكهرباء أيضاً، أوكما يعلن معتمد كرري..لو صار المواطن غير جدير بالإحترام لحد فرض الجبايات عليه عبر فواتير الخدمات، فاحترموا أجهزتكم المسماة – مجازا – بالتشريعية، مجلساً ولائياً كان أو برلماناً قومياً..!!

** ثم المدهش، معتمد كرري الذي يعترف – بالخصم غير المشروع – بعجزه عن توفير المياه للمتأثرين بمدن الفتح من الموارد المشروعة، يتجاوز ذاك الإعتراف العملي ويكابر بتصريح فحواه : ( الصحف تبث الشائعات وتنشر أخبار مضللة، و( 95%) من الإغاثة وفرتها حكومة الخرطوم للمتأثرين)..تأملوا الفعل والقول، وما بينهما من تناقض صريح ..حكومته عاجزة عن توفير المياه للمنكوبين بالفتح لحد إعتمادها على المواطن في التوفير بفرض خمسة جنيهات على فاتورة كهربائه، ومع ذلك يزعم أن حكومته وفرت (95%) من الإغاثة للمنكوبين .. إن كانت قدرة خزينة حكومته ومقدرتها بهذا الحجم من العطاء (95%)، فلماذا يتمادى سيادته في إرهاق المواطن بفرض جباية مقدارها خمس جنيهات ؟.. تناقض ما بين القول والفعل، ليس إلا ..!!

** فالحكومة، بكل مستوياتها، لم تقدم للمنكوبين غير زيارات المسؤولين والتصوير بجانب الضحايا أو التحليق فوقهم بالطائرات، ثم الوعود البراقة والنصائح التخديرية التي تدعوا الى الصبر و الإيمان بالقضاء والقدر .. تلك هي المساعدات التي قدمتها الأجهزة المركزية والمحليات والولايات للمنكوبين.. وشكراً للدوحة والرياض والقاهرة والسفارة الأمريكية و اليابانية وغيرها من السفارات والعواصم والمنظمات الدولية..ثم شكراً لشباب نفير و صدقات ولمة الخير وغيرها من الجهد الشعبي..لولا تلك العواصم وهذه المنظمات – وهؤلاء الشباب – لجرف الجوع والمرض من تبقى من السيول ..!!

** المهم، ما يقدم عليه معتمد كررى من خصم، ثم حديثه حول الدعم الحكومي، يًلسع المواطن بالنهار بذات آلام لسعة الناموس بالليل ..ثم، نقرأ ما يلي نصا : (العالم يحسد السودان على آمنه وإستقراره)، أو هكذا يلسع مهدي إبراهيم – رئيس كتلة الحزب الحاكم بالبرلمان – عقول الناس .. مكافحة لسعات الناموس بالليل مقدور عليها بالناموسيات، ولكن كيف يُكافح المواطن لسعات المسؤولين بالنهار ..؟؟[/JUSTIFY]

إليكم
[email]tahersati@hotmail.com[/email]