جعفر عباس

بئس المدد (1)

[JUSTIFY]
و بئس المدد (1)

عندما انهال على الحبيب الراحل غازي القصيبي رحمه الله تريقة بالشعر الذي حرص على نشره في جريدة الوطن السعودية عاما تلو عام كلما حلت ذكرى يوم مولدي في 1 سبتمبر، أدركت أنني غلطان ثم غلطان لأنني أدافع عن السودانيين من طرف، لا أميز بين الجنجويد والمرمويد (وهذا كما قال لي قارئ سوداني سلالة من النساء المرغوب فيهن كزوجات، والمقصود بالمرمويد المرأة التي تركب مرسيدس ولديها كذا موبايل من الأصناف الفارخة الإكس لارج).. فقد ناشدت السودانيين ان يهبوا للوقوف إلى جانبي في وجه الـ«غازي» العربي الذي استغل ذكرى يوم مولدي للتشهير بي والاستخفاف بتطلعاتي المشروعة: بذمتكم يا أهل الخليج والجزيرة العربية ألا تحسون بالخجل لأن خبيرا أجنبيا مثلي قضى بينكم أكثر من ثلاثين سنة من دون ان يتسنى له امتلاك مرسيدس حتى ولو موديل عام الفيل؟ ثم يأتي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله وغفر له، ويقدم لي مرسيدس «من أفضل الأجناس»، مصنوعة من الهيدروجين وثاني أوكسيد الكربون!! المهم ان القصيبي ألف قصيدة حولي كلها تريقة واستخفاف بتطلعاتي البرجوازية وحرض ام الجعافر على خلعي بالزعم بأنني متيم برزان وروبي (مع أنني أعتزم تشكيل تنظيم اسمه «حسم» وهذه اختصار لـ«حركة سحل المذيعات والمطربات» وأتخصص في اختطافهن وإجراء جراحات لهن تعيدهن إلى حالاتهن الأصلية القردية).. واستنجدت بشعراء السودان ليعرف القصيبي ان ابا الجعافر مسنود، ولكن لم يقف معي إلا واحد من بني قومي النوبيين.. ولسوء حظي فإن قبيلتا الشايقية والجعليين تنجبان أشعر أهل السودان، وبينهم وبين أهلي النوبيين ما صنع الحداد، (يا جماعة سألتكم كذا مرة ماذا فعل الحداد بالضبط حتى صار هذا المثل مقترنا به) فأفراد القبيلتين يعيشون على وهم أنهم عرب، بل ان الجعليين يزعمون أنهم من سلالة العباس رضوان الله عليه (ربما كانت تلك حيلة للمطالبة بإعادة التوطين في الحجاز.. والشايقية كانوا (اكرر كانوا) أهل فروسية وحرب وتعلموا الحلاقة على رؤوس أهلي النوبيين بعد ان دالت دولتنا.. ورغم ان الجعلي يعتبر الشايقي أسوأ من شارون والعكس صحيح إلا أنهما وعندما يتعلق الأمر بالنوبيين يقفان صفا واحدا.
وهكذا تباروا في تزويدي بالقصائد ردا على قصيدة القصيبي التي لو قال فيها بحقي معشار ما قاله في مدح «الفول» لصرت من المشاهير ونمت قرير العين.. هاشم طه محمد المقيم في الرياض كتب قصيدة مطلعها: أتاك أبو يارا بقولٍ نصفه عارٍ/ وقول نصفه كاسي/ وألقى الدر من كلمٍ/ فأثرى العقد بالماس… بداهة ألقيت بقصيدته من الشباك لأن المطلوب هو الانتصار لي وليس مدح أبو يارا (القصيبي)، والقول إن تريقته الشعرية عليّ عقد ماس يطوق عنقي!.. وتناولت قصيدة لشايقي اسمه علاء الدين شاموق كان مطلعها شهدا وقلبها زفتاً: صديقي ابن عباس/ بحقٍ أجدع الناس/ فأنت الفخر للسودان/ من سوبا لتنقاسي (بلدتان في السودان الشقيق الذي سأعمل على شقه إلى عدة دول).. وبعدها ينتهي العسل: فما قال القصيبي لكَ/ لا يخفى على الناس/ بحق قال كل الحق/ وذكَّر كل متناسي/ فجاءَ قصيدُه فصلا/ مبِينا ثابتا راسي.. بل ومثل صاحبه طه، يرى شاموق انه يكفيني فخرا ان القصيبي هجاني: ألا يكفيك من فخرٍ/ (قفا نبكِ) ابن عباس؟ ثم يحرض القصيبي علي: لماذا لم يعرج قط/ على ذكر الفتاة نانسي/ وأيضا لم يذكرنا بعمرك أيها الناسي. (يقصد نانسي عجرم عجرمها وعرجمها الله حتى تعود كالعرجون القديم).
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]