جعفر عباس

و بئس المدد (2)

[JUSTIFY]
و بئس المدد (2)

كان مرد استهداف الشاعر الحبيب غازي القصيبي رحمه الله لشخصي، هو أنني وعندما هتف يهود بريطانيا ضده عندما كان سفيرا للسعودية في لندن، وكتب قصيدته التي مجّد فيها الشهيدة آيات الأخرس- كتبت في مجلة المجلة قائلا ان الاسم الأصلي للشاعر هو غازي الهضيبي، (والهضيبي كما قد لا يعرف الكثيرون أبرز مؤسسي حركة الإخوان المسلمين في مصر بعد حسن البنا) وكنت أكثر الناس سعادة بإسناد حقيبة الكهرباء والماء اليه بعد انتهاء ولايته كسفير للسعودية في لندن، بل وزرته في مقر إقامته المؤقت في الرياض فور عودته من لندن، وكنت بذلك أهنئ نفسي بأن الصدمات الكهربائية التي سيتلقاها والتفكير في توفير مصادر المياه سيؤدي إلى شل قدراته الشعرية.. ثم تضاعفت فرحتي بنقله إلى وزارة العمل وأدركت ان ذلك نتج عن «عمل» أعددتُه له، وكنت موقنا بأن التفكير في حل مشكلة البطالة في السعودية سيجعله عاجزا حتى عن كتابة قصيدة من شاكلة رائعتي: من نارك يا جافي/ أنا طالب المطافي.. وإذا بالحكومة السعودية (ربما نكاية بي) تخصص له المليارات لتدريب وتشغيل الشباب، مما أبطل مفعول ذلك «العمل»، ورفع معنوياته فاسترد عافيته الشعرية، وكنت أنا الضحية، فصار كلما جاءت ذكرى يوم مولدي في الأول من سبتمبر، نشر قصيدة «يهزئني» فيها، فكان أن طلبت المدد من شعراء السودان فجاءتني قصيدة واحدة من شاعر نوبي هو السفير دهب خيري الذي وقف إلى جانبي، ثم تبارى الشعراء الجنجويد (عرب من الجن يركبون الجياد على ذمة بعض أهل دارفور في غرب السودان).. المهم تباروا في التعقيب على القصيدة التي كتبها القصيبي بمناسبة ذكرى يوم مولدي في الأول من أيلول الأسود.. كان من بينهم هاشم طه المقيم في الرياض، وعلاء الدين شاموق المقيم في الجبيل بالمنطقة الشرقية بالسعودية، وثالثهم عوض عبدالله وهو جعلي (أولئك الذين يزعمون أن العباس هو جدهم) ويقيم في الدمام.. ولم يكن في أي من قصائد هؤلاء الجنجويد ما يحمل ابو الجعافر على الابتسام، لأنها كانت في واقع الأمر تنتصر للقصيبي.. يقول عوض مخاطبا أهله أحفاد العباس: فكيف تناصرون فتى بدينٍ/ على العربي من أهل المدينة (بدين هي موطني في شمال السودان ونقل الشاعر عوض، القصيبي من الإحساء إلى المدينة المنورة لجعل البون بيني وبينه شاسعا) ثم يواصل الشاعر الاستعلاء العرقي مستذكرا انني نوبي: فجعفر أجنبي باتفاقٍ/ وغازي منكمو نسبا ودينا/ أبا يارا ألا فاشدد عليه/ واذهِب غيظ قوم مؤمنينا/ فإن لسانه لم يبق خِلاً/ يناصره ولا متعاطفينا!! سأصفي حسابي مع عوض وشاموق وطه عبر الصحف السودانية ولكن ألفت نظر القارئ إلى ان الشعراء الثلاثة يعملون في السعودية، والقصيبي وزير العمل في السعودية!!!!!!!!! فهمت؟ عليك نور! ولكن اللهم لا شماتة فخلال فترة قصيرة فعلت المليارات التي حصلت عليها وزارة القصيبي (العمل) مفعولها، ولم يتم استثناء السودانيين العاملين في الرياض والجبيل والدمام من «السعودة».
وإني لمن معشر أفنى أوائلهم/ قيل الكماة ألا أين المحامونا،.. وطالما ان كل عشرة أشخاص في السودان صاروا يشكلون حركة تحرير فابشروا بمولد الدولة النوبية وليبحث «عرب» السودان عن جذورهم في الجزيرة العربية لأن السودان من أقصى شماله إلى جنوب الخرطوم نوبي وإذا كان لليهود ان يعودوا بعد 3000 سنة إلى مكان عاش فيه بعض أجدادهم فمن حقنا نحن النوبيين ان نقيم دولتنا في مكان لم نغادره قط.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]