طب وصحة

‏ السمنة.. ثاني أكبر سبب للوفاة في العالم


أصبح العالم اليوم في قبضة وباء السمنة الذي يهدد النظام الصحي العالمي “في ‏كل بلد” بأمراض عديدة كداء السكري، أمراض القلب، وقِصر عمر الأجيال ‏القادمة هذا ما حذر منه العلماء في مؤتمر الصحة العالمي للسمنة. ‏

وقد أشار البروفسور بول زيميت، رئيس اللقاء الذي ضم أكثر من 2500 خبير ‏وعالم في مجال الصحة للحاضرين في خطابه الافتتاحي من أن السمنة وباء خطير ‏لا يقل أهمية عن انفلونزا الطيور أو التغير المناخي العالمي.‏

هذا وقد أشار خبير آخر في هذا اللقاء أن “التكلفة التي استخدمت لمعالجة ‏الاضطرابات الصحية التي تعود أسبابها إلى الزيادة في الوزن من الصعب قياسه ‏على ميزان عالمي لكنه قد تم تقدير التكلفة بمليار دولار سنوياً ببلدان كأستراليا، ‏بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.‏

وأكد البروفسور فيليب جيمس “رئيس قوة الضرائب العالمية التي تأسست من قبل ‏المنظمات الطبية التي لها علاقة بالمشاكل الناتجة عن الوزن” أن المشكلة ليست ‏علمية وطبية فحسب، إنما هي مشكلة اقتصادية هائلة، تؤثر على كل نظام طبي ‏وصحي في العالم. هذا ويقول الخبراء أنه من أكثر المشاكل المقلقة الارتفاع ‏الصاروخي السريع جداً للسمنة عند الأطفال مما جعلهم أكثر عرضة للأمراض ‏المزمنة خصوصاً مع تقدمهم بالعمر مما قد يقصر من عمرهم.‏

وربما يكون هذا الجيل هو من أول الأجيال الذي يتوقع أن يموت قبل والديه، ‏بسبب المشاكل الصحية التي يعاني منها نتيجة الوزن.‏

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليار بالغ في العالم يعانون من فرط ‏الوزن و300 مليون منهم يعتبرون بدينين جداً مما يعرضهم للخطر من الإصابة ‏بأمراض كداء السكري، مشاكل قلبية وارتفاع ضغط الدم، جلطات قلبية وبعض ‏أنواع السرطانات.

وأن عدد الأشخاص البدينين اليوم “يعانون من زيادة وزن” في ‏أنحاء العالم أكثر بكثير من الذين يعانون من نقص تغذية الذين هم حوالي 600 ‏مليون.‏

وحسبما أوردت منظمة الصحة العالمية، مشكلة السمنة أصبحت الآن تنتشر على ‏نحو متزايد في الدول الأكثر فقراً. فقد كانت البدانة في وقت من الأوقات ‏محصورة على الدول ذات الدخل المرتفع، إلا أنها تشهد الآن ارتفاعاً هائلاً في ‏البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وبصفة خاصة في الأماكن الحضرية. ‏

وتقدر المنظمة ان 1.6 مليار بالغ في أنحاء العالم لديهم زيادة في الوزن وأن 400 ‏مليون بالغ على الاقل بدناء.‏
وتتوقع المنظمة أن يصل عدد من يعانون زيادة في الوزن بحلول عام 2015 الى ‏حوالي 2.3 مليار من البالغين وأن يصل عدد البدناء الى أكثر من 700 مليون ‏بالغ.

وتقول جوسفينا فوستو، الخبيرة في مجال الصحة في جامعة غوادالاخارا، إن ‏السبب وراء انفجار البدانة هو التغيير الجذري الذي حدث في نمط التغذية نتيجة ‏الاندماج المتزايد للبلدان في الاقتصاد العالمي. ‏

وبعبارة أخرى، فهم يأكلون الكثير من الوجبات السريعة. وأوضحت: “قبل قرن ‏من الزمن، كان أكبر تحد لدينا يتمثل في سوء التغذية. واليوم أصبح التحدي يتمثل ‏في زيادة المأكولات الغنية بالكولسترول والزيوت المشبعة والسكر والملح”. ‏

البدانة ترفع حالات الإصابة بالسرطانات ‏
انتشرت الأمراض المرتبطة بالبدانة على نطاق واسع حيث أشارت احصائيات ‏حديثة إلى أنه يمكن تفادي حوالي 10 في المئة من جميع حالات الإصابة ‏بالسرطانات في الولايات المتحدة أي أكثر من 100 ألف حالة سنويا إذا أمكن ‏التخلص من زيادة الوزن والبدانة. ‏

وقال جراهام كولديتش في مؤتمر صحفي في مقر الرابطة الأمريكية لأبحاث ‏السرطان إن التوقعات الجديدة مستمدة من مراجعة لدراسات منشورة وأرقام تم ‏تحديثها لتقرير الوكالة العالمية لأبحاث السرطان الصادر عام 2002 وبيانات من ‏الدراسة الثانية لصحة الممرضات والتي تضم 116686 امرأة. ‏

وقال كولديتش وهو من كلية طب الصحة العامة بجامعة هارفارد إن تطبيق ‏المستويات الأمريكية الحالية لزيادة الوزن والسمنة يوضح أن 14 في المئة من ‏حالات الإصابة بسرطان القولون أي أكثر من 14 ألف شخص يمكن تجنبها عن ‏طريق تفادي زيادة الوزن أو البدانة. ‏

وأضاف أن التخلص من زيادة الوزن أو البدانة يؤدي إلى “تجنب 11 في المئة من ‏حالات سرطان الثدي أي أكثر من 18 ألف امرأة و49 في المئة من سرطان ‏بطانة الرحم أي حوالي 20 ألف امرأة و31 في المئة من حالات سرطان الكلى أي ‏أكثر من 11 ألف شخص”. ‏

وأضاف أن القضاء على زيادة الوزن أو البدانة يجعل من الممكن “تجنب 39 في ‏المئة من الإصابات بسرطان المريء أي 5500 حالة و14 في المئة من الإصابات ‏بسرطان البنكرياس أي 4500 حالة و20 في المئة من الإصابات بسرطان الغدد ‏الليمفاوية أي أكثر من 11 ألف مريض و17 في المئة من المصابين بأورام ‏نخاعية متعددة”. ‏

وقال كولديتش إنه بالنظر إلى الانتشار المتزايد للبدانة في الولايات المتحدة فإن ‏هذه التقديرات متحفظة. ‏

وتابع قائلا “يمكن أن نخلص بوضوح إلى أن زيادة الوزن والبدانة عند البالغين ‏تؤدي إلى إصابتهم بالسرطان وأن المعدلات المتنامية للبدانة في الولايات المتحدة ‏تؤدي إلى زيادة مستمرة لعبء الاصابة بالسرطانات”. ‏

وقال إن البيانات “تعزز أهمية توجيه رسالة إلى البالغين لتجنب زيادة الوزن ‏وضرورة أن يعملوا على إنقاص وزنهم… إذا كانوا مصابين بزيادة الوزن أو ‏البدانة من أجل تقليل خطر الإصابة بالسرطانات وأمراض مزمنة أخرى مثل ‏البول السكري وأمراض القلب والجلطات”. ‏

وتشير الإحصائيات التي أجرتها المؤسسات الصحية أن البدانة الى جانب ‏الأمراض السرطانية فهي تترافق ايضا مع حالات مرضية أخرى خطيرة كمرض ‏السكري والسكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي واعتلال الكبد والمرارة.

و تؤكد ‏الإحصائيات أن كل شخص يتجاوز وزنه المرغوب بنسبة 40% يزداد احتمال ‏وفاته بمرض الشريان التاجي بمقدار الضعف، وأن الشخص الذي يتجاوز وزنه ‏الوزن المرغوب بنسبة 20 إلى 30% يزداد احتمال وفاته بمرض السكري بمقدار ‏ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا تتجاوز أوزانهم ذلك الوزن المحدد ‏صحيا.‏

هناك مخلفات أخرى مباشرة للبدانة، حيث تساهم في ارتفاع ضغط الدم الذي يعتبر ‏بحد ذاته عاملاً خطيراً في التسبب بمرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية. ‏

البدانة تقصّر العمر ‏
خلصت دراسة حديثة اشتملت تحليل 57 بحثاً علمياً تضمنت قرابة 900 ألف ‏شخص، إلى أن البدانة قد تقصر عمر المصابين بها بنحو عامين إلى أربعة أعوام ‏في المتوسط، وقد تصل إلى ما بين ثمان إلى عشر سنوات بين من يعانون من ‏سمنة مفرطة.‏

تأتي نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية “لانست” العلمية، كخلاصة لعدد من ‏الأبحاث قام بها سير ريتشارد بيتو، من جامعة أكسفورد البريطانية وفريق ضم ‏عشرات الباحثين حول العالم، للوقوف على مدى ارتباط “مؤشر كتلة الجسم” ‏‏”‏BMI‏” والوفيات.‏

وكذلك فقد تناولت الأبحاث كيفية تأثير التدخين على هذه الروابط، ومدى مخاطر ‏الوفاة لأسباب محددة قد تنجم عن البدانة.‏

وشملت الدراسة 897 ألف و576 مشارك، معظمهم من الولايات المتحدة ‏الأمريكية وأوروبا، في سن الـ46 عند بدء الدراسة، وبلغ متوسط “مؤشر كتلة ‏الجسم” عند كافة المشاركين 25.‏

ويبلغ “مؤشر كتلة الجسم” للشخص الطبيعي ما بين 18.5 إلى 24.9، ويرتفع إلى ‏ما بين 25 إلى 29.9 بين من يعانون من زيادة في الوزن، ويصل إلى 30 أو ‏أكثر للبدناء.‏

واستبعدت الدراسة وفاة المشاركين، من نساء ورجال، من تراوح “مؤشر كتلة ‏الجسم” لديهم بين 22.5 و25 خلال فترة المتابعة، وهي ثمانية أعوام في المتوسط، ‏إلا أنه ومع اكتساب كل 5 نقاط في مؤشر حجم الجسم، تزايدت مخاطر الوفاة ‏بمعدل 30 في المائة، جراء أمراض القلب، أو السكري، أو الكلى أو الكبد.‏

كما رافق تزايد “مؤشر كتلة الجسم” ارتفاعاً في معدلات الوفاة بسبب أمراض ‏السرطان.‏
وخلصت نتائج البحث إلى أن أعمار من يصل “مؤشر كتلة الجسم” لديهم إلى 30 ‏وحتى 35، أقصر بواقع عامين وحتى أربعة أعوام، مقارنة بأولئك الذين يتراوح ‏‏”مؤشر كتلة الجسم” لديهم ما بين 22.5 وحتى 25.‏

وانخفض متوسط أعمار من يصل “مؤشر حجم الجسم” لديهم بين 40 إلى 45، ما ‏بين ثمانية إلى عشرة أعوام.‏

وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك نحو 1.6 مليار من البالغين “15 عاماً فما ‏فوق” يعانون من فرط الوزن، وما لا يقلّ عن 400 مليون من البالغين الذين ‏يعانون من السمنة.‏

البدانة تسبب الصداع النصفي‏
أشار باحثون أمريكيون إلى أن البدانة ترفع مخاطر الإصابة بالصداع النصفي ‏وهو أحدث مشكلة صحية يجري الربط بينها وبين الزيادة الكبيرة في الوزن. ‏

وقال الباحثون إن الأشخاص البدناء في المرحلة العمرية من 20 إلى 55 عاما من ‏المرجح بشكل أكبر أن يبلغوا عن شعور بصداع نصفي أو صداع آخر حاد.

وأبلغت 37 في المئة من النساء اللاتي يعانين بدانة في البطن عن تعرضهن لمثل ‏هذا الصداع مقارنة مع 29 في المئة من غير البدينات. وبالنسبة للرجال قال 20 ‏في المئة من الذين يعانون بدانة في البطن إنهم تعرضوا لصداع نصفي مقارنة مع ‏‏16 في المئة من غير البدناء. ‏

وتستند النتائج إلى معلومات عن 22 ألف شخص شملتهم دراسة صحية كبيرة ‏للحكومة الأمريكية. ‏

وقال الدكتور لي بيترلن بكلية طب جامعة دريكسيل في فيلاديلفيا وهو أحد ‏الباحثين “الآن يتعين أن نبحث عن أدلة علمية تؤكد أن فقدان الوزن يساعد في ‏تقليل احتمالات الإصابة بالصداع النصفي.” ‏

وقال بيترلن الذي ستقدم نتائجه في اجتماع مقبل للأكاديمية الأمريكية لعلم ‏الأعصاب في سياتل “نعرف أن الدراسات أظهرت أن التمرينات والنشاط ‏يساعدان الحالة المزاجية. لذلك فليس من غير المنطقي الاعتقاد بأنهما قد يساعدان ‏بالفعل في تحسين الصداع”. والصداع النصفي هو صداع حاد ربما يصاحبه أيضا ‏الدوار والقيء والحساسية للضوء والضوضاء، وهو أكثر شيوعا بين النساء.‏

مشاكل في الخصوبة ‏
قال باحثون إن النساء اللواتي ينتقل إليهن جين وراثي مسؤول عن زيادة الوزن قد‎ ‎يسبب لهن أيضاً مشاكل الإنجاب الناتجة عن تعدد أكياس المبيض‎ .‎وتحمل أكثر من ‏نصف النساء البيضاوات الأوروبيات نسخة عن جين‎ “F TO”‎، وهو ما يعطي‎ ‎أوضح فكرة عن الأسباب التي تجعل البعض يملن إلى البدانة دون غيرهن‎.‎‏

كما ‏توصل باحثون في أكسفورد‎ ‎وامبيريال كولدج لندن، إلى أن الجين نفسه قد يسبب ‏متلازمة تعدد أكياس المبيض. وحلل الدكتور توم باربار وفريق البحث جين‎ ‎‎”FTO” ‎عند 463 مريضة يعانين متلازمة‏‎ ‎تعدد أكياس المبيض وقارنوا حالتهن ‏بحالة 1336 امرأة أخرى، إذ تبين لهم أن نسخة هذا‏‎ ‎الجين التي أطلق عليها “جين ‏البدانة” أكثر شيوعاً عند اللواتي يعانين هذه الحالة،‎ ‎ولاسيما عند البدينات منهن‎.‎‏

‏وفي هذا السياق قال الدكتور باربار: “إن فقدان كمية خفيفة من الوزن قد تؤثر في‎ ‎هذه الحالة”، مضيفاً “ان هذه الحالة تترافق دائماً مع البدانة وهي وراثية وشائعة‎ ‎وتؤثر في امرأة من بين 10 في سن الإنجاب، وقد تسبب الكثير من مشاكل ‏الإنجاب‎”

.‎ومن عوارض هذه الحالة عدم انتظام العادة الشهرية عند المرأة أو ‏فقدانها تماماً،‎ ‎وظهور حبوب الشباب على الوجه، وزيادة كبيرة في شعر الجسم، ‏وزيادة الوزن، ومشاكل‎ ‎الإنجاب عند النساء بشكل عام‎.‎

كما توصل فريق من الباحثين الاسكتلنديين إلى دليل علمي يؤكد علاقة زيادة ‏الوزن بتأخر الإخصاب، مؤكدين أن ارتفاع قيم معامل الكتلة للجسم، ارتبط ‏بتراجع حجم السائل المنوي عند الرجال وزيادة إنتاج الجسم لحيوانات منوية غير ‏طبيعية، تعاني من خلل ما. ‏

وأشار الدكتور أغياث الشايب المختص من جامعة أبردين الاسكتلندية، إلى أنه ‏توجد فروق واضحة في نتائج تركيز الحيوانات المنوية بين المجموعات ‏المشاركة، كما اتضح أن نتائج التحليل عند الرجال في المجموعة الثانية، والذين ‏تمتعوا بأوزان مثالية، أظهرت أن حجم السائل المنوي كان لديهم أكبر، مقارنة مع ‏المشاركين الآخرين.‏

وأوضحت الدراسة أنه قد يتوجب على الرجال البدناء الذين يرغبون بإنجاب ‏الأطفال، خفض أوزانهم قبيل السعي إلى ذلك بهدف زيادة فرص حدوث الحمل ‏عند الزوجات، ليحققوا بذلك حلمهم في أن يصبحوا آباء.‏

وخلصت الدراسة إلى أن خطر البدانة لا يقتصر فقط على الأوعية الدموية للقلب، ‏ولكن الضرر يصيب أيضاً الأوعية الدموية للعضو الذكري، ويتسبب بضعف ‏الانتصاب والخلل في نشاط القناة البولية.‏

وفي نفس الصدد، كان هناك الاعتقاد السائد بين الأطباء أن البدانة سبب أساسي ‏في عدم قدرة الزوجين علي حدوث الإخصاب وتأخر الحمل‏,‏ إلا أن هذا الاعتقاد ‏كان ينقصه الإثبات،‏ وتقدم الدراسة الجديدة أول دليل علمي يؤكد تأثير البدانة على ‏نوعية البويضات‏.‏

وأشارت الدكتورة كادينس مينج أستاذ الصحة الانجابية بمركز أبحاث جامعة ‏أديليد، إلى أنها توصلت من خلال تجاربها إلى طريقة لمقاومة التأثيرات السلبية ‏للبدانة على البويضات وتمكينها من الاستمرار في النمو وتكوين أجنة صحيحة‏،‏ ‏حيث أكدت نتائج أبحاثها على الفئران أن الإكثار من تناول الوجبات المشبعة ‏بالدهن يدمر البويضات المخزنة في مبيض الأنثى ويجعلها عند إخصابها غير ‏قادرة على تحمل التطور والنمو الطبيعي إلى أجنة أصحاء‏.‏

واكتشفت مينج أنه يوجد بروتين في الخلايا المحيطة بالبويضات يسمي‏‏ “بيروكسي ‏سوم بروليفيريتور المحفز بمستقبل جاما‏”‏ يقوم بدعم وتغذية البويضات‏,‏ وأنه يلعب ‏دوراً رئيسياً في العقم بسبب نوعية الغذاء‏، كما أنها‏ وجدت أن سلوك هذا البروتين ‏هو الذي يحدد طريقة استجابة البويضات للدهون‏، ولذلك يساعد التحكم فيه ‏والسيطرة عليه في مقاومة العقم الناتج عن زيادة محتوى الغذاء من الدهن‏.‏

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تعد بداية حقيقية للفهم العلمي الذي يؤدي فيما ‏بعد لحل علمي لمشكلة ضعف التبويض لدى البدينات،‏ كما إنها يمكن أن تسمح ‏للمرأة بتعظيم احتمالات حدوث الإخصاب والحمل الصحي‏.‏ ‏

أما عن علاقة السمنة في الجماع، يؤكد الدكتور محمد أحمد عيسى أستاذ الغدد ‏الصماء والسكر والسمنة بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، أن السمنة لا ‏تؤثر على الجماع إلا في بعض الحالات التي تكون فيها السمنة مصاحبة لتأثيرات ‏على هرمون الذكورة ، وفي هذه الحالة يمكن أن تؤثر على الجماع ولكنها في ‏حالات خاصة جداً.‏

إيقاف زحف البدانة
ومن أجل مكافحة آفة البدانة، يوصي الأطباء عموما بتغيير نمط الحياة. فالتغذية ‏الزاخرة بالخضار والحبوب ومنتجات الحيوان القليلة الشحوم او الدهون يمكن أن ‏تسهم في تفادي السمنة او الوزن المفرط من خلال خفض عدد السعرات الحرارية ‏المستهلكة، كما ان زيادة النشاط الجسماني او التمارين الرياضية يمكن ان ترفع ‏من عدد السعرات الحرارية المستنفدة.‏

وتتعاون المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها مع منظمة الصحة ‏العالمية في مشروع الاستراتيجية العالمية للحمية، والنشاط الجسماني والصحة. ‏ولدى هذا البرنامج أربعة أهداف أساسية هي: خفض العوامل الخطرة على الصحة ‏مثل الأمراض المزمنة؛ زيادة الوعي بالبدانة وفهمها؛ تأسيس خطط عمل عالمية، ‏وتشجيع الأبحاث.

وقد تم العمل بهذا البرنامج في أيار/مايو 2004 ومنذ ذلك العام ‏أرست 38 حكومة سياسات بخصوص تنفيذ هذه البرنامج على صعيد محلي.‏

وفي العام 2007 بالولايات المتحدة موّل “برنامج التغذية والنشاط الجسماني منعا ‏للبدانة وأمراض مزمنة أخرى”، التابع لمراكز ضبط الأمراض والوقاية منها ‏نشاطات الوقاية من البدانة وضبطها في 28 ولاية أميركية.

ويرمي ذلك البرنامج ‏الى تخفيض معدلات البدانة من خلال تشجيع النشاط الجسماني واستهلاك كميات ‏أكبر من الفاكهة والخضار، وزيادة الرضاعة وأمدها، وخفض استهلاك الأغذية ‏المكثفة بالسعرات الحرارية والمشروبات المحلاة بالسكر، هذا الى جانب الإقلال ‏من مشاهدة التلفزة.‏

اما المركز القومي للسكّري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى فقد افتتح مؤخرا ‏وحدة أبحاث الأيض السريري وذلك كجزء من الخطة الاستراتيجية للمؤسسة ‏القومية للصحة الخاصة بأبحاث البدانة. وهذه الوحدة، كما جاء في موقعها ‏الإلكتروني، “صممت للترويج لنهج أبحاث متعاون، يجمع معا خبراء من حقول ‏الأيض، وعلوم الغدد الصمّاء، والتغذية وبيولوجيا القلب والشرايين، واختصاص ‏الجهاز الهضمي، واختصاص الكبد، والعلوم الوراثية والعلوم السلوكية.”‏

ويقوم كونغ تشين، مدير وحدة أبحاث الأيض في المؤسسة القومية للسكري ‏وأمراض الجهاز الهضمي والكلي، بدراسة الفوارق في احراق الطاقة في افراد ‏سميني ونحيلي الجسم مستخدما أجهزة قياس وسعرات حرارية غير مباشرة تقيس ‏احراق الطاقة من خلال معاينة الحرارة.‏

ويقول تشين: “نحن، شخصيا، معنيون بفهم كيف يستجيب بعض الأفراد بصورة ‏مختلفة للحمية والتمارين الرياضية وفقدان الوزن وزيادة الوزن. ونحن نعتقد ان ‏بعض الأفراد قد يكونون أكثر تكيفا من غيرهم من خلال تغيير أيضهم للطاقة اي ‏كم هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقونها وما هي مصادر هذا الإحراق ‏وتحت أية حوافز. وفي العادة فان هذه التغييرات تكون بسيطة لكنها قد تتصف ‏بأهمية بالغة لأنها تؤثر على وزن أجسامنا على مدى الزمن.”‏

وهناك عدة دوريات علمية، موضوع البدانة كما ان جمعية علمية تدعى جميعة ‏البدانة او ‏Obesity Society‏ تصدر مجلة بعنوان “البدانة” ويعمل احد أعضاء ‏هذه الجمعية ستيفن سميث، الأستاذ في مركز بينيغتون للأبحاث الإحيائية الطبية، ‏في مجال رعاية المرضى والأبحاث.‏

وفي دراسته تبين لسميث ان الناس من ذوي الخلايا العضلية التي تحرق الشحم هم ‏أنحف من أولئك ذوي الخلايا التي تفضل الغلوكوز.‏

وأضاف سميث: “نحن مهتمون جدا باكتشاف كيف يمكن للمرء ان يعيد برمجة ‏خلاياه بحيث تفضل هذه وقودا مختلفا من خلال تعديل أصناف المأكولات التي ‏يتناولونها.”‏

وتشير إسقاطات المنظمة أيضاً إلى أنّ نحو 2.3 مليار من البالغين سيعانون من ‏فرط الوزن، وأنّ أكثر من 700 مليون سيعانون من السمنة بحلول عام 2015.‏
المصدر :العرب اونلاين