بنات السياسيين .. ابن الوز عزام
«الإنتباهة» طرحت عدة تساؤلات منها: هل البيئة السياسية فى المنزل كان لها دور فى ولوجهن لعالم السياسة ام الجينات الوراثية التي اختلف فيها علم النفس وغيرها من تساؤلات.
فرصهم أكبر
القيادي بحزب الأمة عبد الرسول النور قال في مطلع حديثه لـ «الإنتباهة»:
في السودان عامة الابناء والبنات يرثون مهنة الآباء والأمهات فى الغالب، مثلا العمدة أو المك او البصير وغيرها من مهن يتأثر بها الابناء نجد أن بعض السياسيين الكبار أبناؤهم لا علاقة لهم بالعمل السياسي، وكذلك أبناء الفنانين ، فالفنان التاج مصطفى ابنه محمد انتهج طريق القضاء فأبناء وبنات السياسيين فرصهم اكبر نتيجة لتأثير أجواء الاسرة عليهم، ولديهم مكتبة ضخمة من الكتب السياسية وكذلك يكونون عاصروا زوار والدهم وبالتالى يصبحون متقدمين ولديهم أفضلية ليس فى السودان وحده بل فى بعض دول العالم مثل الهند أنديرا غاندي وابنها وكذلك حزب المؤتمر الهندي الذي اختاروا امرأة لرئاسته.
ففى حزب الأمة نجد كريمات الصادق المهدى مريم ورباح نشأن فى بيت سياسي وتشبعن بهذه الاجواء وشددن من ازر والدهن نسبة لانهن متعلمات فأصبحن سياسيات ناجحات، كذلك الحال ينطبق على سارة نقد الله ووالدها وأخوها وتم اختيارها أمينا عاما لحزب الأمة ونون عمر نور الدائم وزينب علي العمدة، وكثيرات سرن على الخطى. وبالنسبة لاسرة الزعيم الازهرى نجد جلاء الأزهرى اصغر كريمات الأزهرى وكان الحزب برئاسة محمد الازهرى وبعد وفاته تولت رئاسة الحزب كذلك ينطبق الحال على كريمات عبد الله بك خليل رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية سعيدة عبد الله خليل وسالمة عبد الله خليل فهن ناشطات سياسيات عملن على تنظيم حزب الأمة كذلك كريمات عبد الله الفاضل المهدى منهن السيدات نعمات عبد الله الفاضل المهدى ناشطة فى حزب الأمة وعبادة يحى عبد الرحمن المهدى والدها كان سياسيا وهى تدرجت حتى وصلت الى وزيرة دولة بوزارة المالية والنماذج كثيرة من بنات السياسيين وزوجاتهم
مريم ورباح واجهن تحديات السلطة.
الكاتب والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر قال في حديثه لـ «الإنتباهة»
ان التنشئة فى الأسرة تلعب دورا كبيرا فابنة الحاكم او الإنسان العام لها دورها الذى تقوم به فى توجيه الرآي العام واستقاطبه فى السابق لم يكن من المسموح للمرأة ان تكون من ضمن المجتمع المفتوح، وبالنسبة لمريم ورباح المهدى وكذلك جلاء الازهرى وجدن فرصة الظهور الأوسع بسبب حصول المرأة على حقوقها والإعلام، ويعتبر حزب الامة من اكثر الأحزاب السياسية التى بها مساهمة ونجاح للمرأة فنجد مريم ورباح وهن وجوه مألوفة فى المعارضة ويخاطبن الرأي العام وقد واجهتهن العديد من التحديات من السلطة ولكنهن لم يتراجعن من مواقفهن، وكذلك اسماء كريمة محمود محمد طه فى الحزب الجمهورى وبتول وجلاء الأزهرى. فجلاء الازهرى تتجه الآن الى لم شمل الحزب الوطني الاتحادى وتقوية التيار الوحدوى بالحزب. وختم خاطر حديثه بان هنالك العديد من النساء اللاتى استطعن ان يؤثرن فى عالم السياسة ولم يكن لآبائهن علاقة بها.
الاحتكاك المباشر بالسياسة
الامين العام للحزب الناصري مصطفى محمود الأمين ابتدر حديثه لـ «الإنتباهة» وقال:
ان المناخ السياسي داخل الاسرة والأجواء السياسية التى يتركها تأثير الاب على البنات أكبر من ناحية العاطفة فوجود الاب فى المستويات القيادية علاوة على الديمقراطية الممارسة فى الاسرة ينعكس بشكل إيجابى فى اختيار البنات للعمل السياسي نسبة للاحتكاك المبكر بالسياسة ويدخلنها وهن فى مقتبل العمر ويكن أكثر نضجا من المتأخرين فمعظمهن فاعل فى السياسة بالرغم من اننا مازلنا متخلفين فى قيادة المرأة للسياسة وهن بقدراتهن يتنافسن مع الآخرين. ففى حزب الأمة نجد كريمات الصادق المهدى ناضجات سياسياً الامل كبير فى قيادتهن لاعتبارات خاصة إمكانيتهن الفكرية تأهلهن للتنافس لاعلى المستويات فى المواقع السياسية منها رئاسة الحزب بالممارسة والنضج السلوكى. وبالنسبة الحزب الجمهورى يعتبر واحدا من الأحزاب المتقدمة جدا فى موقفه من المرأة لكن فى فترة معينة فأطروحات الحزب لا تتماشى مع الأفكار العامة خصوصا فى قضية الصلح مع إسرائيل فى فترة مبكرة جدا وسابقة لأوانها فتركيز الحزب الجماهيري في شخص محمود محمد طه كان له اثره السالب بعد اغتياله أو استشهاده فكثير منهن اختارت الهجرة للخارج فأسماء محمود محمد طه اذا لم تنطلق من موقف تجديدي بمحاولتها اجترار الماضى والحفاظ عل ماضى الشهيد محمود محمد طه ليس بكاف فعليها أن تنطلق من موقف تجديدي وفق المتغيرات التى حدثت فى العالم والسودان تبقى الرسالة غير قابلة للتحرك والانتشار في الواقع المجتمعي الآن.
للوراثة دور مهم
وبحسب البروفيسور علي بلدو فإن الوراثة ومن النواحي الطبية والفسيولوجية هى محدد هام للشخص من ناحية المظهر والسلوك والشكل الخارجى والميول والنزعات والاتجاهات، كما لعبت الوراثة فى السودان دورا هاما فى تحديد مسارات كثيرة فى الرياضة والثقافة والفن والسياسة كذلك، ويشير دكتور بلدو الى أن حواء السودانية كان لها نصيب وافر فى المشاركات المختلفة نتيجة لهذا الاستعداد الفطري والاستعداد الوراثي لمواصلة ما ورثنه من آبنائهن وأمهاتهن وهذا الاتجاه برز منذ عهد مملكة مروى وبروز ملكات مثل الملكة الكنداكة والملكة أمانى ريناس اللائى ورثن قوة الشخصية والعزيمة والبصيرة النافذة والقوة والصلابة والكاريزما العالية والقدرة على التأثير على الآخرين بما ورثنه من آبائهن ملوك نبتة الأقوياء وامتد هذا الاثر حتى الى عهد قريب مثل مهيرة بت عبود الشايقية ومندي بت السلطان عجبنا الميروي والتي حملت السيف وقاتلت وكانت بحق تلك اللبوة من ذاك الأسد.
فقدان القدرة على التواصل
ويمضي بروف بلدو فى حديثه بعيداً ليضيف ان الواقع الحالى من الوراثة والتوريث قد أصابه ضرر بليغ وصعود للصفات المتنحية وضياع الصفات السائدة اضافة الى ضعف المحتوى الكرومزومى بحيث أصبحن من النادر ان نرى ابنة احد المطربين الكبار تغني مثل والدها الراحل ويكون صوتها نشازا وكذلك في عالم السياسة.
عصر إخفاق الكروزومات
ولكن بحسب بروفيسور بلدو فإن الأحزاب العقائدية التى تستند إلى الفكر والمنطق والإقناع والنقاش ساهمت فى إبراز سيدات أحدثن الفارق فى المجتمع وحملن أفكاراً وقضايا آبائهن ويمثل هذا الاتجاه سيدات الحزب الجمهوري السوداني والحزب الشيوعي السوداني والأحزاب ذات النزعة اليسارية عموما. ويختتم بروف بلدو حديثه ليؤكد انه بصورة عامة يمكن ان نطلق على هذا العصر فى السودان عصر إخفاق الكروزومات«اختفاء الصفات الوراثية المعينة» فلا نجد من يملأ العين فيما يخص التوريث والوراثة لا فى النساء ولا فى الرجال كذلك، وهذا يشير إلى ضرورة بروز قادة ومفكرين جدد لايستندون إلى النسب وإنما إلى الملكات الشخصية والقدرة الذهنية والمهارات الاجتماعية والصفات الخاصة بالقيادة عموماً والتى ذهبت كما ذهب حمار أم عمرو والتي لارجعت ولا رجع الحمار.
صحيفة الإنتباهة
أفراح تاج الختم