تحقيقات وتقارير

جنوب كردفان .. تحريك «الدعم السريع»


[JUSTIFY]يا إيد البدري قومي بدري

أزرعي بدري واحصدي بدري

شوفي كان……….. تنقدري

كلمات لا تحتاج لكثير شرح زينت لافتة ضخمة نصبتها حكومة جنوب كردفان ، في قاعة أنيقة ، جمعت كل قيادات حكومة الولاية وفعالياتها الشعبية ، وهي خطوة كان الهدف منها النظر للغد.. فربما لأول مرة تمضي حكومة جنوب كردفان في هذا الإتجاه.. كان ضيف شرف الورشة التي هدفت لمناقشة تأمين نجاح الموسم الزراعي الحالي، وزير الزراعة الإتحادي إبراهيم محمود حامد ، جاءت الفكرة بعد أن قامت الولاية بقيادة واليها المهندس آدم الفكي محمد الطيب وبمعاونة القوات النظامية المختلفة( بكسح ومسح) التمرد بالولاية والذي تزامن مع بشريات الخريف الذي وجدنا آثاره بدأت تظهر.

خلعت الولاية البزة العسكرية وقالت أرضاً سلاح بعد أن توسعت الرقعة الأمنية، وتحررت كثير من المناطق مثل أبوكرشولا التي أصبحت الآن محلية قائمة بذاتها ولإيمان حكومة الولاية بالزراعة دفعت بنائب رئيس إتحاد المزارعين «غريق كمبال» في منصب المعتمد ومناطق أم بركة ، تيري ، أبو الحسن وغرب أبي جبيهة إضافة الي مناطق بالمحليات الغربية(كادوقلي) مثل الميري بره ، دلدكو واخيرة العروسة العتمور. فعندما كنا نزور الولاية زيارات راتبة وتكاد تكون متشابهة إن لم تكن مملة بعض الشيء هاهي جنوب كردفان ترتدي الزي المدني، وتحمل (الطورية والكدنكة والجراية). والواضح أن الولاية أضطرت لتلتفت للزراعة، بعد أن خرج البترول من يدها جراء إنشطارها بعد عودة ولاية غرب كردفان من جديد ، وقالها الوالي آدم : نحن كولاية خرجنا من البترول وكي ننهض لابد من الزراعة، وما من سبيل للخروج بالولاية الي بر الأمان إلا بالزراعة. وصدق الوالي خاصة وأن أراضي جنوب كردفان تكاد تكون كلها صالحة للزراعة فهناك (18) مليون فدان غير مستغلة ، والمستهدف منها (6) مليون فدان بجانب صلاحية (3) مليون فدان صالحة للزراعة البستانية فضلاً عن التنوع الكبير في المحاصيل الزراعية من قطن ، سمسم وصمغ عربي.

أرادت جنوب كردفان من الورشة تحريك الدعم السريع – ليس القوات بالطبع- وإنما إستنفار الطاقات الرسمية والشعبية لجني محاصيل وثمار هذا الموسم الذي تعول عليه الولاية كثيراً ، ولذلك لبي وزير الزراعة دعوة الوالي رغم أنه كان في زيارة للولاية قبل مدة قصيرة مرافقاً لنائب رئيس الجمهورية. لكن مبررات الوزير في تلبية الدعوة وضحت من كلماته، عندما شهد الورشة التي كانت ساخنة جداً وإستمرت يوماً كاملاً حيث قال:«إن جنوب كردفان من أهم الولايات بالنسبة لنا، ونعتمد عليها في تحقيق الأمن الغذائي، ويتماشى ذلك مع توجه الدولة نحو الزراعة» ورهن إبراهيم تحقيق ذلك بحصر التمويل علي الزراعة بإشاراته الى أن للسياسات التمويلية الأولوية للزراعة وقال:(لاتمويل سيارات أو عقارات ، زراعة وبس) وهو ماجعل التهليل والتكبير يعلو في القاعة، وكشف الوزير عن معلومة اخرى تؤكد أهمية جنوب كردفان كولاية زراعية- بإشارته إلى أن مؤسسات التمويل الأصغر بالولاية، فيما يلي الزراعة هي الاولى في السودان.

وقدم الوزير محفزات للولاية بتأكيده توفر الجازولين وزيادة سنوات التمويل للآليات الزراعية الكبيرة تصل سبعة سنوات وبتخفيض المقدم الي (10% ) بدلاً عن (20%) وتمويل الآليات الصغيرة بفترة سماح تصل لخمسة سنوات وبمقدم (15%) عوضاً عن (20%). وطمأنهم بشراء الحكومة للقطن الذي ستنتجه الولاية.

تقلد شارة الكابتنية الزراعية في فريق الولايات ليس يسيراً كي تحظى به ، جنوب كردفان ، فالنقاش الذي دار في الورشة كان جريئاً وساخناً وذكر الجميع المشاكل التي تعترض سير تأمين الموسم الزراعي، وتستوجب المعالجة الفورية- أهمها بالطبع توفير القوات النظامية باعداد كافية، وهو ماورد في ورقة أعدتها القوات النظامية مجتمعة، وقدمت فيها شرحا وافياً للأوضاع ، بينما قدم إتحاد المزارعين رؤيته حول مجمل قضايا الزراعة ، وحتي المعتمدين أدلوا بدلوهم في القضية، ولامس الجميع مكامن الخلل، وكيفية معالجته، وشاركهم الوزير إبراهيم النقاش (كلمة بكلمةٍ) ولم يترك شاردة أو واردة إلا وعلق عليها.

كان من المهم جداً في فعاليات الورشة هو مشاركة البنك الزراعي، ممثلاً في رئيس مجلس إداراته البروفيسور فتحي محمد خليل الذي تعهد بفتح أفرعاً للبنك بعدد من محليات الولاية.. واتفق مع المزارعين وعلي الملأ علي صيغ تمويلية فيها مراعاة للولاية، وذلك بأن التمويل بشكل عام متاح منذ أبريل الماضي.. كما ذكر الوزير إبراهيم محمود.

ومهما يكن من أمر فإن اللافت في الورشة التي أدارها الوالي بنفسه، وذكر الناس بادارته لمجلس حكماء الولاية في وقت سابق، كانت مهمة في هذا التوقيت، حيث أبت جنوب كردفان ، أن(تُربِع) يديها ، وتنتظر دعم المركز وحملت (الطورية) وغرستها في الأرض وهاهي تبحث سبل تأمين خطوتها تلك.

صحيفة آخر لحظة
اسامة عبدالماجد
ت.إ[/JUSTIFY]