عبد اللطيف البوني

ضربة وضريبة تساوي ضربتين


[JUSTIFY]
ضربة وضريبة تساوي ضربتين

نحن في السودان نهوى اوطانا هذه واحدة وإن رحلنا بعيد نطرى خلانا وهذه الثانية رحم الله أحمد المصطفى وهدى ابنه عز الدين ليفك اسر اغنياته اما الثالثة فمثلنا مثل بقية شعوب الدنيا كنا في الاسبوع الماضي منتظرين ضربة اوباما لسوريا تلك الضربة التي ايدتها كل دول الخليج العربي والشيخ يوسف القرضاوي وعارضتها مصر والسودان واليمن والجزائر. اما الرابعة فاننا دون سائر شعوب العالم الثالث كنا منتظرين أن توجه لنا حكومتنا ضربة خاصة وقاتلة بفرض تسعيرة جديدة للمشتقات البترولية وهذا ما اسمته حكومتنا رفع الدعم ونحن لدينا تحفظ في حكاية الرفع هذه وتلك قصة اخرى.
ضربة سوريا من يوم استعمال الكيماوي في القوطة الشرقية من دمشق بدأت تتراجع لان سيد بوتين بتاع روسيا اقترح أن تفكك سوريا ترساناتها الكيماوية. ويبدو أن هذا وقع لأوباما في جرح لانه لم يجد التأييد الكافي من الكونغرس لا بل خشى أن يقف الكونغرس موقف مجلس العموم البريطاني مع رئيس وزاء بريطانيا. اما ضربتنا نحن في السودان فكل يوم تزيد الحكومة التلويح بها لا بل قالت وعن طريق حزبها واحزابه الاخرى انها واقعة واقعة (كان ترضى اكان تزعل) كما غنى سيف الجامعة لعاطف خيري.
مات في سوريا الف شخص من جراء استخدام الكيماوي بغض النظر عن من استخدم هذا الكيماوي الاسد ام خصومه ولكن قبل موتى الكيماوي مات حوالى مائة الف بدون كيماوي فلماذا لم يتدخل العالم؟ ولماذا لم يحلف باراك اوباوما برأس ابيه الافريقي حسين بانه سوف يضرب الاسد؟ انها فوبيا امتلاك العرب لاسلحة الدمار الشامل والآن على الاسد أن يختار بين مصير صدام او مصير القذافي الذي سلم العدة بكسرة العين ثم راح فيها بعد ذلك. اما حكومتنا فقد قالت انها وضعت ميزانية بعد انفصال الجنوب وبرنامجا ثلاثيا بعد توقف نفط الجنوب ما تخريش منه الموية ولكن بعد عودة نفط الجنوب وبدأ الجنيه السوداني يتعافى ها هي تحزم امرها وتقرر التسعيرة الجديدة التي اسمتها رفع الدعم زورا وبهتانا هل كانت خائفة من جهة الجنوب وبعد أن احتضنت سلفاكير ذهب ذلك الخوف؟.
اوباما اقسم برأس امه الخواجية بأن الضربة سوف تكون محدودة جدا ولن تخلع الاسد وانما سوف تأدبه فقط وانها لن تكون مثل غزو افغانستان او العراق لانه لن ينزل ولا جندي امريكي واحد ارض سوريا . طيب يا اوباما هل ستكون مثل ضربة مصنع الشفاء بالخرطوم بحري 1998؟ تلك التي وصفها الصادق المهدي بـ(رب غارة نافعة)؟ حكومتنا تقول انها سوف ترفع الاجور وتزيد مال الضمان الاجتماعي لكي يقابل الفقراء التسعيرة الجديدة لان المقصود بالتسعيرة الجديدة الاغنياء فقط ولكننا نسأل حكومتنا لو اصبح لتر البنزين بمائة جنيه هل سيفرق هذا مع الدستوري الفلاني او المدير العلاني وكل الذين يكبون بنزينهم من جيب الحكومة ام سيفرق مع الرأسمالي الطفيلي داك؟ من الذي سيدفع السعر الجديد للبنزين الذي تستهلكه الحكومة؟ اليسوا هم ناس قريعتي راحت؟.
كانت حكومتنا تنتظر ضربة سوريا وتحت ظل دخانها تنفذ ضربتها فينا والآن تراجعت حظوظ الضربة السورية فكيف ستهوي حكومتنا بفأسها على أم رؤوسنا؟ هل ستقولب الفرار؟ قولبة الفرار هذه قصة اخرى.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]