الزبيدي مبدع فلتة
لفت عبداللطيف الزبيدي نظري إلى موهبته الضخمة في الكتابة الساخرة، منذ أن عثرت على إبداعاته على صفحات جريدة الخليج (تصدر من الشارقة) كانت تصدر ملحقا أسبوعيا، ولا أعرف أين يقيم الرجل ولا إلى اي بلد ينتمي، ولا أعرف أيضا لماذا لم يجد التقدير الذي يستحقه في وسائل الإعلام العربية، رغم أنه يمارس أصعب فنون الكتابة الساخرة ألا وهو الشعر، وخاصة أنه صاحب مَلَكة شعرية ناضجة ويكتب قصيدا موزونا بكل البحور والينابيع! بالأمس كنت في عيادة طبية وحاولت قتل الوقت بقراءة المجلات القديمة التي تشتهر عيادات الأطباء بعرضها، ربما لأنها تكون مشبعة بالبكتيريا فتنقل الأمراض إلى أكبر عدد ممكن من الناس فيأتون إلى العيادات، ومصائب قوم عند قوم عوائد (نقدية)،.. وفي مجلة زهرة الخليج الإماراتية (عدد 16 أغسطس ,.2003 تخيلوا نحن في عام 2013 والعيادة محتفظة بمجلة انتهت صلاحيتها قبل عشر سنوات) عثرت على قصيدة للزبيدي عنوانها «حوارية بوش – بلير»، وتتعلق بالورطة التي وقع فيها الرجلان في العراق في عام 2003: بوش: إننا في ورطة مستر بلير هل ترى تدرك أهوال المصير؟ بلير: قلت لي هيا إلى الحرب فقمت ليتني استلقيت في بيتي ونمت بوش: كيف لفقت التقارير إذن فوقعنا في البلايا والمحن؟ بلير: قد حبكناها معا تلك الخطط فاتهامي هكذا حقا عبط بوش: انت زوَّرت فأنت المتهم أنتمو أكذب من كل الأمم بلير: كنت تبغي النفط يأتي ببلاش بينما يبتاعه العالم كاش بوش: إنني أنقذتهم من طاغية فالحسابات لعمري صافية بلير: أين مردود دماء الانجليزِ؟ ثلث البترول حقي يا عزيزي بوش: سوف يأتي النفط في وقت وجيز كن صبورا يا حبيبي «تيك إت إيزي» بلير: قد خبرنا الوعد في حرب الكويت «زُمبةٌ» من ذاقها قال اكتويت بوش: تلك كانت نزهة لا تلهثوا إنني أعلم ماذا يحدث بلير: فإذا ما سحبوا مني البساطا ثم لفوا حول رجليّ قماطا؟ بوش: سأغدِّيك بخبز وسلاطة كـ«صباحٍ» سأعشيك بطاطة بلير: انت ايضا سترى نفسك بره وترى حولك دنيا مكفهرة بوش: أملي يا صاحبي في تل أبيب هل ترى يخذلني ذاك الحبيب؟ بلير: دعك من هذا وقل لي يا صديقي: قد تورطنا فما الحل الحقيقي؟ بوش: نتداوى بهجوم يا بلير فَلْتَسَلْ شارون، شارون المشير مبسوط لأنه نال من بوش وبلير وشارون؟ خذ هذه إذن: وعدونا بنهضة عربية/ من زمان حتى نسينا القضية/ من زمان ونحن نجني وعودا/ جعلتنا كجملة عرضية/ سيسود الأمان كل الرعايا/ وتسير الأمور مثل الخلية/ سترون التعليم في كل ركن/ فلتقولوا الوداع للأمية/ كل فرد يصير صاحب بيتٍ/ كلكم في كراجه «عربية»/ وسنقضي على الفساد بحزم/ نحن أهل المكارم الخلقية/ سوف يمسي التعبير جهرا مباحا/ ويسيرا سهلا كشربة «ميّه»/ فقفوا في الصفوف وانتخبونا/ بحماس لفترة أبدية/ ثم ناموا بغير هم وغم/ قد وعدنا بخطة عبقرية/ جددوا الانتخاب في كل قرن/ وعلينا الزخارف اللغوية أليس الزبيدي هذا عبقريا مظلوما؟.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]