عبد اللطيف البوني

سوار والشطارة في السفارة

[JUSTIFY]
سوار والشطارة في السفارة

من حق السيد حاج ماجد سوار سفير السودان في ليبيا كمواطن وأخ مسلم سوداني ومؤتمرجي وطني أن يتعاطف مع إخوان مصر لأقصى درجة من درجات التعاطف، فمن حقه أن يبكي مع البلتاجي على الشاشة ومن حقه أن يقذف الفريق عبدالفتاح على الشاشة إلى أن يكسرها حتة حتة، ولكن ليس من حقه كمواطن سوداني ومن المؤيدين للإنقاذ ومن أول يوم لدرجة حمل السلاح أن يتحدث عن شرعية انتخابية، فالإنقاذ قامت على أنقاض نظام وصل للحكم عن طريقة انتخابات ليبرالية كاملة الدسم، فالتطفيف حرام.
من حق السيد حاج ماجد سوار كأخ سوداني مسلم أن يتحدث هاتفيا وفي ونسة خاصة مع أخيه في الله صلاح ونسي ويلعن له سنسفيل حكومة مصر الحالية، ومن حقه كذلك أن يكتب لأخيه في الله علي كرتي يعترض فيها على زيارة وزير خارجية مصر فهمي للسودان، ولكن ليس من حقه كسفير لجمهورية السودان أن يكتب لوزير الخارجية معترضا على سياسة اتخذتها الوزارة وبرضا الحكومة تقوم على عدم التدخل في شأن داخلي لأي دولة في الدنيا، لأن السفير ليس مشرعا إنما منفذ فقط، فالبرلمان هو الذي يعترض على السياسات الوزارية.
وبما أن حاج ماجد سوار كان سفيرا للسودان في ليبيا فعليه أن يتذكر أن ذات حكومته التي ابتعثته كانت تقيم علاقات طيبة لا بل تتود للقذافي، وما فعله القذافي بإخوان ليبيا لم تفعل حكومة مصر الحالية عشر معشاره للإخوان، لا بل عليه أن يتذكر أن ذات الحكومة التي يمثلها قد سلمت بعض إخوان ليبيا الذين استجاروا بها للقذافي وأصبحوا فيما بعد من ضحايا سجن ابوسليم الذين فاقت دماؤه مياه النهر الصناعي العظيم وهو لا عظيم ولا حاجة مع إخوان ليبيا مساكين ولم يكونوا طامعين في سلطة بل يطالبون بحق البقاء على وش الدنيا. ربما كانت حكومة السودان ساعتها لا تعلم تقديرات القذافي أو دخلت معه في صفقة ما حتى تتجنب ضررا أكبر، فللدولة حساباتها التي لا تتطابق بالضرورة مع حسابات وميول الافراد.
من حق حاج ماجد كقيادي في المؤتمر الوطني أن يسعى وبكافة الطرق داخل النادي الكاثوليكي ليتبنى حزب المؤتمر الوطني والسياسة التي يراها تجاه الأوضاع في مصر، والحزب له آلياته التي تجعل الدولة تتبنى سياساته ولكن ليس من حق حاج وهو مقيم في منزل السفير السوداني في طرابلس أن يسعى لتغيير سياسة اتخذتها الدولة التي يديرها حزبه، داخلية كانت أم خارجية، ولكن من حقه أن يقدم استقالته من هناك ويعلن انه لا يتشرف أن ينوب عن حكومة فعلت كذا وكذا، كما يفعل الكثير من السفراء الذين يختلفون مع حكوماتهم.
إذا كان السفير حاج ماجد قد دخل في ونسة أخوية وإخوانية مع ونسي تلفونيا وكتب لكرتي على بريده الشخصي وتم تسريب هذه الونسة للإعلام تكون هناك عملية غدر قد حدثت له، ومن حقه أن يحتج لدى رئيس الحكومة ويتظلم لدى رئاسة حزبه ويكون الإعلام قد ظلمه ظلم الحسن والحسين.
بما أن السيد حاج ماجد من المتابعين للشأن المصري شأنه شأن أي سياسي في المنطقة تمنيت عليه أن يدرك الأخطاء التي وقع فيها إخوان مصر بعد استلامهم السلطة وفي طريقة إدارتهم للأزمة وتمنيت عليه أن يدرك أن قوة مصر في وحدتها وقوة ووحدة جيشها وأن مصر القوية المستقرة أفضل للعرب وللسودان خاصة ألف مرة من مصر ضعيفة محاصرة ومفككة داخليا، والأهم من ذلك أن الإسلام في مصر أقوى وأرسخ وأعمق من تنظيم الإخوان.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]