جعفر عباس

ابتزاز ع المكشوف

[JUSTIFY]
ابتزاز ع المكشوف

منذ ان صارت لي بقالات (أعمدة) صحفية «ناصية»، وأنا أكتب كلما أطل شهر سبتمبر عن يوم مولدي الذي يوافق الأول من ذلك الشهر الأغر، وكان ذلك وعلى مدى سنوات على أمل ان يكون عند بعض القراء «دم» ويقدموا الي هدايا عليها القيمة، ولكنني توقفت عن ذكر يوم مولدي الميمون (نال فيه والدي علاوة شهرية قدرها ثلاثون قرشا، وكاد ان يسميني بخيت بمعنى ان بختي وحظي وطالعي طيب).. توقفت عن ذلك منذ الحادي عشر من سبتمبر الأغبر من عام 2001، وكتبت هنا قبل أيام موالا عن عيد ميلادي، وما جعلني أعود الى النفخ في القِربة المثقوبة، هو أنني أكتب هذه السطور في 11/9/2013، أي في الذكرى العاشرة ليوم ضرب برجي مركز التجارة في نيويورك ثم كان ما كان من أمر عصابة الشيشان التي لم تجد شهرا سوى سبتمبر ترتكب فيه جريمة بشعة بحق مئات الأطفال في مدرسة بيلسان الروسية (2004) في مواجهة قوى أمن خائبة وخائفة وواجفة ولا تقل افتقارا للحس الإنساني من العصابة نفسها! ومن قبل سكتّ على مضض عندما قرن الفلسطينيون شهر سبتمبر بالسواد، وذلك لسببين: أولهما انني اعتز بالسواد ولا أعتبره قرينا للشؤم والطالع السيئ، وأشهر مقاتل في التاريخ العربي هو قريبي عنترة الأسود وأول مؤذن في التاريخ هو جدّي بلال الأسود، والثاني هو ان الفلسطينيين أسموه «أيلول» وكثيرون لا يعرفون ان أيلول هو اسم الدلع لسبتمبر!! باختصار أثبتت الأحداث ان والدي رحمه الله كان على خطأ عندما اعتبر مولدي فألاً حسنا لأنه كسب ثلاثين قرشا إضافية شهريا،.. فالشهر الذي ولدت في الاول منه ارتبط في معظم الاحوال بالشؤم وسوء الطالع والنازل.. ثم لاحظوا انني مولود في 1/9 ولو فكرت بطريقة جورج بوش فستكتشف ان الفارق بين ذلك اليوم و 11/9 فارق «شكلي»، قد لا ينتبه اليه الكثيرون، ولكن المخابرات الأمريكية مصحصحة بدرجة انها تحسب المهر ديكا!! ومن ثم لا بد من التكتم على تاريخ ميلادي لأنني «مش وِش بهدلة»، ولن أتحمل العيش في قفص في جوانتنامو، ولو حبسوني هناك ساعتين فقط فسأعترف بكل شيء و«أوديكم في ستين داهية»،.. وبما أنني عشت في منطقة الخليج معظم سنوات حياتي العملية وكل حياتي الزوجية، لأن علاقتي بها بدأت عام 1979، فإن اعترافاتي لن تكتسب مصداقية ما لم أورط فيها أكبر عدد من الخليجيين.. وذكرى 11 سبتمبر ستظل تطاردنا الى يوم الدين، وأمام معارفي وأصدقائي في الخليج ما تبقى من سبتمبر، كي يحسنوا علاقاتهم معي ويلبوا طلباتي التالية: جعل عقد عملي مفتوحا والتعهد بعدم تفنيشي أو إحالتي الى التقاعد.. سكن مؤثث يطل على الخليج من الناحية الغربية.. عقود عمل خارجية لجميع عيالي وعقد ألماس لزوجتي.. منحي إجازة مدفوعة الأجر من اول يونيو الى نهاية «أيلول»!! عدم ذكر اسماء مثل دحلان والرجوب في أجهزة الإعلام.. التوقف عن نشر صور روبي وبوتين وفاروق الفيشاوي ونادية الجندي وعبدالله بالخير في الصحف.. بالمناسبة فإن كل مشكلتي مع عبدالله بالخير هي أن شكله وتقاطيع وجهه تذكرني بجون كيري وزير خارجية أمريكا الحالي، والذي كان مرشح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة ضد العبيط جورج بوش، واتضح أن كيري – مثل شيمون بيريس: باهت، والخيبة مرسومة على جبهته… ولكنني أعود وأقول ما سبق لي قوله من ان الفرق بين بوش وكيري كالفرق بين كرافت ولافاش كيري!!
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]