وبحر العرب فاصلا
أكثر الناس تفاؤلاً سيقول إن العلاقة المستقرة المفيدة للسودانين القديم والجنوبي لن تستمر على الوتيرة التي تمر بها الآن، وهي وتيرة يغلب عليها التفاؤل والإيجابية، فعدم استقرار الأحوال السياسية كفيل بأن يقلب طاولة التفاؤل في أي لحظة والكعبلات وهذه من يكعبل يمكن أن تطل برأسها من حيث يحتسب الناس ولايحتسبون في أي لحظة كما هو الحال في كل بلدان العالم الثالث ناهيك عن العالم الرابع والخامس وأنا ما بفسر وانت ما تقصر.
لكن دعونا نتوقف عند اللحظة الحالية المليئة بالأمل الأخضر والتفاؤل فهي لا تخلو بليلتها من حصحاص لايضرس فحسب بل يمكن أن يكسر الضرس. فالبترول وانسيابه وقروشه حاتمشي ذي الترتيب رغم تهديدات شركة التايوتا بجلالة قدرها (حلك خمس سنين يافي البعير ويافي الفقير ويافي الامييييييييييير ) تجارة الحدود يمكن ان تزدهر ذي الحلاوة . التفلتات الصغيرة من هنا ومن هناك يمكن تلافيها وإرجاع الأمور في مسماها لا بل حتى الترتيبات الأمنية يمكن التطنيش عنها فالأخضر الإبراهيمي بصلعته البهية يمكنه أن يجعل الجميع يغضون الطرف عنها حتى ترسيم الحدود الذي يمكن أن يستمر لسنوات طويلة لن يكون مصدر عكننة.
إذن القضية المرشحة لشنقلة الريكة هي أبيي حتى سلفاكير في أعلى لحظات الود والصفاء في زيارته في الخرطوم لم يستطع أن يمر عليها بنمرة أربعة إنما هدن وأرجع الجير إلى نمرة واحد والحمد لله لم يرجع الخلف ونحن في السودان الأصل حلوة الأصل دي نرى أبيي حقتنا. وكما قال أستاذنا الكبير عبد الله علي إبراهيم القال حقي غلب ولكن بالطبع ناس السودان المسجل حديثاً يقولون إنها حقتهم وهنا تتوازن المواقف ويالخطورة توازن المواقف الآن مثقفو نقوك والذين جعلوا من أبيي قضيتهم الوطنية الأولى والقومية كذلك يقولون بأنهم سوف يقومون بعملية استفتاء على حسب مقترح أمبيكي في شهر أكتوبر القادم وسوف يستثني هذا الاستفتاء المسيرية وبالطبع هذا سيكون استفتاءً مضروباً ولن يعترف به أحد ولن يغير الواقع لذلك فكروا منذ الآن في تدويل القضية معتمدين على نفوذهم وعلاقاتهم الدولية.
إن هناك حلاً منسياً قد ظهر ذات مرة ثم اختفى فجأة، وهوتقسيم أبيي وذلك بجعل بحر العرب حداً فاصلاً شماله للسودان الأصل وجنوبه للسودان المسجل حديثاً أي للمسيرية ضفة النهر الشرقية وما فوقها وللدينكا ضفة النهر الغربية ومادونها وهذا الحل كان الدينكا واقعين بيهو البحر ولكن تقلبات السياسة وضغوط (المجموعة الدولية ) على الخرطوم وتدليلها لجوبا جعل الدينكا يطمعون في أكثر من ذلك والآن لا أحد من الطرفين يقول بذلك الحل حتى لا يخفض سقفه التفاوضي عليه المطلوب من السودان أن يلعب الآن على عنصر الزمن أي تهدئة اللعب ووضع الكرة على الأرض فالرياح التي تهب من الخارج بدأت سرعتها تتغير والمتغطي بالزمن ليس دوماً عارياً وحتما سوف تأتي ساعة تجعل خيار التقسيم هو الأنسب وهو الحل ولكن من وين نجيب الصبر.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]