حيدر المكاشفي

جامعة الخرطوم ما بين سيهان بيرد وفاطمة غزالي!!


[JUSTIFY]
جامعة الخرطوم ما بين سيهان بيرد وفاطمة غزالي!!

في الأنباء أن الزميلة العزيزة الأستاذة الصحافية فاطمة غزالي، مُنعت من دخول جامعة الخرطوم لارتدائها «بنطلون» ولك أن تقول «منطلون»، وفور سماعي لهذا النبأ تداعت إلى الذاكرة حكاية «سيهان بيرد»، وسيهان بيرد التي أعنيها ليست هي تلك العربة التي كانت (تضرع) شوارع الخرطوم ومدني في أواخر السبعينيات و أوائل الثمانينات، وإنما هي طالبة بجامعة الخرطوم لست في حلٍ من ذكر اسمها، أطلق عليها طلاب الجامعة لقب «سيهان بيرد» ربما لذيوع صيتها في الجامعة مثل عربة السيهان بيرد في الشارع وقتها، كانت هذه الطالبة أنيقة وجذابة وغالباً ما تتزيا ببنطلون الجينز فتزداد ألقاً وجاذبية مما جعلها محط إعجاب الطلاب، وكان أكثر من هام بحبها أحد الطلاب القياديين بتنظيم الاتجاه الإسلامي، «الكيزان» وكانوا وقتها يسيطرون على الجامعة سيطرة تامة ويفعلون فيها ما يشاؤون، ولو شاءوا منع لبس الطالبات للبنطلون حينها لمنعوه بلا حاجة إلى اصدار لوائح ولا يحزنون بل بالقوة والجبروت والسيخ والجنازير، ومن أدلة ذلك حكاية صديقنا عمار محمد آدم الطالب الجامعي حينها مع ابنة الشاعر الفذ النور عثمان أبكر وكانت من الطالبات مرتديات البناطلين عندما حاول عمار التدخل بشكل شخصي في حرياتها الشخصية فكان جزاؤه لطمة قوية منها «أكلها» عمار وربما احتسبها لله وأضافها لميزان حسناته، وانتهى الأمر في حدوده الشخصية دون أن يتدخل التنظيم للثأر لكرامة أحد أعضائه المجروحة، أو بفرض زي محدد للطالبات لا يثير حفيظة أعضائه، بل ترك الأمر كما هو، من شاءت أن تلبس البنطلون فلتلبسه، ومن شاءت أن تتحجب فلتفعل، ومن شاءت أن «تحتجب» وتلبس «النينجا» أو النقاب فلها ما شاءت، ولهذا بدا لي غريباً أن ترتد جامعة الخرطوم، وتتقهقر إلى ما دون مستوى تقديرات عسس النظام العام الذين لم يعترضوا الصحافية فاطمة غزالي ولم يتعرضوا لها يوماً بسبب ارتدائها البنطلون، وكثيراً ما كانت تلبسه، وثمة كلمة في حق الأستاذة فاطمة لابد من قولها وهي أنها بما عرفناه عنها وزاملناها في بعض الأسفار «أنصارية قاطعة» عارفة لدينها وحافظة لحدود الله ربما بأكثر مما يعرف واضعو قانون النظام العام وبالضرورة أفهم من منفذيه…
وعلى ذكر «سيهان بيرد» العربة، وجدناها فرصة لا تفوّت لتذكر سيرة بعض موديلات العربات التي سادت في هذه البلاد وكانت لها «شنة ورنة» ثم بادت وطواها النسيان، منها «الكونسول» والتي استخدمت كتاكسي لمدة وخاصة في مدن عطبرة وبورتسودان وشندي وكسلا والأبيض، و«الكورتينا» أيضاً وهذه من هيبتها نظموا فيها أغنية يقول مطلعها «عربيتو كورتينا والريحة كارينا»، ومنها «الفيات» وكان الغريب فيها أن بابها الأمامي يفتح بالمقلوب إلى الأمام، و«المورس» التي ارتبطت بمشروع الجزيرة وموظفيه، و«الهيلمان» وكان يطلق عليها «الكانون»، و«البارلينا الحنينة»، و«الهنتر» وكان يقال على صاحبها «راكب هنتر وعامل عنتر»، و«الأوبل»، و«البيجو» ومنها «البيجو فور أو سكس 406» المعروفة باسم «بيجو القاعة»، ويقال إن الرئيس الأسبق المرحوم نميري جلبها للضيافة، وأخيراً تم تمليكها لموظفي قاعة الصداقة بالأقساط المريحة، و«الفلوكسواجن» ويقال إن من أوائل من اقتنوها وإمتطوها اللاعب الفذ نصر الدين عباس جكسا حتى أن رجال المرور أطلقوا عليها «عربية جكسا»، و«البولمان» و«الفولجا والمسكوفيتش» وهي سيارات روسية قيل إنها أُدخلت البلاد نتيجة مقايضة بمحصول القطن السوداني، بالإضافة الى «اللادا» التي ارتبطت بالأطباء باعتبار أنهم أول من أدخلوها إلى السودان وامتطوها في النصف الأول من الثمانينات و«الڤولڤو»،وهكذا تعاقبت على البلاد أنواع وأشكال من موديلات العربات، ومن مختلف أنحاء الدنيا حتى هلَّ علينا موديل الشبح في زمان «اللفح»….
[/JUSTIFY]

بشفافية – صحيفة الصحافة
حيدر المكاشفي