الطاهر ساتي
الدخول بالبطاقة فقط لاغير ..!!
** تلك خاتمة تحليل سياسي جاد به قلم الأخ الاستاذ محمد لطيف ، رئيس تحرير الأخبار ، في زخم الاحتفاء العام بالمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني ، المزمع عقده اعتبارا من اليوم وحتى الثلاثاء بقاعة الصداقة .. أولا : مبروك للحزب ولأي شيوعي ، قياديا كان أو قاعديا ، بهذه المناسبة ، سائلا الله طول العمر لهم وللكل لحين الاحتفاء بالمؤتمر السادس ثم السابع والمائة ، ونأمل ألا يظل الفارق الزمني بين مؤتمر وآخر – كما الحال – نصف قرن من عمر الدنيا .. المهم ، كل مؤتمر عام وكل شيوعي بخير وعافية .. نرجع لخاتمة التحليل السياسي ، والتي تعني فى العرف الصحفي خلاصة التحليل أو ملخصه ..أي ..« الزبدة » ..!!
** لا خلاف على الظروف القاسية التى مر بها الحزب الشيوعي ، وهي ظروف لم تكن تسمح له وللآخرين بعقد مؤتمر عام ، وفي هذا نتفق مع مقدمة تحليل محمد لطيف و تبرير الحزب .. وكذلك نتفق معه إلى حد ما في منتصف التحليل السياسي ، حيث ذكر الظروف القاسية التى مر بها الحزب في أعوام نميري السالفة ، فالإتفاق هنا ليس كليا ، ولكن إلى حد ما ، وذلك لأن التاريخ يشهد بأن الحزب الشيوعي ساهم فى خلق ظروف أعوام نميري القاسية ، وكان له القدح المعلى في « حكاياتنا مايو » .. وبغض النظر – مؤقتا – عن مايو ويونيو ، مر بسماء السودان مناخ سياسي يسمى بأبريل ، لم يكن هناك ما يمنع عقد هذا المؤتمر الخامس فيه إلا ضعف الإرادة وليس التمويل ، وهذا ماتجاوزه تحليل محمد لطيف .. معليش يمكن نسى .. المهم ، حصل خير ، وكل تأخير فيهو خير ، أوكما نبرر بعض كسلنا العام .. نرجع لأصل الموضوع .. ملخص التحليل ..!!
** لو كان شيوعيا لبايع نقد مجددا لأربعين عاما أخرى .. هكذا لخص ، وهكذا يحث الحزب الشيوعي .. يحثهم على بيعة نقد سكرتيرا عاما ، لا لدورة أو دورتين ، ولكن لأربعين عاما أخرى .. لماذا كل هذه القداسة ..؟.. تجد إجابته هكذا : لأنه قيادي أعطى بسخاء وحث رفاقه على الصمود والعطاء والثبات وإعلاء الشأن الوطني ..تلك هي الصفات التي تؤهل نقد وترغم رفاقه على بيعته أربعين عاما أخرى .. عطاء ، صمود ، ثبات ، إعلاء .. أو هكذا ينظر تحليل محمد لطيف لمجمل الأمر ..حيث لا بديل لنقد إلا نقد ، لأنه الوحيد الذي يعطي بسخاء ، الوحيد الذي يصمد ، الوحيد الذي يثبت ، الوحيد الذي يعلي شأن الوطن ..أي ، لا مثيل له من الرفاق ، ولد ليكون سكرتيرا عاما ويجب أن يحيا سكرتيرا مدى الحياة ..ولذلك عندما يطالب البعض بالتغيير وتجديد الدماء والعقول في الحزب ، تثير تلك المطالب دهشة الأستاذ محمد لطيف ..والذي يدهشه طلب تغيير نقد حتما تدهشه مطالب الآخرين بتغيير رؤساء أحزابهم ..!!
** الملخص .. ليس تحليل محمد لطيف فقط ولا الحزب الشيوعي فحسب .. بل الكل السوداني حين يصل القاعة التي يعقد فيها حزبه مؤتمره العام ، يدع عقله بالخارج عند موظف الاستقبال حتى لايشغله عن بيعة رئيسه مدى الحياة .. ولا ندري متى نتعلم دخول تلك القاعات بالعقول لا بالبطاقات ..؟
إليكم – الصحافة السبت 24/01/2009 .العدد 5594 [/ALIGN]