عواصف تهدد حزب الأمة عبر داره
ابان المفاصلة والانشقاق الذى قاده مبارك الفاضل المهدى ، واسس حزب الامة الاصلاح والتجديد ، اخبرنى احد المنحدرين من بيوتات الانصار ان تلك الايام كانت تشهد استقطابا حادا ، الامر الذى جعلهم فى اجتماعات وملمات متواصلة يدعى لها كل الابناء والاسر لمناقشة امر الالتزام بمبادئ حزب الامة والانخراط خلف الامام الصادق المهدى، دون الالتفات الى انتماءات الابناء ، وقال ان اعتراضه على انه ليس بحزب امة ووجه برفض تبعته مبررات تسندها اوراق يرجع تاريخها للعام 1945م ، توكد ان هذا الكيان هو ارث تاريخى للاجداد وهذه مساهماتهم بمبلغ 45 قرشا لصالح الحزب ، ولابد من المحافظة على ذلك. استرجعت هذا الحديث امس ، وانا اتحدث الى احد قيادات حزب الامة القومى ، الذى استنكر الحديث الذى يقول ان دار الحزب هى ملك للامام الصادق المهدى ، واشتراها بحر ماله، مؤكدا ان الحديث عار من الصحة ، منهيا مكالمته بوعد لكشف الكثير من المعلومات فى الايام القادمة . ذات الحديث ذكره رئيس المكتب السياسى السابق للحزب المحامى حامد ادم حامد للزميلة راى الشعب ،منتقدا ماقاله الامام الصادق فى خطابه امام مؤتمر الحزب الاخير ، وذكر انه يستضيف الحزب فى داره ، وفى نهاية خطابه قال ( أنا حريص جداً أن يستقل الحزب كمؤسسة منى لأن عندي مشغوليات أخرى فكرية، ودولية، وأنصارية، واستثمارية أريد حقاً أن أتفرغ لها. المسألة ليست مجرد شكلية الرئاسة ولكن هنالك مسائل أهمها التمويل وذكر انه كان الممول ولكن تحول الأمر الآن لست الممول ولكني الضامن الذي يجذب التمويل وهذه مرحلة سوف يعقبها التمويل المؤسسي التام. وهنالك مركز الحزب فهو الآن ضيف علىّ وأنا عامل ليكون له مركَزه المملوك للجماعة، عندئذ سارفع يدي عن رئاسة الحزب) ، الامر الذى فتح بابا للكثير من المناقشات فى حينها اطفأها الصراع الذى اشتعل عقب المؤتمر العام بسبب منصب الامين العام ، لكن يبدو ان الامر لم ينتهِ ويمر بسبب العواصف التى ضربت الحزب ، وبدأ يظهر الان للسطح منذرا بمواجهة جديدة بين التيارات التى بدأت واضحة داخل حزب الامة ، ففى عدد الجمعة بصحيفة الاحداث ذكر مدير مكتب رئيس حزب الامة ابراهيم على، فى حوار صحفى اجراه الزميل حمزة بلولة ، ان الامام ليس يملك دخلا بالمعنى الكبير، مشيرا الى انه عندما اراد ان يشترى المركز العام الحالى قام ببيع شقة يملكها بالعاصمة البريطانية لندن . هذا حديث مدير مكتب زعيم الانصار الذى يؤكد ماقاله الامام بخطابه فى فاتحة المؤتمر السابع ، الا ان مادبو ادم مادبو احد قيادات الحزب تحدث لـ»الصحافة» نافيا حديث مدير مكتب الصادق ووصفه بأن فيه جهلا كبيرا بحقائق الامور، مشيرا الى قيمة الدار التي تم شراؤها قبل اكثر من 24 عاما وتزيد بمبلغ 2مليون دولار، وقيمة شقة الامام 100الف دولار فقط ، لكنه اضاف لاننكر ان له اسهامات فى المبانى مؤكدا ان الدار ساهم فيها رجال اعمال وطنيون واعضاء الحزب بالخارج بالاضافة الى قواعد الانصار بمساهمات متفاوتة ، وذكر ان الكشوفات التى تؤكد حديثه موجودة وبها اسماء المتبرعين. مابين خطاب الامام والحديث الذى يسنده من مدير مكتبه والافادات التى ذكرها حامد محمد حامد ومادبو ، كثير من التباين فى امر دار حزب الامة الذى يقول الامام انه مستضيف للحزب فى احد املاكه ، واخرين يصرون على انه ملك للكيان هناك حقيقة غائبة عن من هو المالك السابق قبل ان تؤول الدار الى الانصار ، حسب حديث ابراهيم على مدير مكتب الامام _ فى الاصل كانت منزل ابوالعلاء وقام بتسجيلها باسم شقيقه صلاح مهدى وعندما توفى استعاد الامام الدار باسمه ، هناك رواية اخرى ذكرها لى مادبو مفادها ان الدار عندما تم شراؤها قاموا بتسجيلها باسم صلاح المهدى تحسبا للمصادرات، وبعد وفاته طلب الامام من زوجته ان تقوم بالتنازل عن الدار لصالحه ، حسب حديث مادبو الذى قال انه منقول من زوجة صلاح المهدى. وتابع قامت بالامر الا ان الامام ، تغول عليها ونسبها لنفسه وهى ملك لكل الانصار، وهو تصرف غير سليم ، واخبرنى ان رئيس المكتب السياسى السابق مولانا حامد محمد حامد يمسك بالكثير من المعلومات ، الا انه رفض الحديث عندما قمنا بالاتصال به عبر الهاتف ، قال انه لايملك حديثا جديدا فى الامر، ومايملكه سبق ان ذكره وقطع وعدا بالحديث فى مقبل الايام ولكنه الآن يكتفى بماقاله ، وذكر لى بعض اعضاء حزب الامة دون ان اشير الى اسمائهم ان رئيس الحزب ظل ممسكا بالدار ككرت ضغط يمارس به نفوذه ، ويتغول على قوانين ودساتير الحزب دون ان يجد من يتصدى له .
يبدو ان امر دار الانصار المطلة على شارع الموردة بامدرمان ، سيثير الكثير من العواصف على كيان الانصار وحزب الامة ، لكن احد المراقبين قال ان مايثار الآن ليس المقصود به ملكية الدار لكنه مقدمات لرياح عاتية من اجل الخروج من الوضعية القديمة.
عباس محمد ابراهيم :الصحافة