أم وضاح

بالمقلوب


[JUSTIFY]
بالمقلوب

قال لي أحد الزملاء تعليقاً على ملاحظة قلتها ونحن نسجل قبل اسبوعين حلقة من برنامج البساط أحمدي لقناة النيل الأزرق مع الفنان الكبير الأستاذ علي إبراهيم اللحو.. وكنا نستعرض بعضاً من الصور القديمة في مكتبة الأستاذ اللحو حيث لاحظت ان كل الصور لشخوص أنيقة حليقي الرأس بصورة مرتبة!! وكل الفنانين الكبار أحمد المصطفى وأبو دؤود وإبراهيم عوض والكاشف ووردي وعثمان حسين وحتى اللحو نفسه كل صورهم (بالفل سوت) فقلت لهم يا جماعة هذه الأناقة والشياكة والجمال هو المظهر الذي يبدو عليه الفنانون العالميون والعرب ونحن مبهورون بهم رغم اننا سبقناهم على ذلك فقال لي يا أختي نحن خرجنا من آلة الزمن بالمقلوب.. والطبيعي أن الناس يتقدمون من الماضي نحو المستقبل ونحن نتراجع من المستقبل الى الماضي.. وبصراحة وقع هذا الحديث في نفسي كما الملح على الجرح فأحسست(بنقيحة) وقتها وزاد علي النقيح بعد أن تأملته ملياً وأمعنت فيه التفكير بدلالة شواهد كثيرة وواقعنا الاقتصادي يقول اننا كنا قبل سنوات كثيرة الأفضل والأسبق اقتصادياً ولو سرنا على ذات الطريق والمنوال لكنا قوة عظمى.. خليك من العالم ولكن على النطاق العربي والأفريقي فمن سبقنا بمشروع عملاق كمشروع الجزيرة الذي مات وقبر..!؟ ومن سبقنا بثروة حيوانية عطية الخالق لو أنها وجدت الإهتمام والرعاية بل والصدق في إدارتها ..! لكنا قبلة العالم تصديرًا ودخلاً ..!؟ ومن سبقنا بتعليم أهلي وحكومي خرج الآلاف من الأكفاء الذين رسموا خطوات الخدمة الوطنية في كل أنحاء الوطن العربي..!؟ ونحن الآن نعيش أسوأ (سيستم) في الخدمة المدنية ده لو في(سيستم ذاته)..! ونحن من سبقنا الوطن العربي اعلاماً مقروءًا أو مسموعاً أو مشاهدًا وكفاءاتنا الاعلامية هي التي رسمت خارطة الطريق لقنوات رضعت منهم حتى شبعت..! والآن تريد أن تشكل وتلون واقعنا بآلة اعلامية جبارة تستطيع أن ترسم وتغير الأحداث بل أننا على مستوى الممارسة السياسية سبقنا العالم ممارسة سياسية راشدة.. فكان مؤتمر الخريجين شعلة الاستقلال الأولى.. وكانت لحظة ارتفاع العلم بثلاث أيادي مختلفة المرجعية الحزبية، والأزهري يده فوق يد السيد علي فوق يد الامام عبد الرحمن المهدي والآن تعالوا شوفوا« كله يلعب على كله» ولمصلحته الضيقة وهذا الإرث العظيم من الممارسة السياسية راح شمار في مرقة.

نعم نحن دخلنا آلة الزمن بالمقلوب ومن المستقبل رجعنا الى الماضي..! عكس الناس! وعكس المنطق! فوصلنا لهذا الحضيض الذي وصلنا إليه..

كلمة عزيزة:

أول تحدي سيقابل ولاية الخرطوم بعد أيام هو (عيد الأضحى المبارك) الذي سمعنا ومنذ الآن عن أسعار خرافية للخراف.! والمواطن ليس له حولة ولا قوة.. فهل ستقف السلطات المسؤولة تتفرج..؟ أم أنها ستحمي المواطن من المبالغة في الأسعار..؟ أم أنها وآلياتها المختلفة وأجهزتها المتعددة تستطيع أن توفر في السوق ما يمكن أن يكون في متناول أصحاب الدخل المحدود.

كلمة أعز:

اللهم أحمي هذا الوطن ووقِه شر الفتن والمحن وألف قلوب أبنائه على الخير والسلام قولوا آآآآآآمين.

[/JUSTIFY]

عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]