مصطفى أبو العزائم

مدارس الخرطوم.. والعطلة الاضطرارية..


[JUSTIFY]
مدارس الخرطوم.. والعطلة الاضطرارية..

حسناً فعلت وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم عندما مددت أمس العطلة المدرسية إلى اليوم العشرين من أكتوبر المقبل، لأنها إن لم تفعل ذلك لمددها أولياء الأمور من أنفسهم، خاصة وأن الأحداث لم ينقشع دخانها بعد، وقد يحدث غدر، أو تحاول جهة أو أكثر استغلال وجود التلاميذ وطلاب المدارس، وتعمل على جرجرتهم وإخراجهم إلى الشارع، الذي شهد تخريباً متعمداً وفقدت فيه بلادنا ضحايا اقترب عددهم من الأربعين، حسب البيانات الرسمية، ونصبت في العاصمة بمدنها العديدة أكثر من خيمة عزاء، حيث لم يفرق الموت بين متظاهر محتج، وبين شرطي يعمل على حماية الأرواح والممتلكات، لكن عزاءنا أن الجميع شهيد، فالذين أصيبوا برصاصات طائشة، أو أولئك الذين سقطوا وهم يدافعون عن الآخرين ويعملون على حماية الأرواح والممتلكات من منسوبي الشرطة والأمن، كلهم شهداء بإذن الله وأحياء عند ربّهم يرزقون.

نعم.. ما قامت به وزارة التربية والتعليم في ولاية الخرطوم كان قراراً صائباً، جاء – فيما يبدو – نتيجة لدراسة حقيقية وتحليل عميق للموقف العام، شاركت فيها جهات عديدة، منها الوزارة نفسها ثم غرفة أمن الولاية، وممثلو الشرطة والأمن والجيش، وربما قيادات سياسية، رأت جميعها أن القرار الأصعب هو التأجيل، خاصة وأن السلطات قد بدأت بالفعل في إلقاء القبض على عدد من المتهمين بإعمال الحرق والنهب والسلب وترويع المتظاهرين، وهذه العملية قد تستمر لأيام لأن خيط الاتهام قد يمتد ويطال آخرين هم خارج الصورة الآن.

الأحوال العامة آخذة في الهدوء بإذن الله، لكنها ستهدأ تماماً عندما يبدأ التحقيق الرسمي، ثم المحاكمات لمن أجرموا في حق الآمنين، ليأخذ كل مخطيء جزاءه أياً كانت صفته، إذ نحسب أن الجرم كبير في هذا الشهر الحرام.

الوقت مازال مبكراً لإصدار أحكام نهائية – دون تحقيق – في الأحداث المؤسفة التي شهدتها بلادنا عموماً، وولاية الخرطوم على وجه الخصوص، فقد سقط ضحايا، وامتدت يد الإجرام تحصد أرواح الأبرياء سواء كان ذلك في جانب المتظاهرين أو في جانب قوات الشرطة والأمن التي بذلت جهداً كبيراً لاحتواء الموقف وقدمت الشهداء في سبيل حفظ الأمن والحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، عندما بدأت الأيدي الآثمة تتطلخ بدماء الأبرياء في هذا الشهر الحرام.. وإلى أن تكتمل التحقيقات ويحاصر الجرم الجناة، ستهدأ الأحوال وقتذاك.. ويمكن أن تقرع الأجراس إيذاناً بمواصلة العام الدراسي.. أما الآن.. فلا.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]