رأي ومقالات
د. حسن التجاني : ضعف الرقابة والتنفيذ يعطيان المناعة ضد القانون
< لكن رغم ضعف التطور هذا في ذاك الزمان، إلا أن الحال كان «زين» وأفضل بكثير مما هو عليه الآن بعد التطور هذا. < وفي البال كلما تطور الإنسان كتب نهايته بيديه، فعندما كان الإنسان يستخدم الدواب من الحمير والإبل وغيرها لم تكن هناك حوادث مرورية، ولكن بعد أن صنع السيارة كنوع من التطور عجل بنهايته بما تحدثه من حوادث تحصد فيها الأروح حصداً. < وهكذا أخذ الإنسان في التطور كاتباً لنفسه دماراً شاملاً في كل شيء.. فصنع الطائرة ونتائجها معروفة وصنع الصاروخ فكانت الحرب وهكذا رغم الإيجابيات المعروفة. < الإنسان بطبيعة حاله يتطور ليواكب التطور الذي يحيط به من كل الجوانب. < عملية التطور شيء جميل أيضاً لها جوانبها الإيجابية، حيث يسعى فيها الإنسان للراحة والاستمتاع بفنيات هذا التطور لأجل أن يعيش حياة مرتبة. < من هذا المنطلق نقول إن السودان حدثت فيه نقلة طيبة في هذا التطور.. ولكن العقول لدى الآخرين تحتاج هي الأخرى لتتطور لتواكب هذا التطور. وإذا لم يحدث هذا التطور للعقول يحدث الذي يحدث لنا الآن من تخلف. < الآن لنقل إن الإنقاذ أحدثت تطوراً كبيراً في عملية سفلتة الطرق وتعبيدها كأنموذج واحد.. فهذا تطور بعد أن كان الناس يسيرون على طرق وعرة لمدة أيام وليالٍ .. وصاروا الآن بحكم تطور هذه الطرق يصلون إلى مناطقهم سواء أكانت في داخل العاصمة أو الولايات في يسر وسلاسة وكسب للزمن بصورة خيالية، لكن العقول في كثيرها لم تدرك أهمية هذا التطور.. فتجد في قلب العاصمة ومن المنازل التي تطل على الطريق العام يتم نصب صيوان عزاء أو فرح في قلب الشارع المعبد، ويحدثون فيه حفراً تبدأ بنهاية الطريق فيتم اتلافه.. وبنزول المطر في الخريف يحدث الذي يحدث من تخلف وغضب وثورة. < هذا يحدث لضعف الرقابة والإهمال من الجهات والسلطات المسؤولة وغيابها التام في المحاسبة. < والذي نريد أن نصل إليه من حديثنا هذا أن الضعف في الرقابة والمتابعة يقود مباشرة لهذه المناعة التي تجعل المخالف يخالف دون أي اعتبار للذي يمكن أن يُجنيه ما يفعله.. لأن العقوبة وتنفيذها أصبحت معروفة واكتسب الشخص مناعة ضدها، لذا نجد أن الحال لا يسر. < الآن أي مواطن عادي جداً دون وجه حق يمكن أن يقف في وجه المسؤول ويقول له اركب أعلى ما في خيلك.. يقول ذلك لأنه يعلم أن المسؤول لن يفعل له شيئاً ولن تكن هناك عقوبة ستواجهه أو تطوله، لأن (الغياب) هو سيد الموقف الآن في العقوبة والردع المباشر السريع. < الآن الشارع يحتاج إلى أن يعود لصوابه، وحتى يهاب الناس القانون يجب أن تكون هناك محاكم كمحاكم (العدالة الناجزة) تعاقب الشخص المخطئ مباشرة.. محاكم مكتملة من كل أركان العدالة تعيد بواسطة العقوبة الصارمة كل شيء لوضعه الطبيعي.. وصدقوني هذا ليس صعباً بل سهلاً جداً ويمكن تحقيقه. < الآن تجد سكان أية منطقة تعاشروا لبضعة شهور أو سنوات يقفون في وجه الحكومة ويتحدوها في أخذ أرض هي أصلاً ملكاً للدولة.. ودون وجه حق يجزمون بأنها أرضهم ولا يخافون القانون.. ما هذه الفوضى بالله عليكم؟ < الحكومة مازالت حتى اللحظة تمسك (الرسن) في يدها ويمكن لها أن تعيد هيبتها. ويا سبحان الله المواطن يتمنى ذلك ويدعو الله أن يديم الله هيبة الدولة.. فلماذا لا تنتهز الدولة ــ طبعاً نقصد بالدولة هنا الحكومة رمزياً ــ هذه الفرصة وتفرض سيطرتها قبل أن ينفرط العقد. < حقيقي الأمر شائك ومعقد.. ولكنه أمر هيبة السلطة مهم وضروري.. وأرى فيه كثيراً من الهدوء وأني أخشاه. < العدالة الناجزة هي (القبض)، (التحري)، (المحاكمة)، (التنفيذ) الفوري ومن عندياتي (الإعدام) للتشهير ليكون الحكم عظة لمن لا يتعظ. < الاجتهاد في هذا الأمر يجنب الحكومة كثيراً من السلبيات اللاحقة. < الرقابة، الحسم، التنفيذ، هي عناصر لنجاح البقاء والاستمرار لتحقيق الهدف. (إن قُدِّر لنا نعود).صحيفة الانتباهة ت.إ[/JUSTIFY][/SIZE]